كشفت تقارير استخباراتية أمريكية عن تحركات جديدة لروسيا على مستوى الأنشطة النووية خلال الفترة المقبلة، والتي تهدف من ورائها لإضافة بعض التعديلات الخاصة على الأنظمة المتحكمة في الصواريخ ومدى إطلاقها وقدراتها على الاستهداف وغيرها من الأمور التي تمثل أساس تطوير صناعة الأسلحة النووية. شبكة "CNBC" الأمريكية أكدت أن هناك تقرير استخباراتي أمريكي تحدث عن محاولات روسيا لاستعادة صاروخ يعمل بالطاقة النووية كان قد فُقد في البحر بعد محاولة اختبار فاشلة أواخر العام الماضي، مشيرًا إلى أن موسكو ستعكف على استعادتها لعلاج بعض المشكلات التي أدت إلى فشل عملية الاختبار الشهيرة. وأكد التقرير أن الأطقم الفنية الروسية تعمل على استعادة الصاروخ الذي كان محط الاختبار في نوفمبر الماضي وهبط في بحر بارنتس الذي يقع شمال النرويجوروسيا، حيث من المتوقع أن تشمل عملية البحث ثلاث سفن، واحدة منها مُجهزة لمعالجة المواد المشعة من القلب النووي للسلاح، وهو الأمر الذي يعني أن روسيا بدت حريصة على تجنب أي تسرب إشعاعي في البحر، مما قد يعرضها للمسائلة الدولية. ولم يذكر تقرير المخابرات الأمريكية أي مخاطر مُحتملة على الصحة أو البيئة بسبب الأضرار المحتملة للقلب النووي للصواريخ، كما أنه لم يذكر تفاصيل تتعلق بالجدول الزمني، حيث أكد أشخاص لديهم معرفة بالتقرير، أن العملية الروسية لم يتم تحديد موعدها أو المدة الزمنية التي قد تستغرقها. اقرأ أيضًا: بعد الإعلان عن 6 أسلحة جديدة.. هل تستعد روسيا للحرب؟ وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النقاب عن الصاروخ الجديد الذي يعمل بالطاقة النووية في مارس الماضي، ومع ذلك لا يزال يتعين على الروس التأكد من قدراته وسلامته عن طريق إخضاعه لاختبار جديد والتأكد من اجتيازه لمحاولات عديدة بنجاح واضح، وذلك قبل أن يتم الإعلان عنه، وفقًا ل"CNBC". وأجرت روسيا اختبارات على 4 من الصواريخ بين نوفمبر وفبراير ، وكل منها نتج عنه تحطم، بحسب ما قاله الأشخاص الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لCNBC سابقًا. وحسب التقرير الاستخباراتي، قدرت الولاياتالمتحدة أن أطول رحلة تجريبية استغرقت دقيقتين فقط، حيث من المفترض أن يواصل الصاروخ التحليق لمسافة لا تقل عن 22 ميلاً قبل أن تُفقد السيطرة عليه ويتحطم، إلا أن إحدى المحاولات استغرقت أربع ثوان فقط وطار الصاروخ خلالها لمسافة خمسة أميال، وهو الأمر الذي نفته روسيا بشكل قاطع. وقالت الشبكة الأمريكية: "إذا كان الروس قادرين على استعادة الصاروخ، يتوقع محللو الاستخبارات الأمريكية أن موسكو ستستخدم هذا الإجراء كمخطط لعمليات الإنعاش المستقبلية، ومن غير الواضح ما إذا كانت الصواريخ الأخرى المفقودة في البحر ستكون أيضًا هدفًا لعملية البحث". اقرأ أيضًا: هل تصعد أمريكا الخلاف ضد روسيا؟.. «بوليتيكو» تجيب وفي حين أن التقرير لم يتناول التأثيرات المحتملة لأضرار الأجزاء النووية في الصواريخ، فإنه لا تزال هناك مخاوف من أن المواد المشعة يمكن أن تتسرب. وصرح هانز كريستنسن، مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين: "من الحقائق العلمية المؤكدة أنه إذا أطلقت صاروخًا بمحرك نووي أو مصدر طاقة، فإن المواد النووية ستنتهي في أي مكان ينتهي فيه الصاروخ". وأضاف كريستنسن "إذا كان هذا الصاروخ قد فُقد في البحر ولم يتحطم بالكامل، فعندئذ بإمكانك افتراضيًا أن تفعل ذلك من دون تلوث، إلا أنني أشك في ذلك، لأن التأثير سيكون قوي عند الارتطام بالبحر، وأظن أنه سيكون هناك تسريبات من تلك المحاولات". وأفادت مصادر للشبكة الأمريكية بأن هذا السلاح الذي بدأ تطويره منذ بداية الألفية الجديدة ويستخدم محرك يعمل بالبنزين للإقلاع قبل التحول إلى محرك يعمل بالطاقة النووية. وأظهرت الاختبارات على ما يبدو أن القلب النووى الذي يُشغل صاروخ كروز فشل في البدء، ولذا فإن السلاح لم يحقق الرحلة غير المحدودة التي كان يتحدث عنها الخبراء الروسي. اقرأ أيضًا: هل تفشل قمة «هلسنكي» بسبب الاتهامات الأمريكيةلروسيا؟ وأضافت المصادر أن المسؤولين في الكرملين أمروا بإجراء الاختبارات رغم اعتراضات مهندسي البرنامج الذين عبروا عن مخاوفهم من أن النظام لا يزال في مهده، وأنه بحاجة لمزيد من الاختبارات غير الفعلية للتأكد من جاهزيته الكاملة. المنافسة بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا على زعامة منتجي القوة النووية عالميًا كان لها تأثيرها الواضح على تغير شكل أنماط تلك الصناعة خلال العقود الماضية، وهو ما كان بمثابة حالة صراع على التطوير بين البلدين استمر في صورته الأولى حتى الآن، كما شهد توسعًا ملحوظًا ليدخل الفضاء كساحة جديدة للتنافس بين واشنطنوموسكو.