يواجه فوز قطر باستضافة بطولة كأس العالم 2022 المزيد من الاتهامات، حيث استمر جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في إطلاق التصريحات المثيرة للجدل، وقال إن قطر أضرّت بالدول المنافسة المرشحة لاستضافة المونديال المقبل، عبر تدخل سياسي مباشر من الرئيس الفرنسي ساركوزي ومواطنه بلاتيني. وكتب «بلاتر» عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» اليوم الإثنين: «أخبار سيئة.. قطر متهمة بالتشهير بالدول الأخرى التي تقدمت لاستضافة مونديال 2022، الحقيقة هي أن قطر استخدمت التدخلات السياسية من أجل الفوز بشرف تنظيم كأس العالم، كان ذلك عن طريق تدخل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لدى ميشيل بلاتيني نائب رئيس الفيفا السابق»، مختتمًا: «المزيد من المعلومات ستجدونها في الفصل العاشر من كتابي (حقيقتي)». تصريحات بلاتر جاءت بعدما ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أمس الأحد، أن قطر استخدمت حملة دعائية سرية صنفتها ب«العمليات السوداء»، لتقويض عروض الملفات المنافسة على حق استضافة مونديال 2022، في انتهاك لقواعد الفيفا. «صنداي تايمز»، كشفت في تقريرها أن رسائل البريد الإلكتروني المبلغ عنها من قبل شخص لم تكشف هويته، تُبين أن فريق الملف القطري دفع لشركة علاقات عامة وعملاء سابقين في وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي أيه» لنشر دعاية مزيفة بشأن المنافسين الرئيسيين أسترالياوالولاياتالمتحدة، أثناء الحملة لاستضافة نهائيات 2022، التي نالتها قطر. الصحيفة قالت إن قطر اشترت أصواتًا قبل أن تتم تبرئتها من التهمة، إثر تحقيق دام لعامين بقيادة المحامي الأميركي مايكل جارسيا، إن استراتيجية قطر كانت تتمثل في توظيف أفراد ذوي نفوذ، من أجل مهاجمة الملفين المنافسين في بلديهما، مما خلق انطباعًا بغياب أي دعم لاستضافة كأس العالم، من قبل مواطني الدولتين. ويحظر فيفا على الملفات المرشحة، تقديم أي بيان كتابي أو شفوي من أي نوع، سواءً كان مناوئا أو غير ذلك، حول العروض أو الترشيحات لأي اتحاد عضو أخر بموجب القواعد الارشادية، لكن إحدى الرسائل الإلكترونية، التي تم تسريبها والتي زعمت «صنداي تايمز» أنها حصلت عليها، تظهر بحسب الأخيرة، بأن دولة قطر كانت على علم بالمؤامرات لنشر السم ضد المنافسين الآخرين في السباق لاستضافة النهائيات، التي ذهب حق استضافتها الى قطر في ديسمبر 2010. وسردت «صنداي تايمز» بعض الاتهامات المزعومة لتشويه ملفات الدول المنافسة ومنها التالي: - دفع 9000 دولار لأكاديمي مرموق لكتابة تقرير سلبي عن التكلفة الاقتصادية الباهظة لاستضافة الولاياتالمتحدةالأمريكية البطولة. - الاستعانة بصحفيين ومدونيين وشخصيات رفيعة المستوى ذات تأثير على المجتمع في كل دولة من الدول المرشحة لإبراز الجوانب السلبية لاستضافة مونديال 2022. - الاستعانة بمجموعة من أساتذة التربية البدنية الأمريكيين ليطلبوا من أعضاء البرلمان "الكونجرس" رفض تنظيم الولاياتالمتحدة المونديال، استنادًا إلى أن هذه الأموال يمكن استخدامها بطريقة أفضل من خلال إنفاقها على البرامج الرياضية في المدارس. - دفع البعض لتنظيم وقفات احتجاجية في مباريات لرياضة الرجبي في أستراليا لمعارضة ملف الدولة لاستضافة البطولة. - إعداد تقارير استخباراتية عن أفراد مشاركين في الفرق المسؤولة عن ملفات الدول المنافسة. بداية اللعبة القبيحة قطر فشلت عام 2008 في الفوز باستضافة أولمبياد 2016 رغم أنها عرضت إقامة الألعاب في شهر أكتوبر تجنبًا لحرارة الصيف المرتفعة، وهو ما لم يكن مسموحًا به بحسب قواعد اللجنة الأولمبية، فماذا كان مبرر «الفيفا» لقبول استضافة قطر للمونديال بعد ذلك؟ الكثير من التحقيقات حاولت كشف طريق قطر المفروش بالرشى إلى كأس العالم، فكان التحقيق الأبرز الذي قاده مايكل جارسيا المدعي العام الأميركي، كبير محققي الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي تولى البحث في الفساد الذي ضرب الفيفا أواخر عهد الرئيس السابق للفيفا السويسري جوزيف بلاتر، وأيضًا كشف تقرير للصحفيان البريطانيان في جريدة الصنداي تايمز هايدي بليك وجوناثان جوليبريت الذين ألفا كتاب «اللعبة القبيحة» وعرضا خلاله وثائق مستندات تؤكد دفع قطر لرشى وبأرقام مخيفة، وكيف اشترت قطر حق استضافة المونديال. الصحفيان البريطانيان رصد مئات الرسائل والمكالمات والوثائق السرية والتحويلات البنكية، منذ أن كان الأمر مجرد أمنية لدى أمير قطر السابق، وإلى أن أصبح الأمر واقعًا، حيث طال التحقيق العديد من الأسماء لرؤساء اتحادات ونجوم وحتى رؤساء دول منهم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي كان جزءاً من صفقة الدعم، وذلك مقابل شراء الدوحة لنادي باريس سان جيرمان، وتأسيس شبكة رياضية جديدة في فرنسا بدلًا من شبكة كانال سبورت بلاس. عمليات شراء الأصوات في البداية كانت 3 دول آسيوية تسعى لاستضافة المونديال هي أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، أما بالنسبة لأصوات أعضاء أميركا الجنوبية وعلى الرغم من فساد بعضهم، إلا أن الحصول على أصواتهم كان صعبًا. وبدأت رحلة الرشاوي من خلال الدور الذي قام به الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي، محمد بن همام، لشراء الأصوات ودفع الأموال لتحقيق حلم الأمير السابق حمد بن خليفة، حيث قام بن همام لشراء الأصوات من كوالالمبور وبالتحديد من مقر الاتحاد الآسيوي، إذ كلف مساعده محمد المحشادي بسحب مبلع 200 ألف دولار للإنفاق على تكاليف الدعوة التي وجهها لأعضاء الاتحاد الإفريقي بعد اجتماع الاتحاد الدولي الذي أقيم في سيدني، الدعوة كانت تشمل التكاليف والإقامة بالإضافة إلى مظاريف مغلقة كمصروف للجيب، كما لجأ بن همام لاستمالة قلوب الأفارقة إلى صديق يدعى أماندجيو ديالو الذي كان يتمتع بعلاقات صداقة بمعظم رؤساء الاتحادات الإفريقية، والذي بعد عودتهم إلى إفريقيا أمر بن همام بتحويل مبالغ مالية إلى حساب رئيس اتحاد الكرة في بنين، إضافة إلى رؤساء اتحادات أخرى لتنهال الرسائل بعدها على بن همام من كل صوب في إفريقيا تشكره على حفاوة الضيافة، وعندها بدت إفريقيا جاهزة للغزو القطري. إرهاب قطر التوتر السياسي التي خلقتها قطر، بعد مقاطعة كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين لها، بسبب دعمها المتواصل للإرهاب على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، قد يكون كافيًا لحرمانها من استضافة كأس العالم 2022. وفي تقرير لصحيفة «ذا صن» البريطانية، في أكتوبر من العام الماضي، أشارت إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قد يضطر لسحب حق تنظيم بطولة كأس العالم 2022 من قطر، حال استمرت في سياستها الحالية، وسلطت الضوء على عدد من الأسباب الأخرى التي قد تدفع فيفا لسحب حق تنظيم المونديال من الدوحة، لعل أبرزها ما أثير لاحقًا عن انتهاك قطر لحقوق الإنسان، بسب الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها العاملون على بناء الاستادات التي ستستضيف