تتخيل كل أم أن طفلها سعيد فرح، يجري ويلعب ويضحك، وهي الصورة التي تتمناها كل أم لطفلها، ولكن نتيجة لظروف أو أسباب تخص الطفل، قد تجده الأم حزينا بائسا، ومهما حاولت معه لا يتغير حاله، نعم عزيزتي الأم فطفلك قد يصاب بالاكتئاب هو الآخر، فهذا المرض ليس مقتصرا على الكبار فقط، فهيا بنا نتعرف كيف يصاب الطفل بالاكتئاب وما أعراضه. تظهر على الطفل عدة أعراض نتيجة للاكتئاب تشبه تلك الأعراض التي تظهر على الكبار، ومنها: 1- يصبح مزاجه سيئا وحزينا لفترات طويلة يمكن أن تلاحظها الأم. 2- يغضب بسرعة لأتفه الأسباب ويضيق بكل ما يحدث من حوله. 3- يصبح حساسا جدا ويبكى بسهولة من أي موقف، كما تصيبه حالات من البكاء بدون سبب واضح للآخرين. 4- يفقد قدرته على الاستمتاع والشعور بالسرور من الأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل، ومهما حاولت الأم إشراكه في أنشطة مسلية لا يستمتع بها ولا تساعد على تغيير حالته. 5- يرى نفسه طفلا سيئا كثير الأخطاء وكثير الفشل لا يستطيع تحقيق أي شيء ويحمل نفسه كل شيء سيئ يحدث. 6- يشعر بأنه غير محبوب وغير مقبول من الآخرين، حتى من الوالدين ويتخيل أنه لا يوجد أحد من المحيطين به يحبه أو يتقبله. والآن بعد معرفتك بأعراض الاكتئاب، فاعلم أن طفلك لا يصاب به بدون سبب، وتتعدد الأسباب التي تؤدي لإصابة الطفل بالاكتئاب، ومنها: 1- مرور الطفل بمواقف يفقد فيها أشخاصا يحبهم ويرتبط بهم، مثل فقده والده أو والدته أو انفصالهما. 2- تلعب طريقة معاملة الوالدين للطفل دورا كبيرا في إصابته بالاكتئاب، حيث يشعر أن لا قيمة له ويفقد الثقة بنفسه نتيجة لقسوة الوالدين الشديدة معه وإهمالهم له أو اهتمامهم بأشياء أخرى واعتقاده أنها أكثر أهمية منه. 3- عدم قدرة الطفل على إقامة علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين، وبالتالي يتكون لديه فكرة سيئة عن نفسه وعدم قدرته على تحقيق ما يمكن للآخرين تحقيقه ببساطة. 4- أفكار الطفل السلبية عن نفسه وتفكيره على أساس أنه لا يستطيع عمل شيء وأن كل ما سيقوم به سيفشل وأنه سبب لكل شيء سيئ يحدث له ولعائلته. 5- وجود زملاء في المدرسة يضايقونه أو يضربونه ويسببون له المشاكل باستمرار، وعدم قدرته على التصدي لهم ومنعهم من مضايقته، ويمكنك من هنا معرفة 6 علامات تؤكد حاجة طفلك لزيارة الطبيب النفسي. عزيزتي الأم عزيزي الأب يمكنكما مساعدة الطفل وحمايته من الإصابة بالاكتئاب من خلال عدة خطوات، منها: 1- إبعاد الطفل عن جميع المشكلات التي تحدث بينكما، لأنها تؤثر بشكل كبير على الطفل وتصيبه بالقلق والتوتر والخوف والاكتئاب، ويظهر كل ذلك في سلوك الطفل. 2- مساعدة الطفل على تكوين علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين مما يقلل من فرص الإحباط التي يتعرض لها. 3- تجنب توبيخ الطفل ونقده على كل الأخطاء التي يقوم بها بشكل مبالغ فيه وتجنب القسوة الزائدة والتعامل معه بشكل يظهر مشاعر الحب تجاهه. 4- يجب أن يتعود الطفل على التعبير عن مشاعره، سواء كانت مشاعر سعادة أو انفعالات ضيق أو غضب. 5- يجب أن يتعلم الطفل تقبل عدم نجاحه في المحاولات التي يفشل فيها ويتعلم منها، ويعلم أن الإنسان ينجح أحيانا ويفشل أحيانا أخرى. عزيزتي الأم عزيزي الأب.. طفلكما يستحق أن يمر بطفولة رائعة وسعيدة، لا أن يحبط ويكتئب، فبإمكانكما أن تساعداه على الوقاية من الاكتئاب والكثير من المشكلات الأخرى ليكون طفلا سعيدا مبدعا.