يرى بعض الخبراء السياسيين أن الصين قد تلجأ لاستخدام كارت كوريا الشمالية للضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية في الحرب التجارية القائمة بين أكبر اقتصادين في العالم. عُرفت الصين منذ زمن بعيد على أنها شريان الحياة الرئيسي لكوريا الشمالية في ظل مواجهة الموجات المتتالية من العقوبات الاقتصادية التي يفرضها المجتمع الدولي، وبالأخص الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما كان السبب الرئيسي في نجاح بيونج يانج للوقوف في وجه واشنطن خلال السنوات الماضية. الصين على مدار الأشهر الأخيرة تعرضت لحالة من الضغط بسبب تلك العلاقة الخاصة التي تجمعها بكوريا الشمالية، لترضخ بكين في النهاية لمطالبات مجلس الأمن بتشديد العقوبات على بيونج يانج. وظلت الصين على مدى سنوات طويلة المنقذ الرئيسي للاقتصاد الكوري الشمالي، في ظل ما تعانيه بيونج يانج من عقوبات ضخمة على خلفية استمرار برنامجها النووي، الأمر الذي أدخلها في صراع سياسي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها في منطقة شرق آسيا وعلى رأسها كوريا الجنوبية واليابان.تخلي الصين عن كوريا الشمالية وظلت الصين على مدى سنوات طويلة المنقذ الرئيسي للاقتصاد الكوري الشمالي، في ظل ما تعانيه بيونج يانج من عقوبات ضخمة على خلفية استمرار برنامجها النووي، الأمر الذي أدخلها في صراع سياسي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها في منطقة شرق آسيا وعلى رأسها كوريا الجنوبية واليابان. تخلي الصين عن كوريا الشمالية اقتصاديًا يجبر زعيمها على الرضوخ لواشنطن وترى الآن بكين أن استخدام كارت كوريا الشمالية للضغط على الولاياتالمتحدة قد آن، لا سيما في ظل الإجراءات التي تتبعها الولاياتالمتحدة تجاه البضائع الصينية في الآونة الأخيرة، وذلك حسب ما جاء في شبكة سي إن بي سي الأمريكية. وقال أحد الخبراء السياسيين للشبكة الأمريكية: "في الوقت الذي يستمر فيه الرئيس دونالد ترامب في زيادة الضغوط التجارية على الصين، قد تكون بكين "أقل رغبة في التعاون" مع الولاياتالمتحدة بشأن فرض عقوبات على كوريا الشمالية". وأوضح سكيم سيمان الخبير في شركة الاستشارات السياسية للمخاطر أوراسيا جروب أن الصين اتخذت خطوات لتخفيف تطبيق العقوبات حتى قبل أن تنفجر التوترات التجارية مع الولاياتالمتحدة، ولكن مع استمرار الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، يمكن أن تجد الصين المزيد من الأسباب لتخفيف تطبيق العقوبات ضد كوريا الشمالية". وقال سيمان إن كوريا الشمالية لم تتخذ خطوات ملموسة نحو نزع الأسلحة النووية على الرغم من وعودها بذلك خلال القمة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والتي عقدت في سنغافورة في 12 يونيو. كوريا الشمالية تطالب الصين وروسيا بالضغط على أمريكا وأضاف سيمان: "إن العالم لا يزال ينتظر حقيقة أن يبدأ التقدم بشكل جدي". وكنتيجة طبيعية لذلك، من المرجح أن يطلب كيم جونج أون الذي كانت آخر رحلاته للصين في مارس الماضي، الدعم من بكين وموسكو للضغط على الولاياتالمتحدة لتقديم تنازلات مقابل سماح كوريا الشمالية بتفكيك منشآتها النووية. وتعثرت مفاوضات بيونج يانج-وواشنطن لتنفيذ اتفاق يونيو بين ترامب وكيم، وقالت الولاياتالمتحدة إن نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية يسير بمعدل بطيء للغاية، فيما ترى بيونج يانج أن واشنطن لا تتحرك بالسرعة الكافية لإنهاء عقود من العلاقات العدائية. وتعتبر الصين نفسها واحدة من الأدوات التي أجبرت بيونج يانج على الجلوس على طاولة المفاوضات خلال الأشهر الماضية، لا سيما وأن الضفط التجاري كان له أثر كبير. انخفاض المستويات التجارية بين الصينوكوريا الشمالية كشف العديد من عورات نظام بيونج يانج بقيادة زعيمها كيم جونج أون، الذي كان يرتكز إلى علاقته مع شريك بلاده التجاري الأول والأكبر من أجل الحفاظ على ما تبقى من قدرات كوريا الشمالية الاقتصادية. ماذا لو رفضت واشنطن اتفاق السلام بين الكوريتين؟ وتراجعت تجارة الصين مع كوريا الشمالية 56.8% خلال الأشهر الستة الأولى من 2018، كما سجلت التجارة بين البلدين 887.4 مليون دولار خلال 6 أشهر من العام الجاري. وانخفضت الصادرات من كوريا الشمالية للصين بنسبة 87% لتصل إلى 94.3 مليون دولار في مايو الماضي، كما سجلت صادرات الصين إلى كوريا الشمالية 217.2 مليون دولار في الشهر نفسه.