الزوجة والعشيق خططا لقتل «إمام» للزواج.. المتهمان وضعا قرصي مخدر في النسكافيه وخنقاه حتى الموت.. مكالمة 60 ثانية وجلسة فرفشة كشفتا المستور لرجال المباحث "ربنا فضحهم وانتقم منهم عشان المدفون اللي اتغدر ظلم"، جملة أطلقها البقال المسن ملوحا بسبابته للسماء خلال حديثه مع صديقه بشأن قصة وفاة شاب جارهم قبل أن يتبين أنه قتل ضحية نزوات زوجته الخائنة وصديقه الأمين، ليرقد في التراب طالبا القصاص فيأتيه الإنصاف من فوق سبع سماوات وتكتشف معالم الجريمة البشعة. قبل 5 سنوات وفي حفل زفاف بسيط حضره الأهل والأحباب، تزوج "إمام" من "حنان" التي تصغره بأربع سنوات، وقررا الإقامة ببيت بسيط بقرية أبو رجوان قبلي التابعة لمركز البدرشين في محافظة الجيزة، وبعد فترة قليلة رزقا بطفلة صارت قرة عين أبيها. راح "إمام" يصل الليل بالنهار للعمل أجريا في المزارع والمباني تحت الإنشاء ليوفر لابنته حد الكفاف من الحياة، يمني نفسه باليوم الذي تكبر فيه ويسمع كلمة بابا وأن يراها عروسا في كوشة الزفاف. بعد فجر كل يوم، يخرج صاحب ال38 عامًا، قاصدًا مزرعة لجمع محصولها أو عقار تحت الإنشاء للمشاركة في أعمال المعمار مع راح "إمام" يصل الليل بالنهار للعمل أجريا في المزارع والمباني تحت الإنشاء ليوفر لابنته حد الكفاف من الحياة، يمني نفسه باليوم الذي تكبر فيه ويسمع كلمة بابا وأن يراها عروسا في كوشة الزفاف. بعد فجر كل يوم، يخرج صاحب ال38 عامًا، قاصدًا مزرعة لجمع محصولها أو عقار تحت الإنشاء للمشاركة في أعمال المعمار مع رفيق الدرب "عماد" الذي اعتاد اصطحابه معه في أي فرصة عمل، ويعودان معا لشرب الشاي بعد عناء يوم شاق قبل أن يخلدا للنوم كلٌّ في بيته. على مدار عامين كاملين لم يلتفت "إمام" لنظرات صديقه التي ترصد زوجته في الذهاب والإياب خلال جلوسهما كما لم ينتبه لنظرات العشق في عيون أم ابنته تجاه صديق الشقاء، وأن علاقة آثمة نبتت بين الزوجة اللعوب والصديق الخائن. في يوم السادس عشر من سبتمبر الماضي، دق هاتف "إمام" ليجد على الطرف الآخر صديقه "عماد" الذي يطالبه بالحضور سريعا للتوجه إلى مزرعة للعمل في جمع المحصول، ومع نهاية يوم العمل، ألح "إمام" على صديقه بالذهاب برفقته إلى المنزل، وفي الطريق طالبه الأخير بالتوجه أولا، للمنزل وسيلحقه خلال دقائق لشراء دواء من الصيدلية. في صالة المنزل جلس الصديقان ونادى "إمام" على زوجته وطلب منها إعداد كوب من النسكافيه له وآخر من الشاي لصديقه، وما فرغ الأول من شربه حتى دخل في سبات عميق لم يستفق منه للأبد. في اليوم التالي، توجهت الزوجة إلى محل عملها كعاملة نظافة في وحدة صحية، لكن مع عودتها أطلقت صرخات استغاثة بالجيران "إلحقوني جوزي مات"، وسط حالة من الحزن سيطرت على الجميع لدماثة خلق الزوج حتى إن أحد الحضور أكد "أنا لسه شايفه إمبارح ومسلم عليه كان كويس ومفيهوش حاجة!". حضر مفتش الصحة ووقع الكشف الطبي على الجثمان، بعدم وجود شبهة جنائية وأن الوفاة نتيجة توقف عضلة القلب، الأمر الذي أكدته الزوجة لدى سؤالها حول تعاطيه أي أقراص مخدرة: "كان بيشرب برشام علشان الشغل"، ليُصرح