جمعة جديدة تتجدد فيها المطالب باستعادة الثورة، مطالب تتكرر منذ النظام السابق مثل إلغاء قانون الطوارئ، ومطالب تتردد منذ إزاحة نظام مبارك، مثل قانون الغدر وعزل أذناب النظام السابق، ومطالب جديدة للأحزاب السياسية بسبب قانون الانتخابات. ذهب الثوار إلى الميدان، وغاب الإخوان كعادتهم، ذهب بعض الإسلاميين، لكن كل غنى على ليلاه، أعضاء الجماعة الإسلامية يريدون الإفراج عن أميرهم الشيخ عمر عبد الرحمن، والسلفيون ذهبوا لتطبيق الشريعة، والدعاية لمرشحهم المحتمل للرئاسة، حازم أبو إسماعيل، والقوى السياسية والحزبية ذهبت لرفض النظام الفردى فى الانتخابات، والشباب ذهبوا لاسترداد ثورتهم التى خرجوا لأجلها يوم 25 يناير. اللجان الشعبية انتشرت حول الميدان مبكرا لتنظيم حركة المرور، وتأمين المداخل والمخارج، مرتدين الزى الفوسفورى والبرتقالى، لكن دخل المتظاهرون بلافتاتهم لكى يتفرقوا على أربع منصات تكشف تعدد المطالب واختلافها، القوى السياسية ذهب كل منها يحمل أهدافه. وفى مشهد ذكر بأحداث الثورة الأولى، بدأ الميدان عقب صلاة الظهر يشهد تدفقا ومسيرات من عين شمس والسيدة زينب ومسجد الاستقامة فى الجيزة، كما انضم أعضاء حزب الوسط قادمين من محافظات الدلتا والإسكندرية إلى المتظاهرين فى التحرير، ومسيرة لحزب العدل قادمة من جاردن سيتى، وأخرى لشباب «6 أبريل»، وهم يهتفون هتافات موحدة «اعتصام اعتصام.. حتى يسقط النظام»، و«أمن الدولة ليه شغال.. دى مؤامرة ولعب عيال»، و«الداخلية بلطجية»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«إيد واحدة»، و«ولا داخلية ولا حربية.. إحنا الشرعية الثورية»، و«كلمة فى ودنك يا حربية.. إحنا اللى ضربنا الداخلية»، فيما رفع البعض لافتات تهاجم الإعلام الرسمى والتعدى على مكتب قناة «الجزيرة» «الشعب يمنح الجزيرة مباشر مصر حق البث فى مصر». التخوف من بيان المجلس العسكرى مساء أمس، الذى دعا فيه المتظاهرون إلى حماية المنشآت العامة، رفع حالة الغضب ضد المجلس العسكرى، من ناحية أخرى، قالت مصادر بدوية وأمنية إن عشرات البدو حاصروا مقر القوات الدولية بشرم الشيخ، تضامنا مع مطالب جمعة استرداد الثورة، مطالبين بإلغاء قانون الطوارئ وإسقاط الأحكام الغيابية عن المئات من البدو وإطلاق سراح المئات من أبنائهم الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية عسكرية وجنائية. وقال أحد البدو من شهود العيان: نحن معتصمون أمام مقر القوات الدولية فى خليج نعمة، ولن ننهى الحصار قبل الاستجابة لجميع مطالبنا.