كأس العالم 2022. اتهامات للسويسري جيانى إنفانتينو اتهامات «صنداي تايمز» ليست الأولى فقد وجهت أيضًا في 29 من مايو العام الجاري، اتهامات للسويسري جيانى إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، وطالبته بإعادة فتح التحقيقات فى ملف قطر 2022 بعد الكشف عن أدلة فساد جديدة، وأنها تحصلت على وثائق مسربة تكشف تزوير التصويت لقطر في ملف مونديال 2022، وألمحت الصحيفة حينها إلى أنه سيتوجب على إنفانتينو إعادة فتح الملف والتحقيق فيه من جديد، حتى لا يتم اتهامه رسميًا في قضايا الفساد. وأشارت «ذا صن» إلى أن طلب إنفانتينو بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2022 إلى 48 منتخبًا بدلا من 32، من أجل إعادة بيع الحقوق التليفزيونية للبطولة، يؤكد ميوله لكسب الأموال وعدم اهتمامه بمصلحة اللاعبين المهددين بالخطر في حال مشاركتهم بمونديال قطر غير المطابق للمعايير المطلوبة. الصحيفة كشفت أيضًا أن الأدلة التي حصلت عليها تؤكد أن ما حدث فى ملف تنظيم قطر هو أكبر عملية فساد في تاريخ الرياضة، بعدما تم دفع مبالغ طائلة إلى أعضاء اللجنة التنفيذية للحصول على حقوق تنظيم لأول مرة في الشرق الأوسط، وأوضحت أن كل الظروف كانت تؤكد أن قطر لن تنظم كأس العالم بسبب صغر المساحة وعدم جاهزية الملاعب والحرارة المرتفعة، إلا أن الرشاوى حسمت الموضوع فى النهاية وأهدت قطر كأس العالم على حساب الولاياتالمتحدة وكوريا واليابان وأستراليا. رشاوي «bein sports» في 21 من يناير العام الجاري، نقلت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن بونيتا ميرسايديس، محققة تعمل لدى الفيفا، عن اتفاق بين شركة تليفزيونية قطرية وسيب بلاتر، يقضى بحصول الأخير على 100 مليون دولار في حال فوز قطر بشرف تنظيم المونديال على حساب أمريكا، وأضافت ميرسايديس، أن بلاتر أخبر الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بأن الولاياتالمتحدة ستسخر سباق تنظيم المونديال لصالح قطر، بعدما أخبره ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السابق "يويفا"، بأنه صوت لصالح الدولة الصغيرة، بالإضافة إلى 22 عضوًا آخرين من اللجنة التنفيذية للفيفا. المحققة الأسترالية أكدت أن قطر حصلت على وعد من بلاتر بأنه سيساعدها في الحصول على تنظيم المونديال مقابل عدم ترشح محمد بن همام لرئاسة الاتحاد الدولي في 2011، وأضافت في كتاب لها أن شبكة القنوات الرياضية القطرية "الجزيرة الرياضية سابقا" وبمسماها الحالي "beINsports" اتفقت على دفع 100 مليون دولار إلى رئيس الفيفا بلاتر، تحت بند مساهمات إنتاج، ولكن ذهبت كل هذه الأموال إلى حساب رجل الأعمال السويسري الموقوف حاليًا عن ممارسة أي مهنة لها علاقة بكرة القدم. رد قطر على جانب آخر، قالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، في بيان رسمي نشرته على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنها ترفض كل الاتهامات التي نشرتها صحيفة «صنداي تايمز»، وأضافت اللجنة المسؤولة عن تنظيم مونديال قطر على أنها التزمت التزامًا شديدًا بجميع قوانين الفيفا فيما يتعلق بطرح العطاءات الخاصة بشأن مونديالي 2018 -2022. وكانت قطر فازت بحق استضافة كأس العالم 2022 على حساب كل من الولاياتالمتحدة، أستراليا، كوريا الجنوبية واليابان، بعد تصويت أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي أجري عام 2010، وأسفر عن حصول الفريق القطري على 14 صوتًا مقابل 8 أصوات للجانب الأمريكي في المرحلة الأخيرة.