هل يتفق الزعيمان الروسي والأمريكي حول سوريا؟.. سؤال لطالما تكرر دون الوصول إلى حلول جذرية، لكن رئيس الولاياتالمتحدة دونالد ترامب، يأمل خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، بإبرام صفقة تتيح سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن. يبدو أن المرتبة الأولى في قائمة هذه التنازلات للتسوية في سوريا حسب السيناريو الأمريكي، في الجوهر، سيدور عن تقطيع أوصال الدولة السورية وإدخال عملاء أمريكيين في القيادة السورية، حسب "إيلاف". ومن الواضح أن تل أبيب تلح في طلب ذلك من الأمريكيين، فعدم الاستقرار في العالم العربي، واستمرار الصراع مفيد لإسرائيل، وهذا هو العامل الذي يسمح للإسرائيليين بمهاجمة سورياوإيران من دون عقاب. مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، أكد أن استمرار قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على الحكم ليست أزمة استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، بل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى الحصول على مساعدة روسيا في طرد الميليشيات الإيرانية من الأراضي السورية. اقرأ أيضًا: أمريكا تتودد لروسيا.. تسهيل «صفقة القرن» مقابل نفوذ خالص في سوريا واعتبر "بولتون" أن جهود الأسد للقضاء على المعارضة السورية ليست مصدر القلق الرئيسي لترامب في المنطقة، لكن توغل إيران في سوريا أحد أكبر اهتماماته. فتواجد إيران في سوريا سؤال سيرغب الرئيسان الأمريكي والروسي في مناقشته باستفاضة، وهناك احتمالية إقامة تفاوض أوسع بين واشنطنوموسكو حول تقديم الأخيرة المساعدة في إخراج القوات الإيرانية من سوريا وعودتهم إلى إيران، وهو ما سيعد خطوة مهمة للأمام. السؤال هنا هل لدى بوتين السلطة الكافية على الأسد لجعله يدفع إيران إلى سحب قواتها من سوريا، خاصة في ظل اعتماد النظام السوري على القوات الإيرانية لفرض سيطرته على الكثير من مناطق بلاده؟ لا يمكن معرفة ما ستؤول إليه مجريات الأحداث، خاصة أن هناك تغيرات جوهرية طرأت على الساحة العالمية، قد تقلب موازين القوى. اقرأ أيضًا: قمة بوتين وترامب في ضاحية بفنلندا.. والكرملين: ستناقش الأزمة السورية في الوقت نفسه، كانت هناك مخاوف من بعض الساسة في الولاياتالمتحدة حول خروج القوات الأمريكية من الأراضي السوري ومدى تأثيرها على الأمن القومي العالمي. السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، قال خلال زيارة أجراها لمدينة منبج شمالي سوريا برفقة زميلته الديموقراطية السيناتور جين شاهين: إن "انسحاب الولاياتالمتحدة من سوريا سيكون أمرًا فظيعًا"، بحسب راديو "سوا". "جراهام" أكد على ضرورة بقاء القوات الأمريكية داخل سوريا لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية على دحر التنظيمات الإرهابية التي تزعزع استقرار المنطقة. ويرتبط المجلس بقوات سوريا الديموقراطية، وهو تحالف من مقاتلين أكراد وعرب تمكنوا من طرد "داعش" من منبج في 2016 بمساعدة التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وفقًا لقناة الحرة. اقرأ أيضًا: قمة ترامب مع بوتين تثير قلق حلفائه الأوروبيين ولا تزال قوات أمريكية وفرنسية من التحالف الدولي متمركزة في منبج، ويؤكد البنتاجون أنه يريد الإبقاء على تواجده هناك حتى إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" بشكل كامل. يذكر أن العلاقات الروسية - الأمريكية بدأت بالتدهور عندما تبين لواشنطن أن موسكو تسعى لاستعادة موقعها كعاصمة دولة عظمى، وبسبب الأزمة الأوكرانية، وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في مارس عام 2014. وكذلك تدهورت العلاقات بسبب الأزمة السورية والاتهامات المزعومة بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتعتبر هذه الأزمة في العلاقات بين موسكووواشنطن هي الأسوأ منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة قبل أكثر من 20 عاما.