واحد وخمسون عاما مرت، منذ أن خرج لانش الصواريخ سطح سطح ليدمر المدمرة إيلات أكبر قطعة بحرية إسرائيلية أمام سواحل بورسعيد، ومنذ ذلك التاريخ لم تنس المحافل العسكرية في العالم ذلك الحدث الذي غير تكتيكات الحرب البحرية في كل مدارس التخطيط للمعارك البحرية. ولم ينس وحوش البحر، رجال البحرية المصرية هذه البطولة التي خلدوها بأن أصبح عيدهم هو ذاك اليوم، 21 أكتوبر من كل عام، ولكن الاحتفال السنوي بذكرى تلك البطولة لا يقتصر على إحياء بطولات أصحابها، بل دائما يقدم القادة الجديد في تطوير هذه المؤسسة التي تعد الأقدم والأعرق في الشرق والأوسط وإفريقيا وتصنف اليوم السادسة بين بحريات العالم جميعا. قائد القوات البحرية: التدهور الأمني في الشرق الأوسط أثر على خطط التسليحوهذا ما فعله الفريق أحمد خالد حسن قائد القوات البحرية في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة العيد الواحد والخمسين والتقى الإعلام العسكري لقاء خاصا طرح خلاله رؤيته المستقبلية للقوات البحرية وكشف ما تحتاجه من وحدات ومعدات وكذا ما تقوم قائد القوات البحرية: التدهور الأمني في الشرق الأوسط أثر على خطط التسليح وهذا ما فعله الفريق أحمد خالد حسن قائد القوات البحرية في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة العيد الواحد والخمسين والتقى الإعلام العسكري لقاء خاصا طرح خلاله رؤيته المستقبلية للقوات البحرية وكشف ما تحتاجه من وحدات ومعدات وكذا ما تقوم به من مهام قتالية في العملية سيناء 2018 وفي تأمين المصالح الاقتصادية في البحار وخطوط المواصلات البحرية. وقبل أن ينطلق الفريق خالد حسن في شرح الجديد أصر أن يتوقف أولا ليوجه التحية لبطولات رجال البحرية خلال معارك حرب الاستنزاف التي كان لها أكبر الأثر في إعداد المقاتلين لتحرير الأرض والانتصار في أكتوبر. وقال إن المعركة البطولية التي خاضها طاقم لانش الصواريخ وعددهم لا يتجاوز بضعة أفراد ونجاحهم في تدمير مدمرة على متنها مئات المقاتلين الإسرائيليين وإغراقها، قال إنها مهدت الطريق لحرب الاستنزاف وما بعدها. "في 21 أكتوبر عام 1967 صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى قيادة القوات البحرية بتنفيذ هجمة على أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت وهى المدمرة (إيلات) التي اخترقت المياه الإقليمية المصرية كنوع من إظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات البحري. وعلى الفور صدرت الأوامر بمغادرة عدد (2) لانش صواريخ للتعامل مع المدمرة (إيلات) ونجحت في إغراقها باستخدام الصواريخ البحرية سطح/ سطح ولأول مرة في تاريخ بحريات العالم تنجح وحدة بحرية صغيرة الحجم من تدمير وحدات بحرية كبيرة الحجم مثل المدمرات/ الفرقاطات، مما أدى إلى تغير في الفكر الاستراتيجي العالمي". وواصل الفريق خالد موضحا "تم اختيار يوم 21 أكتوبر ليكون عيدًا للقوات البحرية المصرية لسببين رئيسيين الأول: لأنها نفذت بعد حرب 1967 بنحو 3 أشهر وكانت من أعنف الأزمات التي عصفت بمصر بل والعالم العربي خلال تاريخنا الحديث وكانت هذه الفترة مليئة بالأحزان واليأس وكان لا بد من القيام بعمل بطولي يرفع الروح المعنوية للقوات المسلحة ويعيد الثقة للشعب وقواته المسلحة. والثاني: إن إغراق المدمرة إيلات يعتبر من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة التي حدثت خلال النصف الأخير من القرن العشرين. فقد كانت هذه العملية هى الأولى من نوعها في التاريخ لاستخدام الصواريخ سطح/ سطح في الحرب البحرية ونتج عن نجاح استخدام هذه الصواريخ تغيير شامل لمفاهيم التكتيك البحري في العالم بأُثره". وردا على سؤال ل"التحرير" حول الرؤية المستقبلية للقوات البحرية أجاب الفريق أحمد خالد حسن مؤكدا أنه يقوم على محورين أساسيين؛ الأول التصنيع والثاني القواعد البحرية الجديدة. "قامت القوات البحرية بتدشين قطع بحرية جديدة للأسطول