يبدو أن دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" قد تتخذ قرارًا بالتدخل في ليبيا، خاصة بعد تصريحات أخيرة حول ضرورة احتواء أزمة المهاجرين، في خطوة تعيد إلى الأذهان معركة إسقاط القائد العسكري معمر القذافي بمساعدة أوروبا في 2011. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكدت ضرورة التدخل في ليبيا من أجل خفض حركة الهجرة إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. ميركل أشارت أيضًا إلى أن إيطاليا هي واحدة من الدول الأوروبية الأكثر استقبالًا للمهاجرين وطالبي اللجوء، ولمواجهة هذه الظاهرة يجب كأوروبيين أن نتدخل في ليبيا من أجل خفض حركة الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، بحسب التليفزيون الإيطالي. المثير هنا أن ميركل لم تشر إلى كيفية التدخل في ليبيا، لكن تصريحاتها تدل على إمكانية إرسال قوات من دول الناتو قرب الحدود البحرية لمنع تسلسل المهاجرين. اقرأ أيضًا: الناتو يتأهب للتدخل في ليبيا.. ومخطط لإفشال جهود الاستقلال وتعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة الساعين للوصول إلى أوروبا بحرًا، حيث عبر أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. من جانبه، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبه كونته: "يجب على الاتحاد الأوروبي تغيير المنظور الراهن إزاء الهجرة وألمانيا تدرك ذلك، وأنه بدون إدارة أوروبية مشتركة لا يمكن حل مشكلة المهاجرين أبدًا" بحسب "روسيا اليوم". "كونته" طالب بضرورة توحد دول أوروبا، بدل الانقسام الذي طالهم، وذلك لأن الحدود الإيطالية ليست لنا فقط، بل هي لأوروبا بأسرها، وأولئك الذين تطأ أقدامهم إيطاليا إنما يدخلون إلى أرض أوروبا. من ناحية أخرى، كانت هناك مجموعة من المهاجرين تسعى جليا إلى عبور البحر المتوسط قرب سواحل ليبيا من أجل الوصول إلى أوروبا، إلا أن القدر لم يشأ لخمسة أفراد استكمال الرحلة ليغرق القارب، ويتم انتشال 191 شخصا، بحسب رويترز. اقرأ أيضًا: كارثة إنسانية في ليبيا.. وقلق أمريكي من تهديد الاستقرار العالمي وساحل ليبيا الغربي هو نقطة المغادرة الرئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بحرًا، رغم أن عمليات العبور تراجعت بشدة منذ يوليو الماضي، وفقا ل"سكاي نيوز". خفر السواحل الليبي أكد أن المهاجرين المتوفين الخمسة، أعيدوا إلى ميناء طرابلس، بجانب 191 ناجيًا من دول إفريقيا جنوب الصحراء والدول العربية، بجانب إنقاذ 76 مهاجرًا قبالة الزاوية إلى الغرب مباشرة من طرابلس، بحسب ليبيا اليوم. وجرى تفكيك شبكات التهريب داخل ليبيا منذ الصيف الماضي تحت ضغط من إيطاليا، وعزز خفر السواحل الليبي بدعم من الاتحاد الأوروبي، عمليات اعتراض قوارب المهاجرين، ليعيد أكثر من سبعة آلاف مهاجر إلى ليبيا منذ بداية العام. وتشير إحصاءات وزارة الداخلية الإيطالية إلى عبور نحو 10760 مهاجرًا من ليبيا إلى إيطاليا منذ يناير، وهو ما يقل بأكثر من 80% عن عددهم خلال نفس الفترة من العام الماضي. اقرأ أيضًا: عبودية المهاجرين بليبيا.. العالم ينتفض ضد ميليشيات الساحل الإفريقي كانت عمليات العبور في وسط البحر المتوسط، قد شهدت غموضا عندما أغلقت الحكومة الإيطالية الجديدة موانيها أمام سفينة إنقاذ تشغلها منظمات إنسانية، كانت تقل أكثر من 600 مهاجر، ورست السفينة في إسبانيا بنهاية المطاف. بالبحث عن أعداد المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا إلى ليبيا من أجل التنقل إلى الاتحاد الأوروبي، نجد أنهم بلغوا نحو 700 ألف مهاجر، وأن 15% فقط من بينهم يسعون إلى الانتقال إلى أوروبا، معظمهم من إريتريا والصومال وسوريا، بينما غالبية المهاجرين جاؤوا من أجل تحسين ظروفهم المعيشية لاعتبار أنها بلد نفطي، حسب المنظمة العالمية للهجرة. وأخيرًا، يجب التعامل بشكل أكثر وضوحًا مع الحقيقة التي تعيشها ليبيا الآن، وأنها أصبحت سوقًا للمهاجرين، ومن الضروري إنهاء الأزمة وإعادة المجتمع الليبي إلى التلاحم مجددًا.