حائرة هى بين عهدٍ ألبسها ثوب الاحتلال الداخلى وعهد أعلن تحريرها، فاستباح غزوها بقوات احتلال خارجى وصارت الآن عنوانا وآية لمصير بلاد استنزفها مستعمروها بمباركة عالمية وخيانة عربية.. منذ دخلت القوات الأمريكية أرض العراق تحت مسمى «إرساء الديمقراطية»، كان سيناريو الفوضى والفساد أمرا متوقعا، وهو ما برهنت عليه صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، عندما تحدثت عن الفساد المستشرى فى أركان الحكومة العراقية.
فقد أثبتت حكومة نورى المالكى دأبا شديدا فى محاولاتها إسكات الأصوات الكاشفة عن الفساد وذلك بإقالة المسؤولين، الذين يحاولون الكشف عن الفسدة وإخافة الساسة والصحفيين الذين يعاونونهم.
فقد أجبرت الحكومة رئيس هيئة النزاهة بالعراق رحيم العكيلى، على الاستقالة بعدما قامت الهيئة بالكشف عن تورط مسؤولين كبار فى صفقات خاصة بشركات نفط أجنبية.
كانت هيئة النزاهة قد أعلنت أيضا فى يونيو الماضى أن 479 شخصا قد أدينوا بالفساد خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالى.. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تم التخلص من الصحفى هادى المهدى، حيث أطلقت رصاصتان على رأسه داخل منزله، وقد جاء مقتله بعد إعلانه القيام بقيادة مظاهرة ضد الفساد بميدان التحرير هناك.
العراق -الذى حصل على المركز الرابع فى العام الماضى فى تقرير منظمة الشفافية الدولية عن أكثر البلاد فسادا فى العالم- يواجه غضبا شعبيا متزايدا ضد الحكومة بسبب اختلاس أموال النفط واستنزاف موارد الدولة، مما يثير القلق عن تطور الأوضاع به فى الفترة المقبلة.