لم تمر ثمانية أشهر على واقعة ضبط ضابطين وأمين شرطة أثناء قيامهما بالتنقيب عن الآثار بمحافظة الفيوم، إلا وتكررت نفس الواقعة بعدما أغرى حلم الثراء السريع ضابطين يعملان في قوات الأمن المركزي، وسوّلت لهما أنفسهما الاستعانة بعدة أشخاص للتنقيب عن الآثار داخل منزل سائق بقرية سنورس، متخيلين أنّه لن يكتشف أحد أمرهما، وأنّ عملهما سيمنع القانون من محاسبتهما، إلا أنّ خوف الأهالي من سقوط منازلهم عليهم جراء التنقيب عن الآثار أوقعهما في أيدي ضباط الأمن العام بالفيوم. تعود تفاصيل الواقعة إلى ورود بلاغ من أهالي قرية منشأة عطيفة بمركز سنورس بمحافظة الفيوم، يفيد بقيام عدة أشخاص بالتجمع داخل منزل سائق، ووجود ضابطي شرطة، بالإضافة إلى صدور أصوات غريبة، وأنهم يخشون أن يكونوا ينقبون عن الآثار فيؤدي إلى انهيار منازلهم الضعيفة التي لا تتحمل عمل حفرة في منزل مجاور لها. وانتقل ضباط شرطة مركز سنورس، يرافقهم ضباط الأمن العام بالفيوم، إلى محل الواقعة، وتم ضبط كل من الرائد «أحمد. ش»، والرائد «محمد. ز»، ضابطين بقوات الأمن المركزي بمحافظة البحر الأحمر، ومقيمان بالقاهرة، و4 أشخاص آخرين، وصاحب المنزل، أثناء قيام ال4 عمّال بالتنقيب عن الآثار. وتبين أن الضابطين يوفران الحماية لهم، مُعتقدين أنّه لن يتعرض أحد لهما لأنهما ضابطا شرطة، بالإضافة إلى قيامهما بتأمين عملية نقل الآثار التي سيخرجها العمال من المنزل تمهيدًا لبيعها. وتم التحفظ على الضباط، والعمال في مركز شرطة سنورس، وإخطار اللواء خالد شلبي، مدير أمن الفيوم لإخطار اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، للحصول على تعليماته بشأن الواقعة، وتحرير المحضر اللازم، وتحويل الضابطين والعمال إلى النيابة العامة لتتولى التحقيق. يذكر أنّه في شهر يناير الماضي، تمكنّ ضباط مباحث مركز شرطة يوسف الصديق من القبض علىزميلين لهما بمديرية أمن المنوفية، وأمين شرطة بإدارة الطرق والمنافذ بالفيوم، في واقعة تنقيب عن آثار، وتم ضبط المتهمين وإحالتهم للنيابة العامة، فيما أمر الوزير بإيقاف الضابطين عن العمل.