العمادي وصل لمخيم العودة للمشاركة في جمعة "المسيرة مستمرة"، لكن فلسطينيين غاضبين طردوه من المخيم، ورشقوا سيارته بالأحذية، احتجاجا على التنسيق الإسرائيلي القطري سادت حالة من الغضب بين الفلسطينيين، وذلك بعد قرار اعتبرته السلطات، التفافا على قضيتها لمواصلة تدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في ظل الأموال التي قدمتها الدوحة من خلال إسرائيل بالتعاون مع حركة حماس، وهو الأمر الذي قوبل برفض قاطع من قبل سكان غزة خاصة، والشارع الفلسطيني عامة، كونه يكرس الانقسام، ويعمل على تنفيذ صفقة القرن، التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تمريرها من خلال وسطاء بالوكالة، لكن سرعان ما عبر الفلسطينيون عن غضبهم وانفجروا في وجه إمارة قطر. أمس، قاطع 11 فصيلا فلسطينيا لقاء السفير القطري محمد العمادي، الذي عقده مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي وعدد من الفصائل الصغيرة الموالية لهما، لتوجه له صفعة ثانية بعد طرده من وسط المتظاهرين شرق غزة، احتجاجا على ما وُصِف بالدور التخريبي لقطر. وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب: إن "11 فصيلا وأشار إلى أن حزب الشعب نبه من البداية لخطورة الدور القطري عبر العمادي في القضية الفلسطينية لذلك قاطعه، واليوم انضمت 10 فصائل أخرى للمقاطعة احتجاجا على دوره المقلق. الرفض الفلسطيني للأموال القطرية جاء من منطلق رفضهم التعاون مع إسرائيل وحماس فقط، وتجاهل السلطة الفلسطينية الحاكمة، خاصة أن المساعدات لها إطار قانوني وشرعي، أما في هذه الحالة فهو تقاسم وظيفي خطير ومرفوض. "السياسى الفلسطيني" شدد على أن أي دولة عربية تريد أن تساعد لا بد أن تساعد عبر الأطر المعروفة، أما بهذا الشكل الوقح فيثير الريبة والقلق ويمكن أن يُستغَل لتعميق الانقسام وتحويله لانفصال. اللافت أن صفعة المقاطعة الفصائلية للسفير القطري، جاءت بعد ساعات قليلة من تعرض موكبه للرشق بالحجارة والأحذية من الفلسطينيين المشاركين في المسيرات، مساء أمس، خلال زيارته لمخيم العودة شرق غزة، بحسب "معا". فالعمادي وصل لمخيم العودة للمشاركة في جمعة "المسيرة مستمرة"، لكن فلسطينيين غاضبين طردوه من المخيم، ورشقوا سيارته بالأحذية، احتجاجا على التنسيق الإسرائيلي القطري الذي يستهدف إخماد غضب الفلسطينيين وتوفير الهدوء للاحتلال الإسرائيلي. يأتي هذا بعد ساعات من وصول السفير القطري إلى الجانب الإسرائيلي من معبر بيت حانون، حاملا 3 حقائب كانت في المقعد الخلفي للسيارة التي كان يستقلها، بعد سماح جيش الاحتلال الإسرائيلي للسيارة بالعبور إلى قطاع غزة. مصادر إسرائيلية، أوضحت أن حقائب العمادي كانت تحوي مبلغ 15 مليون دولار تمثل الدفعة الأولى من الأموال التي قرر "نظام الحمدين" استخدامها لدفع رواتب آلاف الموظفين من حركة حماس، التفافا على السلطة الفلسطينية، بحسب عرب 48. في حين قال قيادي في الجبهة الشعبية الفلسطينية، إن مقاطعة لقاء العمادي هو للاحتجاج على دور قطر وتطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي. بدوره، صرح كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بأن ما جرى مع العمادي في مخيم العودة، شرقي مدينة غزة، يعكس حالة شعبية من عدم الرضا عن سياسات قطر، وفقا ل"معا". وأضاف "نحن أمام دعم غير بعيد عن التنسيق مع العدو الصهيوني، وغير بعيد عن أهداف سياسية تكمن وراء مثل هذا الدعم"، مؤكدا "الرسالة اليوم كانت بالغة فيما تعرض له العمادي". الحقيقة أن تحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد القوى الشعبية هو السبيل الوحيد لقطع الطريق أمام أي مخططات لتسوية القضية الفلسطينية.