في تمام ال8:46 من صباح يوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، اصطدمت طائرة الخطوط الأمريكية، بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في مدينة نيويوركالأمريكية. وبعدها بسبعة عشر دقيقة، اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي، وخلال أقل من ساعتين، انهار البرجان، واصطدمت طائرة ثالثة في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وسقطت أخرى رابعة في حقل بولاية بنسيلفانيا الأمريكية. وترى شبكة "بي بي سي" البريطانية، إلى أن الهجوم إلى جانب كونه أكبر حادث إرهابي يوقع ضحايا على الأراضي الأمريكية، إلا أن اختيار الأهداف كان يحمل معنى رمزيًا إلى حد كبير. حيث كان برجي مركز التجارة العالمي، يعتبران على نطاق واسع رمزًا للقوة والنفوذ الأمريكيين، كما أن "البنتاجون" هو مقر وزارة الدفاع الأمريكية، صاحبة القوة العسكرية الأكبر في العالم. 11 سبتمبر في أرقام اختطف تسعة عشر إرهابيًا تابعين لتنظيم القاعدة، أربع طائرات ركاب أمريكية مليئة بالوقود، ونفذوا بها عمليات إرهابية، تسببت في مقتل ما مجموعه 2977 شخصا في مدينة نيويوركوواشنطن وولاية بنسلفانيا. ففي مركز التجارة العالمي في نيويورك، قُتل 2753 شخصًا عندما تم اصطدمت كل من طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 11 والطائرة 175 التابعة لشركة الطيران المتحدة عمدًا في البرجين الشمالي والجنوبي. ومن بين الذين قضوا نحبهم أثناء الهجمات الأولية والانهيارات اللاحقة للأبراج، نحو 343 من رجال الإطفاء في مدينة نيويورك، و23 من ضباط شرطة مدينة نيويورك، و37 ضابطًا في هيئة الميناء، وتراوحت أعمار الضحايا من سنتين إلى 85 سنة، وكان ما يقرب من 75 إلى 80% من الضحايا من الرجال. في مقر "البنتاجون" في واشنطن، قُتل 184 شخصًا عندما تحطمت طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 77 في المبنى. اقرأ المزيد: «البكاء والقفز نحو الموت».. أبرز لحظات هجمات 11 سبتمبر (صور) وبالقرب من مدينة "شانكسفيل" بولاية بنسلفانيا، لقي 40 راكبًا وأفراد الطاقم على متن الرحلة 93 لشركة يونايتد ايرلاينز مصرعهم عندما تحطمت الطائرة في حقل. ويعتقد أن الخاطفين حطموا الطائرة في ذلك الموقع، بدلاً من هدفهم غير المعروف حتى الآن، بعد أن حاول الركاب وأفراد الطاقم استعادة السيطرة على الطائرة. وحتى يوليو 2018، تم التعرف على نحو 1642 شخص أو 60% من إجمالي 2753 من رفات ضحايا مركز التجارة العالمي، وفقًا لمكتب الفحص الطبي. قدرت شبكة "سي إن إن" تكلفة الإعداد للهجمات وتنفيذه نحو 500 ألف دولار، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية المقدرة خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد انهيار برجي مركز التجارة العالمي بنحو 123 مليار دولار، فضلًا عن الانخفاض في مبيعات شركات الطيران على مدى السنوات القليلة المقبلة. وبلغت التكلفة التقديرية للأضرار التي لحقت ببرجي مركز التجارة العالمي، نحو 60 مليار دولار، وذلك بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمباني المحيطة والبنية التحتية ومرافق مترو الأنفاق. وفي 30 مايو 2002، تم الانتهاء من عمليات رفع الأنقاض في موقع الهجوم بشكل نهائي، حيث استغرق الأمر نحو 3.1 مليون ساعة من العمل، لتنظيف 1.8 مليون طن من الحطام، بتكلفة إجمالية بلغت 750 مليون دولار. عودة للحياة تبعات هجمات الحادي عشر من سبتمبر تجاوزت آثارها البشر، لتؤثر على خط المترو في ولاية "نيويورك"، فبعد سبعة عشر عامًا من تدميرها في الهجمات، أُعيد افتتاح محطة مترو الأنفاق في شارع "كورتلاند" بمدينة نيويورك. حيث كشفت هيئة النقل الحضرية، التي تدير نظام مترو الأنفاق في المدينة، عن افتتاح المحطة التي