هل يتحالف الأكراد مع النظام السوري في إدلب؟.. هذا ما بدا عليه المشهد العام في البلد العربي، خاصة بعد تحقيق القوات السورية مكاسب كبيرة بالسيطرة على أراضٍ من قبضة التنظيمات الإرهابية، والاستعداد للمعركة الكبرى والأخيرة، والتي تشهد تعقيدات كبيرة في ظل الوجود التركي والدعم الأمريكي لجماعات مسلحة في ريف حلب الشمالي. وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال: إن "وحدات حماية الشعب الكردية قد تساعد الحكومة السورية في الهجوم على إدلب، وهي آخر منطقة كبيرة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا"، حسب صحيفة "نيويورك تايمز". وحذرت الولاياتالمتحدةوتركيا، اللتان تعارضان حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، من أن أي هجوم على إدلب تقوم به الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران، قد يزيد من زعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الضرر بالمدنيين. ورغم أن تركياوالولاياتالمتحدة تختلفان في وجهات النظر بشأن وحدات حماية الشعب الكردية، التي كانت حليفًا قويًا للولايات المتحدة في حربها على تنظيم "داعش" في وقت سابق، في الوقت التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، فإن اقتراب الشراكة بين الأكراد والجيش السوري أصبحت قريبة، وفقا ل"رويترز". اقرأ أيضًا: «معركة إدلب» تدفع تركيا للتخلى عن «النصرة».. وتسقط المشروع الأمريكي في الوقت نفسه لم تستبعد قيادات كردية إمكانية أن تقود التفاهمات المحدودة بينها وبين النظام السوري في هذه المرحلة، إلى تعاون عسكري مشترك لتحرير الأراضي السورية الخاضعة لنفوذ أنقرة، أو لوكلائها من المعارضة المسلحة، بحسب "إرم نيوز". مراقبون رجحوا أن تقاطع المصالح قد يُعجل في تطبيق مثل هذا السيناريو، فالأكراد يرون في تركيا عدوًا يسعى للقضاء على تجربتهم الناشئة، فيما يسعى الرئيس السوري بشار الأسد إلى المضي قدُمًا في استعادة كل سوريا. جوشوا لانديس، الخبير في الشأن السوري ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما قال: "عندما صرح الأسد بأنه سيسترد كل شبر من التراب السوري، فينبغي أن نصدق بأنه يعني ما يقول"، حسب الوكالة الألمانية. فيما أشار صالح مسلم، الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، إلى وجود إمكانية كبيرة للقبول بتعاون عسكري مع النظام السوري للتصدي لنفوذ تركيا في البلاد. اقرأ أيضًا: هل تشعل معركة إدلب الخلاف بين روسيا وإيران؟ وأوضح مسلم "لا يمكن أن نقبل أن يظل هناك جزءٌ محتل من أراضي سوريا"، مشددًا على أنه لا بد من إنهاء هذا الوضع وتحرير جميع الأراضي، وقد نتعاون مع النظام عسكريًا من أجل تحرير أراضينا من الاحتلال التركي، وفقا للوكالة الألمانية. على جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت سابق: إن "قافلة تركية دخلت من معبر كفرلوسين في شمالي إدلب متجهة إلى بعض نقاط المراقبة التركية ال12 التي تحيط بالمدينة". وتأتي التعزيزات خلال فترة هدوء من التفجيرات النظامية والقوات الروسية لمواقع مقاتلي المعارضة على الطرف الجنوبي من إدلب. من جهتها، نقلت "الأناضول" التركية للأنباء عن وزير الدفاع خلوصي أكار قوله: إن "أي عملية عسكرية في إدلب ستقود المنطقة لكارثة". اقرأ أيضًا: سوريا تتسلح بأنظمة دفاعية روسية لمواجهة العدوان الأمريكي وأضاف آكار أن تركيا تعمل مع روسيا وإيران وحلفاء آخرين على تحقيق الاستقرار في إدلب ومنع وقوع مأساة إنسانية هناك، بحسب النشرة اللبنانية. لكن تصريحات الوزير التركي كشفت الادعاءات بشأن عدم إشعال سوريا، حيث قال قائد كبير بالجيش السوري الحر: إن "الأتراك تعهدوا بدعم عسكري كامل لمعركة طوية الأمد، لن يستطيع النظام السوري أن يصل إلى ما يريد". وطوال سنوات النزاع، ظلت المواجهات العسكرية بين قوات الجيش السوري والمقاتلين الأكراد محدودة، وحدثت تفاهمات في مناطق عدة لمنع حصول صدام، وهو ما يحدث اليوم، خاصة مع اقتراب معركة إدلب.