كتب: علي الزيني لا شكّ أن الكثيرين كانوا يتوقّعون قبل نهائيات كأس العالم، أن يكون منتخب البرازيل هو الأكثر تسجيلاً للأهداف في البطولة، فقد جرت العادة أن تقدّم كتيبة "السيليساو" عروضا حافلة بالمشاهدة والأهداف، لكن ممثّل أمريكا الجنوبية اكتفى حتى الآن بتسجيل سبعة أهداف ليحتل مؤقّتا المركز الخامس في ترتيب الفرق الأكثر تهديفا في البطولة، ومتخلّفا بخمسة أهداف كاملة عن المتصدر، منتخب بلجيكا. مواجهة ساخنة ومثيرة ينتظرها الكثيرون من عشاق الساحرة المستديرة، تجمع منتخبي البرازيلوبلجيكا، في دور ربع النهائي لبطولة كأس العالم، والتي تقام حاليا لأول مرة في تاريخها، نظرا لما يمتلكه المنتخبان من لاعبين مميزين قادرين على تقديم مباراة ممتعة، وسيكون لقاء واحدا بمواهب كثيرة، هو عنوان مواجهة غد الجمعة على ملعب كازان أرينا، بين الشياطين الحمر، والأسود الثلاثة. بتسجيلهم اثني عشر هدفا، وتلقيهم أربعة أهداف، يمثّل "الشياطين الحمر" اللعب الهجومي البرازيلي أكثر من البرازيليين أنفسهم، وقد استطاع الدفاع البرازيلي بقيادة تياجو سيلفا الحفاظ على نظافة شباكه لمدة 310 دقائق، ولم يدخل مرماه سوى هدف واحد، ليكون بذلك أفضل خط دفاع في البطولة، وبخلاف ما هو معتاد منه، يعيش الفريق البرازيلي في روسيا توازنا نموذجيا بين هجوم رصين ودفاع مُنضبط. في المُقابل، أظهر منتخب بلجيكا بعض الضعف في الخط الدفاعي، لكنه أكّد أيضا أنه يضم لاعبين بإمكانهم صناعة أو تسجيل الأهداف في أي وقت، وفي مقدّمتهم روميلو لوكاكو، ثاني أفضل هداف في البطولة برصيد أربعة أهداف، وإدين هازار، وآخرون، وليس صدفة أن يطلق على هؤلاء اللاعبين "الجيل الذهبي" لكرة القدم البلجيكية. لكن هل سينجح هذا الجيل في تجاوز المنتخب الأكثر تتويجا باللقب العالمي في دور الثمانية بمدينة كازان ويعبر إلى المربع الذهبي؟ في حال تحقّق ذلك، سيكون الفوز الخامس له على التوالي في النهائيات العالمية، وعندئذ سيسجل رقما قياسيا جديدا في تاريخ المنتخب البلجيكي. يعود النزال الوحيد والأخير بين الفريقين في أم البطولات، إلى نسخة 2002 حيث تفوّقت البرازيل حينها في دور الستة عشر بفضل هدفي رونالدو وريفالدو، قبل أن تتوّج لاحقا باللقب العالمي. ومن شأن هذا الإنجاز أن يُلهم الثنائي نيمار وكوتينيو لإعادة البرازيل إلى قمة كرة القدم العالمية من جديد، مع العلم أن كل واحد من هذين النجمين ساهم في تسجيل ثلاثة أهداف حتى الآن. يُدرك الفريق البرازيلي المُتّزن أنه يشرف على خوض معركة، وهو مستعد لها، غياب كاسيميرو مؤلم بالطبع، لكن فيرناندينيو يُعتبر أيضا لاعب وسط متكاملا، رُغم أنه يملك بنية بدنية أصغر، وفي مواجهة بلجيكا تنتظره مهمة صعبة للغاية، وفي المقابل، سيكون على "الشياطين الحمر" التعامل مع نيمار، الذي تألّق بشكل لافت ضد المكسيك، وهو ربما أفضل لاعب ما زال حاضرا في البطولة. ويستخلص روبرتو مارتينيز بعض الدروس من الصعوبات التي واجهها "الشياطين الحمر"، وقد يعود إلى التشكيلة الأساسية مروان فلايني وناصر الشاذلي اللذان دخلا بديلين في المباراة الأخيرة، وهو ما سيتطلب إجراء بعض التعديلات التكتيكية. بالنسبة لبلجيكا، تُعتبر هذه المباراة واحدة من الفرص الأخيرة للتألق في المستوى العالي مع جيل من اللاعبين يُعتبر الأفضل في تاريخ كرة القدم البلجيكية. والجدير بالذكر، أن منتخب بلجيكا يواجه البرازيل للمرة الثانية، وهو واثق من قدرته على تحقيق الفوز هذه المرة. التشكيلتان المُحتملتان البرازيل: أليسون؛ فاجنر، تياجو سيلفا، ميراندا، فيليبي لويس (مارسيلو)؛ فيرناندينيو، باولينيو، ويليان، فيليبي كوتينيو، نيمار؛ جابرييل جيسوس. بلجيكا: ثيبو كورتوا؛ يان فيرتونخين، فنسان كومباني، توبي ألديرفيريلد؛ أكسيل فيتسل، كيفين دي بروين، ناصر الشاذلي، توماس مونييه؛ مروان فيلايني، إيدين هازار؛ روميلو لوكاكو.