لو حضرتك (بفتح التاء أو كسرها) من رواد دور العرض السينمائى والمسرحى، ومن نوعية المتفرجين اللى بيسيبوا العرض ويعملوا أى حاجة تانية غير الفرجة زى الرغى مع الجيران من المتفرجين -غير المتفرجين طبعا- أو الكلام فى الموبايل، أو إسكات طفل رضيع مفزوع من صوت السماعات العالى، أو الدعبسة فى الأكياس البلاستيك عما لذ وطاب أو حتى قرمشة الفشار... أرجوك (بفتح الكاف وبكسرها) بلاش كده. يجوز بالنسبة لحضرتك دار العرض مكان ترفيهى بس، وجايز كمان تكون الخروجة والصحبة فى حد ذاتها أكثر متعة من الفيلم اللى رايح تتفرج عليه. لكن فى غيرك نازل من بيته، ومضحى بوقته، ودافع مواصلات، وقاطع تذكرة بالشىء الفلانى عشان يشوف الفيلم أو المسرحية مش عشان يسمع تعليقات حضرتك أو حكيك للفيلم لو كنت شفته قبل كده. وطبعا لو العيلة ماعندهاش ثقافة الفرجة.. فبالتأكيد أولادهم مش هيكتسبوها. يعنى عائلات هتتوارث ثقافة عدم الفرجة. طب احنا بنعلم ولادنا احترام مساحة الآخرين ليه إذا كان غيرنا لا يحترم مساحتنا ولا يعطينا الحق فى مشاهدة فيلم فى السينما أو مسرحية فى المسرح. يعنى مش حاجة غريبة ولا حاجة. مش مثلا فيلم فى مستشفى ومسرحية فى المحكمة. والحقيقة ثقافة عدم الفرجة حرية شخصية، لكن فى البيت، حيث مساحتك الخاصة التى لا تشاركك فيها سوى أسرتك، وانتو أحرار مع بعض. يعنى قدام التليفزيون، على اعتبار أن التليفزيون كوسيلة عرض بيعتمد على الإعادات، على اعتبار أن فى الإعادة إفادة. لكن مش قادرة استوعب ليه ناس تكلف نفسها عناء الاستعداد للخروج، ومشقة المواصلات أو حتى قيادة سيارة، والوقوف فى الطابور، وشراء تذاكر أصبحت مكلفة.. وبعد كل ده.. مايتفرجوش على الفيلم ويقعدوا يكلموا بعض. طب ما يتكلموا فى البيت أريح وأوفر وأكثر خصوصية. والأبشع كمان لو كان حد فيهم شاف الفيلم قبل كده وبيحكيه للى معاه عشان يثبت لهم مدى ثقافته السينمائية. يعنى مش بس مش هنعرف نسمع الفيلم من صوت الجيران من عدم المتفرجين، ده احنا كمان هنفقد الرغبة فى المشاهدة لأنهم حرقوا أحداث الفيلم. يعنى لا صوت ولا صورة. بالذمة ينفع كده؟ طب ما تستنوه فى البيت وخلاص وتوفروا على حضراتكم وحضراتنا التعب ده كله. أو بقى أصحاب دور العرض يقسموا صالات العرض لصالات فرجة وصالات عدم فرجة عشان محدش يزعل.