عندما أدرك يورجين كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، أن نجم المنتخب الوطني محمد صلاح، غير قادر على إكمال نهائي دوري أبطال أوروبا، وجد نفسه في ذلك التوقيت في مأزق كبير، فتعويض لاعب سجل 44 هدفًا الموسم الماضي أمر ليس بالسهل، ولم يكن أمامه سوى خيارات محدودة، حيث أجبر حينها على إشراك أدم لالانا الذي لم يلعب قبل ذلك النهائي سوى 16 دقيقة فقط في مباراتين، ولم يلعب سوى 30 دقيقة منذ شهر يناير الماضي، ولم يلعب أساسيًا منذ موسم 2015- 2016. وكان الخيار الآخر هو مشاركة دومينيك سولانكي البالغ من العمر 20 عامًا، والذي لم يسجل سوى هدف وحيد طوال الموسم، فليفربول ذهب إلى نهائي كييف معتمدًا على قوته الضاربة الهجومية المتمثلة في الثلاثي ساديو ماني وروبرتو فيرمينو ومحمد صلاح دون وجود أي بديل لهم على مقاعد البدلاء، خاصة بعد رحيل فيليب كوتينيو إلى برشلونة ودانيل ستوريدج في شهر يناير الماضي. وبالتالي أيقن يورجين كلوب رفقة إدارة ليفربول وجود مشكلة كبيرة في خط الهجوم، وكان الحل التعاقد أمس رسميًا مع اللاعب السويسري شكودران شاكيري من صفوف ستوك سيتي مقابل 13 مليون جنيه إسترليني كثالث الصفقات التي يبرمها الفريق هذا الميركاتو بعد نابي كيتا من لايبزيج الألماني وفابينيو من موناكو الفرنسي. وانتابت جماهير ليفربول مشاعر مختلطة عندما ارتبط اسم شاكيري للمرة الأولى بالوصول إلى قلعة الأنفيلد، خاصة أنه تردد اسم نبيل فقير لاعب ليون للانضمام إلى الفريق في نفس الوقت، إلا أن الشرط الجزائي في عقد شاكيري البالغ 13 مليون إسترليني سهل الأمر كثيرًا، فحتى لو لم يتألق صانع الألعاب في صفوف الريدز، فليفربول واثق من استعادة أموال الصفقة من جديد على أقل تقدير من بيع اللاعب مرة أخرى، خاصة أنه سيبلغ من العمر 27 عامًا في شهر أكتوبر المقبل. وبكل تأكيد ليس هدف النادي أو اللاعب نفسه الوصول إلى تلك المرحلة، خاصة أن هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد قدرته على النجاح مع ليفربول، وهو النادي الذي أراد الانضمام إليه من قبل في عام 2014. وقال شاكيري في شهر ديسمبر من عام 2016: «كان لدي عروض من ليفربول وأتلتيكو مدريد، وتواصل معي مدرب ليفربول بريندان رودجرز كثيرًا في أثناء كأس العالم، إلا أن بايرن ميونيخ أوقف انتقالي»، والآن وبعد 4 سنوات، أتت الفرصة لشاكيري لإثبات قدراته لجماهير الريدز. وفي الوقت الذي لا يشكك فيه أحد في قدرات شاكيري، إلا أنه يتوجب عليه تطوير بعض الأمور خاصة معدل عمله الذي ظهر بصورة باهتة الموسم الماضي، إلى جانب المركز الأفضل له سواء بالوجود ضمن الثلاثي الأمامي أو في وسط الملعب، وإذا طرحت تلك الأسئلة من جديد هذا الموسم، فسيكون من الصعب عليه الاستمرار مع ليفربول. وتشير الأرقام إلى أن شاكيري يقطع مسافات في المباراة الواحدة يبلغ معدلها 9,6 كم وهو معدل أكبر من المعدل الذي يقطعه الثلاثي الهجومي لليفربول، ولكن لا يستفيد من هذا الأمر. فشاكيري يقوم بال"سبرينت" بعدد أقل من صلاح وماني وفيرمينو، ومع وجود فترة قصيرة للتحضير للموسم الجديد بعد كأس العالم، سيكون التحدي لشاكيري هو ضبط قوته البدنية لتناسب أسلوب لعب ليفربول. وعلى الرغم من أن المؤشرات تؤكد أن شاكيري سيكون اللاعب البديل لثلاثي ليفربول، أي أنه سيشارك عندما يحتاج أي من صلاح وماني وفيرمينيو الحصول على الراحة، بل ويبدو أن اللاعب متيقن بصعوبة حجز مكان له في التشكيل الأساسي على حساب أي منهم. كما لا يتوقع شاكيري أن يكون نجم الفريق كما كان الوضع عليه مع ستوك سيتي، وبالتالي عليه أن يتعامل جيدًا مع الجلوس على مقاعد البدلاء ومحاولة ترك بصمة في الدقائق التي سيحصل عليها، وما يمنح الأمل لشاكيري بالمشاركة باستمرار هو تميزه في التنوع في اللعب. وعلى الرغم من لعبه كجناح أيمن في ستوك سيتي، فإنه قادر على اللعب كجناح أيسر وفي المركز رقم 10، وبالنظر إلى المراكز التي اعتمد فيها كلوب على أدم لالانا وأوكسليد تشامبرلين في المواسم الماضية، من الوارد أن يعتمد على شاكيري في المركز رقم 8 في المباريات التي يبحث فيها ليفربول عن الاستحواذ على الكرة. وبشكل عام، يتسبب شاكيري في تشكيل خطر على دفاعات الخصوم بركضه المباشر من وسط الملعب بفضل امتلاكه السرعة والحلول الإبداعية، حيث تمكن من خلق 43 فرصة من اللعب المفتوح الموسم الماضي إلى جانب تسجيل 8 أهداف وصناعة 7 أخرى مع فريق ستوك سيتي المتعثر في الدوري الإنجليزي والذي هبط إلى الدرجة الأولى. وعلى الرغم من وجود شكوك حول قدرة شاكيري في التألق مع ليفربول، فإن عمره وموهبته وثمنه لا يشكلان أي مخاطرة لليفر في تلك الصفقة.