أعيد بناؤها يوم السبت، قبل ثلاثة أيام فقط من ذكرى الهجوم. اقرأ المزيد: وفقا لقانون جاستا .. السعودية راعية للإرهاب وعليها دفع التعويضات لذوي ضحايا هجمات 11 سبتمبر وقال جوزيف لوتة رئيس الهيئة، في بيان إن "افتتاح محطة مترو كورتلاند الواقعة بالقرب من مركز التجارة العالمي يعيد الحياة إلى حي حيوي، ويمثل علامة بارزة في انتعاش ونمو منطقة وسط مانهاتن". وأضاف أن "محطة مترو كورتلاند أكثر من مجرد محطة مترو أنفاق جديدة، إنها رمز لعزيمة سكان نيويورك في استعادة وتحسين موقع مركز التجارة العالمي بالكامل". وكانت محطة مترو شارع "كورتلاند" القديمة دفنت بأطنان لا حصر لها من حطام البرجين، الذين انهارا عليها في صباح يوم الهجمات. وتكلفت عمليات إعادة بناء المحطة 181 مليون دولار، وفقا لوكالة أسوشيتد برس، وتشمل المحطة الجديدة نظام تهوية، ومصعد للوصول إلى الشارع. وتزينت جدران المحطة بلوحة فنية من الرخام الأبيض، تضم نصًا من إعلان استقلال الولاياتالمتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأممالمتحدة. وبدأ العمل في المحطة الجديدة في عام 2015، لكن أعمال البناء تباطأت بسبب البيروقراطية وتجاوزت المواعيد المحددة لها، وفقا لتقرير شبكة "سي بي إس" الأمريكية. ضحايا مجهولون وعلى الرغم من توصل السلطات الأمريكية إلى هوية منفذي الهجوم بعد أيام قليلة من وقوعه، إلا أنه لم يتم بعد تحديد هوية أكثر من 1100 من ضحايا الهجمات بعد مرور سبعة عشر عامًا عليها. لكن في أحد المختبرات في نيويورك، ما زال فريق من الخبراء يعمل بشغف على التعرف على رفات الضحايا، مستعينًا بالعديد من التقنيات التكنولوجية. اقرأ المزيد: بعد مرور 17 عامًا.. «أمراض 11 سبتمبر» ما زالت تهدد أرواح الأمريكيين يومًا بعد يوم، يكررون البروتوكول نفسه عشرات المرات، في البداية، يقومون بفحص شظايا العظام التي عُثر عليها وسط حطام برجي مركز التجارة العالمي، حيث يجب مطابقتها بالحمض النووي. بعد قطعها وتطهيرها بالغبار الناعم، يتم خلط الرفات بمنتجين كيميائيين يمكنهما كشف واستخراج الحمض النووي، لكن نجاح هذه العملية غير مضمون. حيث نقلت وكالة فرانس برس عن مارك ديساي المدير المساعد لإدارة الطب الشرعي في نيويورك قوله إن "العظام هي أصعب مادة بيولوجية يمكنك التعامل معها". وأضاف "علاوة على ذلك، عندما تعرضت هذه الرفات للنار، والبكتيريا، وأشعة الشمس، ووقود الطائرات، فإن كل ذلك يدمر الحمض النووي". وتم اختبار نحو 22 ألف قطعة من الرفات البشرية التي تم العثور عليها في الموقع منذ وقوع الهجمات، حوالي 10 أو 15 مرة بالفعل. وحتى الآن، تم تحديد هوية 1642 شخص فقط، من أصل 2753 شخصًا ممن لقوا حتفهم في الهجمات التي وقعت في نيويورك، حيث لا يزال نحو 1111 آخرين يقدمون معلومات محددة. وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أنه في بعض الأحيان مرت عدة سنوات على المختبر دون أن يصل إلى أي هوية للضحايا، حيث يقول ديساي الذي رفض الكشف عن ميزانية البرنامج، "نستخدم البروتوكول نفسه منذ عام 2001". ويخصص المختبر جزءًا من عمله فقط لتحديد هوية ضحايا هجمات 11 سبتمبر ويتعامل مع حالات وفاة واختفاء أخرى، حيث يعمل الفريق في مكاتب منفصلة تقع على بعد كيلومترين تقريبًا من موقع الهجوم. اقرأ المزيد: الساعة المتجمدة وسيدة الغبار.. 7 صور مؤثرة من هجمات 11 سبتمبر ويحوي مختبر الطب الشرعي حوالي 17 ألف عينة، لكنها لم تتطابق مع نحو 100 ضحية، مما يُصعب من عملية تحديد هوية تلك البقايا. وفي شهر يوليو الماضي، بعد عام تقريبًا من آخر مرة تم التوصل فيها إلى هوية أحد الضحايا، تمكن المختبر من الكشف عن هوية ضحية أخرى وهو سكوت مايكل جونسون، محلل مالي عمره 26 عامًا كان يعمل في الطابق ال89 من البرج الجنوبي.