لم تبد صوفيا، ابنة زاسكي، أي اهتمام بالهواتف المحمولة عندما عادت لأمريكا من ألمانيا ولم تتذكر صوفيا أي شخص من أصدقائها يمتلك هاتفا محمولا في صفها الدراسي الثالث، بل لم يكن هناك من يمتلك الهواتف المحمولة إلا عدد قليل جدا من الأطفال، وكانت هواتف ليست متصلة بشبكة الإنترنت، وحسب موقع CNN فإن هناك نحو 51% من الأطفال الألمان بين عمر 6-13 عاما يمتلكون هواتف محمولة خاصة بهم طبقا للتقرير الصادر من دراسة كيم بألمانيا، ولكن بعد أن انتقلت صوفيا للعام الرابع بولاية كاليفورنيا أصبحت الطالبة الوحيدة التي لا تمتلك هاتفا محمولا في فصلها. بعد فترة بسيطة بدأت صوفيا بطلب الهاتف من والدتها لأنه أصبح وسيلة الاتصال مع الأصدقاء والمنزل، وبدأت الأمر في التفكير حول شراء هاتف محمول، بالرغم من أن ذلك القرار كان مؤجلا حتى الدراسة الثانوية، وتقول زاسكي إن الأطفال الألمان أيضا بدأوا في امتلاك هواتفهم وحواسيبهم الذكية لكن امتلاك حاسوب لم يكن أمرا شائعا بين الأطفال الألمان كما هو في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعند مقارنة أطفال الولاياتالمتحدةالأمريكية بباقي أطفال الدول الأوروبية، وجد أن الدول الأوروبية أكثر حساسية نحو التكاليف، فحسب دراسة أجريت عام 2015 بمجلة الميديا والجديدة والمجتمع، هناك نحو 46% من الأطفال بعمر 9-16 عاما تمتلك هواتف محمولة، وكانت قد أجريت الدراسة على نحو 3500 طفل من دول أوروبية مثل إيرلندا والدانمارك وبلجيكا والبرتغال ورومانيا بين 2014 و2013. وتقول ماسكيرانو، المحاضرة بجامعة كاتوليكا في ميلانوبإيطاليا، إن هناك اختلافا بين الدول حول عدد الأطفال المسموح لهم باستخدام الهاتف المحمول والأماكن أيضا التي يمكن استخدام الهاتف فيها، حيث ظهرت إيطاليا والمملكة المتحدة أكثر عرضة للقيود داخل المدرسة فيما يخص شبكات الواي فاي والهواتف الذكية، في حين أن أطفال الدنمارك تم السماح لهم باستخدام التطبيقات التعليمية فقط للأنشطة الدراسية، وكان أطفال البرتغال أكثر حساسية نحو التكاليف الاقتصادية، وفي الولاياتالمتحدة نجد أن أغلب الأطفال يمتلكون هواتف محمولة من عمر صغير جدا. النظم الخاصة بأطفالك وجدت تقرير نيلسن الذي صدر في شهر فبراير الماضي أن 45% من أطفال أمريكا لديهم أنظمة اتصال وعروض تليفونية خاصة بهم بعيدا عن نظام الواي فاي، وأن نحو 22% من الأطفال حصلوا عليها بعمر 10 سنوات و16% بعمر 8 سنوات و15% بعمر 9-11 سنة، ليس ذلك فحسب بل أغلب الأطفال الآن لديهم أجهزة لوحية، وحتى الأطفال في سيول الكورية يتملكون هواتف ذكية بعمر 11-12 سنة بنسبة 72% ويستخدمونها لما يعادل 5-4 ساعات يوميا مما أحدث ضجة في مجال التربية والذكاء عند الأطفال، حيث يقول بعض المتخصصين إن هذا الاستخدام المبكر قد يصيب الأطفال بغباء مبكر نظرا لأنها تضع قيودا على الإبداع والتفكير واللعب البدني واستكشاف الطبيعة الحقيقية. الثقافة وامتلاك الهاتف الذكي أظهرت الدراسات أن هناك تباينا واختلافا كبيرين بين الثقافات حول العمر الذي يمتلك فيه الأطفال الهاتف المحمول، فمثلا تركيا أظهرت نسبة 3% من الآباء يرون أن الأبناء وحتى عمر 18 عاما ليس لهم أن يمتلكوا هاتفا محمولا لعدم وجود ضرورة لذلك، و19.5% من الآباء يقبلون امتلاك الهواتف بعمر 6-11 عاما و59.8% يقبلون امتلاك الهواتف بعمر 12-17 عاما، ونجد أن نحو 4 من كل 5 يمتلكون أو يستطيعون الوصول لهواتف ذكية ونقالة في المدارس الثانوية الإفريقية طبقا لتقرير اليونيسيف لعام 2013. هل طفلك مستعد لامتلاك هاتف محمول؟ في دراسة أجريت على أطفال السنة الرابعة بالمدارس الابتدائية الأسترالية فإن هناك نحو 31% يمتلكون أو يستخدمون الهواتف بعد مرور سنة بنسبة 43%، وقالت ماري ريدماين، زميلة الأبحاث بجامعة موناش الأسترالية، إن الآباء قالوا إن العمر المناسب لامتلاك هاتف هو 8 سنوات، ربما لأنهم يريدون أن يكونوا على اتصال بأطفالهم من أجل الأمان والسلامة. العمر الأفضل لأول هاتف لا توجد سن معينة حتى الآن يمكن أن نقول عنه إنه الأفضل لامتلاك هاتف، لكن حسبما أصدرت الأكاديمية الطبية لطب الأطفال فإنه يجب تجنيب الأطفال الذي تقل أعمالهم عن 18-24 شهرا، أي نوع من الوسائط الرقمية بشكل منتظم إلا في حالة المحادثة عبر الفيديو، ويكون استخدام الأطفال بعمر 2-5 سنوات هو ساعة واحدة يوميا وتشجيع طفلك على استكشاف الحياة الطبيعية بدلا من اللجوء للاختباء خلف الشاشات الرقمية.