بالدفن. بعد نحو 30 يومًا، تلقى "سيد" 28 سنة، شقيق إمام اتصالا من صديق أخيه "عماد" الذي أخبره في حديث مخمور: "البنت بعد ما قتلت لها جوزها مش راضية تتجوزني وبتتهرب مني.. مرات أخوك لو متجوزتنيش هخليها تحصله.. مش هسيبها في حالها"، ليطالبه بالتحكم فيما يجري على لسانه من كلمات "تخرب الدنيا" خاصة أنه في حالة سُكر. لم يفكر "سيد" فيما وقع على مسامعه خلال تلك المكالمة التي لم تتجاوز ال60 ثانية، لكن الأمر تجدد بعد يومين خلال جلسة فرفشة كرر "عماد" حديثه السابق مرددا كلمات غير مفهومة حمل بعضها تهديدا ووعيدا لأرملة "إمام" بأن مصيرها سيكون القتل. مع شروق صباح اليوم التالي -بعد 33 يوما من وفاة شقيقه-، توجه "سيد" إلى مكتب وكيل النائب العام بالبدرشين طالبا مقابلته لأمر مهم، ليروي عليه تفاصيل المكالمة والجلسة التي تلتها متهما صديق شقيقه وأرملته بالوقوف وراء وفاته، ليأمر وكيل النائب العام بسرعة ضبط وإحضار "عماد" و"حنان". مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثانية عشرة ظهر الخميس قبل الماضي، يجلس العقيد علي عبد الكريم، مفتش مباحث فرقة العياط والبدرشين، داخل مكتبه يضع اللمسات الأخيرة لحملة تفتيشية مكبرة بصدد شنها خلال الساعات القادمة، ليقطع انهماكه في العمل إخطارا من النيابة العامة بسرعة ضبط وإحضار سيدة وعامل، ليبادر بسؤال أحد رجال الشرطة: "مش الست دي اللي جوزها مات الشهر اللي فات!". انطلقت قوة من قسم شرطة البدرشين بقيادة الرائد أحمد عكاشة ومعاونه الرائد أحمد يحيى إلى محل إقامة "حنان.ق"، ومنزل المشكو في حقه "عماد.ح"، 33 سنة، بقرية الشوبك الغربي، واصطحابهما إلى ديوان القسم لسماع أقوالهما. بعد مرور دقائق على استجوابها ومواجهتها باتهامات شقيق زوجها المتوفى ومضمون المكالمة التي تلقاها من عشيقها، فجرت "حنان" مفاجأة من العيار الثقيل "أيوة اتفقت مع عشيقي إننا نخلص من جوزي علشان نتجوز"، مؤكدة أنها ارتبطت بعلاقة عاطفية بصديق زوجها "عماد"، وخططا للتخلص منه بطريقة شيطانية. مع توالي المفاجآت، طلب العقيد علي عبد الكريم من رجال الشرطة، إحضار العشيق لتكتمل الصورة في مشهد أقرب إلى عالم الدراما التليفزيونية الذي بدوره أقر بجريمته، مشيرا إلى أنه أحضر قرصي مخدر من صيدلية مجاورة لمنزل صديقه وأعطاهما للزوجة التي بدورها وضعتهما في كوب النسكافيه. "الراجل مبيتحركش هنعمل إيه؟"، كلمات جاءت على لسان الزوجة لعشيقها الذي طالبها بإحضار عباءة "لفيناها على رقبته وكل واحد شد من ناحية لمدة 3 دقائق لحد ما قلبه وقف"، وجلسا معًا حتى العاشرة مساء فأخبرها بالجزء الثاني من الخطة قبل مغادرته المنزل: "سبيه كده، والصبح روحي شغلك عادي ولما ترجعي صوتي وقولي إن جوزك مات". وعقب تقنين الإجراءات، تم توجيه مأمورية إلى المقابر بقيادة العميد عبد الرحمن أبو ضيف، رئيس مباحث جنوبالجيزة، وتم أخذ عينة من جثة المجني عليه "إمام" بمشاركة فريق من النيابة العامة والأدلة الجنائية؛ وتم نقل العينة إلى مصلحة الطب الشرعي للوقوف على وجود آثار سموم من عدمه، وتم اصطحاب المتهمين لإجراء المعاينة التصويرية.