«يا أمة النصارى أبدا لا تخافوا.. الدين قد وصى عليكم واللى قبلكم شافوا». ظل ذلك الهتاف يتردد فى مكبرات الصوت، طيلة أربع ساعات، هى عمر المؤتمر الجماهيرى الحاشد لحزب النور، فى الهرم، ولم يكن ذلك هو الهتاف الوحيد، ولكن كانت الدعاية للحزب سابقة: «يا أخ يا مصرى يا غيور.. تعالا معانا حزب النور»، و«حزب النور ده حزب العصر». فى المؤتمر، أمس، كشف رئيس الحزب، الدكتور عماد عبد الغفور، عن أن هناك تنسيقا انتخابيا بين «النور» وحزب الحرية والعدالة التابع إلى الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن حزبه انسحب من «التحالف الديمقراطى» لأنه لا يحقق أهدافه، بينما بقى فيه «الحرية والعدالة» لحسابات خاصة به. عبد الغفور دعا إلى اختيار الرئيس القادم للبلاد، على غرار عمر بن الخطاب، وقال إن المجتمع المصرى يطالب بحكم الشريعة الإسلامية، مضيفا «أضاع الحكام السابقون الأمانات، التى حمّلها لهم الشعب، مما تسبب فى إفساد الأرض، ونحن نريد حاكما يقول كما قال عمر: لو تعثرت دابة فى العراق لخشيت أن يسأل عنها عمر»، وعن قيام الدعوة السلفية فى الإسكندرية بحماية أقسام الشرطة ومديرية الأمن، قال «رأينا بعد الثورة أن دورنا هو رفع شعار عفا الله عما سلف، ونسعى إلى عودة الأمن الحقيقى للبلاد». ومن جانبه جدد الداعية السلفى ياسر برهامى، تأكيده أن «الديمقراطية كفر» وقال إن الدول التى تتشدق بالديمقراطية هى من تطبق الديكتاتورية، وتوهم الناس بأنهم أحرار، مضيفا «الحرية لا تأتى إلا بتطبيق الشرع، ونحن نريد التحرر من عبودية الفرد، التى خلقت حاكما على غرار فرعون، الذى قال: أنا ربكم الأعلى»، وقال إننا نريد أن نربى الجندى والشرطى والقائد العسكرى على أن يزنوا الأمور بميزان الشرع، وذلك من خلال إخلاص العبودية لله. وفى مؤتمر آخر أقامه حزب النور فى الإسكندرية، مساء نفس اليوم، قال أمين عام الحزب الدكتور بسام الزرقا، فى المحافظة: إن قانون الانتخابات الجديد كان بمثابة الصدمة، مضيفا «القانون لا ينظر إلى المصلحة العامة». وفسر الزرقا عدم مشاركتهم فى «جمعة استرداد الثورة» بأنهم فضلوا إعطاء فرصة إلى أهل الحكمة والعقلاء لإصلاح الأمور، والاستجابة إلى مطالب الإجماع السياسى فى مصر، قائلا: «ينبغى أن لا نأخذ الأمور ب(القفش) فى التعامل مع المجلس العسكرى»، مشيرا إلى أن النظام الفردى فى الانتخابات التشريعية المقبلة عبارة عن حفلة تنكرية للحزب الوطنى المنحل، وأن نسبة أقوى حزب فى مصر لن تتعدى ال20%، من مقاعد البرلمان، باستمرار ذلك القانون. أمين حزب النور فى الإسكندرية، قال إن قانون الانتخابات الحالى سينتج برلمانا أشبه ب« الفسيفساء»، مشيرا إلى أن المجلس العسكرى له مواقف لا تنسى، وأنه أنقذ مصر من حمامات الدماء، وقال إن نهضة وتقدم البلاد تتطلب إغلاق حنفيات السلب والنهب التى شهدتها، طوال الأعوام الماضية، قائلا: «أنتم تثقون أننا أمناء وسنغلقها». «مش هايكون عندنا سياحة دعارة»، بتلك الكلمات رد الزرقا على سؤال يتعلق برؤية الحزب للسياحة، قائلا: «السياحة ليست مجرد صورة ساذجة، وإنما تعد صناعة لها أصول وعلم وأنواع، لكننا لن نرضى بدخول سياحة العار الموجودة فى آسيا، رغم أموالها الكبيرة».