البحري المصري مثل الفرقاطة بورسعيد من طراز (GOWIND) والتي تم تصنيعها بالترسانة البحرية. وهنا لا بد وأن أتوقف لأوضح قيمة إضافة وحدة جديدة للقوات البحرية، فالصفقات والإنشاءات التي تقوم بها القوات البحرية أسهمت بشكل مباشر في رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل في المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية في أقل وقت، مما يسهم في دعم الأمن القومي المصري في ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حاليا. وعلى مدار الفترة الماضية تم تسليح القوات البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية.. ويتم العمل حاليا على رفع كفاءة القطع والوحدات البحرية التي تسهم في الحفاظ على مستوى القوات البحرية، حيث يتم إنشاء قواعد جديدة لتستوعب أكبر قدر من القطع. وأوضح قائد القوات البحريه أن عملية الإحلال والتجديد للوحدات البحرية، تخضع لعدة معايير منها التهديدات الحالية والمستقبلية، التطور العلمي والتكنولوجي في مجال التسليح، والقدرات الاقتصادية للدولة، ويتم الإحلال والتجديد على فترات زمنية وطبقا للاستراتيجية العامة للقوات المسلحة في تطوير وتحديث الأفرع الرئيسية. وقال الفريق أحمد خالد حسن إن القيادة السياسية اهتمت بتطوير الصناعات البحرية الثقيلة متمثلة في التطوير الذي تم بالفعل لترسانة الإسكندرية التابعة لجهاز الصناعات البحرية للقوات المسلحة، لكي تواكب في معداتها وأجهزتها أحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا العالمية، وقد افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد التطوير في مايو 2015. وقد قامت القوات البحرية بالفعل على العمل في بناء السفن بالسواعد المصرية من خلال مسارين: الأول: من خلال التصنيع المشترك في الترسانات البحرية المصرية مع الدول الصديقة والشقيقة، وتم تصنيع لانشات مرور سريعة من مختلف الطرازات، وجارٍ تصنيع عدد (3) قرويطة بالتعاون مع الجانب الفرنسي. الثاني: التصنيع الكامل للوحدات البحرية بالسواعد المصرية، وقد تم تصنيع سفن من طرازات عدة (سفن الدحرجة – السفن المساعدة Tub Boats– الكراكات)، ونعمل على أن نصل في المستقبل (بمشيئة الله). وتوقف قائد القوات البحريه ليؤكد أن تقدم الشعوب يقاس بمدى امتلاكها منظومة متكاملة من الطاقات البشرية والتقنية وقاعدة متطورة للتصنيع والتأمين الفني والصيانة والإصلاح.. وقال: "بالفعل تمتلك القوات البحرية ثلاث قلاع صناعية تتمثل فى ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية والشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن وشركة ترسانة الإسكندرية. وكلها تعمل ضمن منظومة متكاملة لها القدرة على التأمين الفني وصيانة وإصلاح الوحدات البحرية المصرية، كما أصبحت قادرة على التصنيع بعد تطويرها وفقا لأحدث المواصفات القياسية العالمية بدعم من القيادة العامة للقوات المسلحة". وبالنسبة للقواعد البحرية الجديدة فقد شدد قائد القوات البحرية على أنه يتم العمل على إنشاء قواعد بحرية جديدة تتيح فرصة انتشار الوحدات البحرية في البحر الأحمر والمتوسط في أسرع وقت ممكن وبما يخدم احتياجات التشكيلات البحرية العاملة من خدمات لوجيستية وفنية وغيره. وانتقل قائد القوات البحرية ليلقي الضوء على تداعيات الأوضاع الأمنية المتدهورة في منطقة الشرق الأوسط وأثرها على الأمن القومي المصري، قائلا: "مع تدهور الأوضاع الأمنية فى منطقة الشرق الأوسط كثرت الصراعات وتأثر الأمن القومى المصرى والعربى بتلك الأوضاع الأمنية وسعت القيادة العامة للقوات المسلحة من خلال خطط التسليح إلى تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد على أحدث النظم القتالية والفنية. وكان آخرها امتلاك مصر لحاملتى المروحيات طراز (ميسترال) والمدمرة الحديثة طراز (فريم) ولانش الصواريخ الروسى طراز (مولينيا)، مما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية، الأمر