بالتزامن مع تصاعد الحركة الاحتجاجية وانتفاضة الشعب الإيراني ضد طغيان وظلم النظام، وتصدير الحروب والإرهاب والتطرف إلى مختلف البلدان العربية والإسلامية، تحتضن العاصمة الفرنسية حاليا المؤتمر السنوي ل"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" بقيادة منظمة "مجاهدي خلق" بهدف مناقشة الوضع الحالي والآفاق المستقبلية لإيران. وفي اليوم الأول لانطلاق المؤتمر الذي انطلقت أعماله أمس تحت عنوان "إيران الحرة - البديل" والذي يستمر على مدى ثلاثة أيام، أكدت شخصيات عربية مشاركة في المؤتمر أن وقت التغيير في إيران قد حان في ظل الاحتجاجات الشعبية والمواقف الدولية الجديدة حيال إيران. 5 قارات يأتي مؤتمر المقاومة الإيرانية هذا العام، وسط مشاركة شعبية واسعة، حيث يوجد شخصيات سياسية دولية من 5 قارات بالعالم، بسبب الانتقادات الشديدة التي تواجه النظام الإيراني، داخليا إقليميا ودوليا. اقرأ أيضا: انهيار «الريال» يشعل الشارع الإيراني وسط مطالبات برحيل روحاني وسيتم خلال فعاليات المؤتمر الذي يستمر حتى غدا الاثنين، تبادل الآراء مع حركة المقاومة الديمقراطية المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حول التطورات الأخيرة في إيران، لا سيما أن هناك حاجة فورية لاتخاذ إجراءات ملموسة من قبل المجتمع الدولي لإنقاذ أرواح آلاف الإيرانيين، خاصة الشباب الذين اعتقلوا خلال الانتفاضات في هذا العام، وتم تهديدهم من قبل رئيس السلطة القضائية في النظام بالتعذيب والإعدام، كما يناقش المؤتمر قضايا ملحّة أخرى على الساحة الإيرانية وعلى الإقليمية. ويستهدف المؤتمر توجيه رسالة لشعوب العالم وللشعب الإيراني وهي أن النظام سيسقط ولا مستقبل له، وهو على وشك الرحيل، وأن هناك بديلا لهذا النظام يستطيع أن يوصل إيران إلى بر الأمان، وينهي أزمة طالت 40 عاما ويوصل الوضع إلى السلام والهدوء والديمقراطية والسلطة الشعبية والإعمار، ويحقق الحرية والعدالة واستتباب الأمن في المنطقة وحسن الجوار مع الجيران، كذلك التأكيد على أن المستقبل للمقاومة وللشعب الإيراني القادر على تحديد مستقبله، حسب "الوطن". محاسبة النظام خلال المؤتمر دعت رئيسة المجلس مريم رجوي، إلى محاسبة النظام الإيراني ودعم الانتفاضة الشعبية من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه، مشيرة إلى أن انتفاضة طهران أثبتت أن عجلة التغيير في إيران قد بدأت بالتحرك ولا شيء يستطيع إيقاف شعب عازم على نيل الحرية. رجوي أكدت أن النظام أصبح غير قادر على منع استمرار وتوسع نطاق الانتفاضة التي انطلقت قبل ستة أشهر، وأكدت أن منظمة «مجاهدي خلق» تشارك في انتفاضة الشعب المتواصلة في أرجاء البلاد. وشددت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على أن "الشعب الإيراني عازم على إسقاط هذا النظام بكل أجنحته، وإقامة جمهورية مبنيّة على التعدّدية، وأصوات الشعب، وفصل الدين عن الدولة"، بحسب "العربية". اقرأ أيضا: «الاعتداء على السفارات» متنفس الإيرانيين في الخارج ضد نظام الملالي ووجهت رجوى رسالة إلى الإيرانيين، أعلنت فيها أن "تغيير النظام في متناول اليد أكثر من أي وقت آخر، مستقبل لامع وخال من الإعدام والتعذيب والتمييز والقمع يلوح في الأفق". كما وجهت أيضا رسالة أخرى للمجتمع الدولي طالبت خلالها ب"الاعتراف بنضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لوضع حد للديكتاتورية الدينية"، وكذلك "دعم الإيرانيين للإطاحة بالنظام من أجل درء أخطار برنامج السلاح النووي، والصاروخي، والإرهابي للنظام الإيراني، وتدخلاته في المنطقة"، حسب تعبيرها. وكان المؤتمر قد أعلن الجمعة، عن بدء حملة تغريد تضامنية واسعة النطاق تحت عنوان "ادعم مريم رجوي"، عبر موقع تويتر، لدعم مريم رجوي. دعم أمريكي رودي جوليانيي المستشار القانوني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونيوت جينجريتش مستشاره الإستراتيجي، وعدا خلال كلمتيهما أمام مؤتمر المعارضة الإيرانية، بدعم الاحتجاجات الشعبية في إيران من أجل تغيير النظام سلميًا. وقال رودي جولياني وهو عمدة نيويورك السابق، إن "نهاية النظام الإيراني قريبة"، مشددا على أن مرحلة المهادنة مع هذا النظام انتهت، مضيفا أن هذا كان من الممكن أن يحدث عام 2009 لكن حكومة أمريكا آنذاك لم تقف مع تلك الاحتجاجات وهذا عار عليها، لكن الآن رئيس الولاياتالمتحدة دعم المتظاهرين في إيران، حسب تعبيره. مستشار ترامب هاجم الدول الأوروبية التي ما زالت تحتفظ بعلاقات تجارية واقتصادية مع النظام الإيراني، واتهمها بدعم أكبر نظام داعم للإرهاب في العالم. يأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد رجوي أن المقاومة ترفض تغيير النظام بمساعدة قوى خارجية، مؤكدة أن إسقاط النظام سيتم على أيدي أبناء الشعب بانتفاضة شعبية، بحسب "إرم نيوز". اقرأ أيضا : اغتصاب فتيات السنة.. جريمة جديدة تفضح النظام الإيراني من جهته، قال الدكتور سنابرق زاهدي، رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على هامش انعقاد المؤتمر "إن منظمة مجاهدي خلق التي تقود المجلس لديها خارطة طريق لإسقاط النظام الإيراني، تتمثل في توسيع معاقل الانتفاضة في أنحاء إيران، وتشكيل مجالس للمقاومة في الداخل". وهناك شعور لدى الكثير من أنصار المقاومة الإيرانية القادمين من مختلف الدول، أن هذا قد يكون آخر مؤتمر يحضرونه ويتوقون للعودة إلى بلادهم بعد عقود عقب إزاحة النظام. تجدر الإشارة إلى أن منظمة مجاهدي خلق هي أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية، ولقد تأسست المنظمة في عام 1965 على أيدي مثقفي إيران من الأكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه. تعد المنظمة جزءاً من ائتلاف واسع شامل يسمى ب"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، الذي يعمل كبرلمان إيراني في المنفى، والذي يضم 5 منظمات وأحزاب و550 عضواً بارزاً وشهيرًا من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية والخبراء والفنانين والمثقفين والعلماء والضباط، إضافة إلى قادة ما يسمى ب"جيش التحرير الوطني الإيراني" الذراع المسلحة لمنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية، الذي كان يتمركز في معسكر أشرف في العراق وتكونت أغلبية قادته من النساء. اقرأ أيضا: دخول الإيرانيينلبنان دون ختم.. هل يحول مطار بيروت إلى قاعدة للحرس الثوري؟