وكشفت الجولات المفاجئة للدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، ولجان المتابعة والتنظيم والإدارة للعديد من المؤسسات والجهات الإدارية والمستفيات، عن إهمال وتقصير أغلب العاملين، وكان الخصم دائمًا هو العقاب الروتيني لكل مخطيء، وهو ما أدى إلى تكرار وقائع الإهمال والتزويغ وعودة أسباب الخصم ليعاد الجزاء مرة أخرى دون جديد، فخلال الأسابيع الأربعة الأخيرة تكرر الأمر مع نحو 309 موظفين بمختلف المؤسسات. سجل «التزويغ» والعقوبات مع صباح يوم الأربعاء 5 سبتمبر الماضي، كشفت زيارة مفاجئة لمحافظ الشرقية، للوحدة الصحية بقرية «الزوامل» التابعة لمركز ومدينة بلبيس، عن «تزويغ» أغلب العاملين بالوحدة، فيما قام المحافظ بالتسديد والشطب على أسماء العاملين في دفتر الحضور والإنصراف؛ لعدم تواجدهم بالوحدة أثناء الزيارة، موجهًا بإحالتهم جميعًا للتحقيق بمعرفة الشؤون القانونية بمديرية الشئون الصحية. المثير في الأمر أن الواقعة لم تكن الأولى للعاملين بقطاع الصحة بقرية «الزوامل»، والذين اعتادوا على «التزويغ» وترك عملهم قبل انتهاء المواعيد الرسمية، حيث سبق وأصدر المحافظ السابق، قرارًا قبل عدة أشهر بمجازاة 48 طبيب بمستشفى «الزوامل»؛ لخروجهم على مقتضى الواجب الوظيفي، فيما تم نقل مسؤول سجلات الحضور والانصراف بالمستشفى، لاتهامه بالإهمال والتقصير. المحافظ: لن نتهاون في إعادة الانضباط للعمل لم تمر أربعة أيام إلى وطغت على السطح واقعة جديدة كان ضحاياها مرضى الفشل الكلوي بقرية «العزازي» التابعة لدائرة مركز أبو حماد، بعدما زار المحافظ وحدة الغسيل الكلوي بالقرية وتفاجأ بغلقها، ليُعقب من هول المفاجأة: «إزاي نقفل باب العلاج في وجه المرضى»، قبل أن يأمر باستدعاء الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة، للتحقيق في الواقعة واتخاذ ما يلزم قانونيًا، متسائلًا: «كيف نغلق باب من أبواب العلاج؟»، قبل أن يتابع، موجهًا حديثه لوكيل وزارة الصحة: «سنجازي المقصر ولن نتهاون في إعادة الانضباط للعمل». وعصر الخميس 13 سبتمبر، أصدر المحافظ قرارًا بمجازاة 14 من العاملين برئاسة مركز ومدينة «ههيا»؛ لخروجهم على مقتضى الواجب الوظيفي، وذلك بعدما كشفت جولة مفاجئة لمديرية التنظيم والإدارة عن مغادرة العاملين مقر عملهم قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية، بدون تقديم إذن أو عذر قانوني. وبمرور ثلاثة أيام فقط تكرر الأمر من جديد، وقرر المحافظ مجازاة 44 من العاملين بمديرية التربية والتعليم، بخصم 3 أيام من الراتب؛ بعدما كشفت جولة لمديرية التنظيم والإدارة عن خروجهم على مقتضى الواجب الوظيفي ومغادرة مقر عملهم قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية، بدون تقديم إذن أو عذر قانوني. وفي جولة مفاجئة يوم الأحد 23 سبتمبر، أحال المحافظ مدير مدرسة «مشتول القاضي» للتعليم الأساسي، للتحقيق؛ وذلك بسبب الإهمال والتقصير في العمل، بعدما كشفت الجولة عن تدني مستوى النظافة بالفصول وعدم جاهزيتها لاستقبال تلاميذ العام الدراسي الجديد، فيما علقَّ المحافظ وقتها قائلًا: «اللي أنا شايفه دا لا يُرضي الله». اقرأ أيضًا: «ماحدش موجود».. مجازاة 212 طبيبا وموظفا بمستشفى أبو كبير المركزي وصباح اليوم التالي، أصدر المحافظ قرارًا بمجازاة 37 من العاملين بإدارة «أبو كبير» التعليمية، بعدما كشفت جولة مفاجئة لمديرية التنظيم والإدارة عن خروجهم على مقتضى الواجب الوظيفي ومغادرة مقر عملهم قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية، بدون تقديم إذن أو عذر قانوني. العقاب تكرر في أول أيام الشهر الجاري لمُدراء ثلاثة مدارس؛ بعدما قرر المحافظ مجازاة مدراء مدارس «الإعدادية بنات» و«النصر الابتدائية» و«الشهيد أحمد محمد صلاح الإعدادية»، التابعين للإدارة التعليمية بفاقوس؛ وذلك بسبب الإهمال والتقصير في العمل، والتقصير في استعدادات العام الدراسي الجديدبعدما كشفت زيارة مفاجئة للمحافظ عن تدني مستوى النظافة وعدم استكمال أعمال الصيانة بالمدارس، فضلًا عن عدم وجود عدد كبير من العاملين بالمدارس خلال الزيارة. وصباح الثلاثاء الماضي، تكرر الأمر ولكن بصورة أكبر؛ إذ تطابق وصف «محدش موجود» تمامًا عما كشفت عنه زيارة مفاجئة من إدارة المتابعة الميدانية بديوان عام محافظة الشرقية إلى مستشفى «أبو كبير» المركزي؛ بعدما تبين عدم تواجد أغلب العاملين و«تزويغهم» وقت الزيارة، ليُصدر المحافظ قرارًا بمجازاة مدير ووكيل المستشفى، بالإضافة إلى 210 من الأطباء والممرضين والفنيين بالمستشفى؛ لخروجهم على مقتضى الواجب الوظيفي ومغادرة مقر عملهم قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية، بدون تقديم إذن أو عذر قانوني. الزاوية السيئة في الأمر أن الجزاءات جميعها جاءت بخصم ثلاثة أيام من الراتب، لتكون بمثابة «عقاب روتيني» لم ولن يكون رادعًا لأي مخطيء، حتى أن من تعرض للجزاء كرر واقعة الإهمال مرارًا، ليبقى التساؤل: هل تظهر عقوبة جديدة من شأنها أن تقضي على فشل «الدولاب الوظيفي» بمحافظة الشرقية؟.