الذى جعلها من أكبر البحريات بالبحر المتوسط قادرة على حماية مصالحنا القومية فى الداخل والخارج، والتي تمتلك قوة الردع لكل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية. ولفت الفريق أحمد خالد حسن إلى أن القوات البحرية ضمن منظومة القوات المسلحة نفذت على مدار الفترة الماضية العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومي المصري على المستويين الداخلي والخارجي. "بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية تنوعت المهام المكلفة بها القوات البحرية من تأمين اثنين وعشرين ميناء وعلى مدار أربع وعشرين ساعة، والمحافظة على انتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أي اختراقات لسواحلنا. ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا البحرية بالإضافة إلى تأمين حركة ملاحة السفن التجارية بالمجرى الملاحي لقناة السويس فى الاتجاهين الشمالي والجنوبي وتأمين المنشآت الحيوية من الساحل ومن منصات وحقول البترول والغاز الطبيعي. وانتقل قائد القوات البحرية ليوضح المزيد عن الدور البطولي الذي يقوم به رجال البحرية مع باقي مقاتلي الجيش في سيناء، حيث شاركت القوات البحرية القوات البرية والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة في (العملية الشاملة سيناء 2018) والهدف منها تطهير سيناء من البؤر الإرهابية والعناصر التكفيرية.
وأوضح طبيعة هذا الدور قائلا: "نقوم بدور في عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية من جهة البحر. كذلك منع أى دعم يصل لهم من جهة البحر. إضافة إلى الاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمات أو سفينة مشتبه فيها. كما تقوم عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالي لسيناء وبالطبع جميع هذه الأعمال تتم بتنسيق كامل مع كل الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية العاملة بهذه المنطقة بما يحقق تنفيذ هدف القيادة العامة للقوات المسلحة من العملية الشاملة (سيناء 2018) للحفاظ على أمن وسلامة مصرنا الحبيبة". وسريعا عبر الفريق أحمد خالد حسن عن مشاركة البحرية المصرية في التدريبات المشتركة وكان واضحا نبرة الافتخار بأن رجاله هم وحوش، واحدة من أقوى البحريات العسكرية في العالم. وانعكس ذلك في كلماته: "عندما ننظر أي البحريات تتدرب معنا ندرك مدى ثقل قواتنا البحرية، أكبر بحريات العالم الإيطالية والفرنسية والأمريكية والروسية والإنجليزية والهندية، ذلك كله بفضل المكانة العالية للقوات البحرية المصرية في مصاف البحريات العالمية، فتحرص العديد من الدول الصديقة والشقيقة على التدريب مع وحداتنا، وتلك التدريبات المشتركة تعود على الطرفين بالعديد من الفوائد أهمها: - إتقان تنفيذ المهام المختلفة وثقل مهارات ضباطنا وجنودنا وذلك من خلال الاستفادة من التطوير في مساعدات التدريب ومنظومات التسليح الحديثة المتوفرة لدى الدول الشقيقة والصديقة. - الاستفادة من التدريب في ظروف جومائية مختلفة ومسرح عمليات مختلف لدراسة تأُثيره على الأسلحة والمعدات. - التعرف على فكر الدول المشتركة في التدريب في إدارة الأعمال القتالية. - تدريب الضباط على أحدث الوحدات البحرية في العالم والتعرف على أساليب التدريب القتالي بالبحر. ومن خلال الإعلام العسكري وجه قائد القوات الجوية كلمة ووصية لأبنائه ورجال البحرية قائلا: "أوصيهم بالاستمرار فى المحافظة على الكفاءة القتالية للأفراد والمعدات واليقظة التامة والإدراك العالي لمستجدات المرحلة التى يمر بها بلدنا الحبيبة مصر للحفاظ على مكتسبات الشعب المصرى. والحفاظ على الاستعداد القتالى العالي لقواتكم البحرية لتكونوا جاهزين فى أى وقت لتنفيذ المهام الموكلة إليكم من القيادة العامة للقوات المسلحة بحرفية وقوة وإصرار، جديرين بثقة الوطن فيكم، ومستحقين للقب خير أجناد الأرض".