أثارت الأرجنتين غضب الاحتلال الإسرائيلي، بعد إلغاء المنتخب الأرجنتيني مباراته الودية التي كان من المقرر أن تجرى أمام منتخب إسرائيل، في إطار الاستعداد لكأس العالم. جاء قرار إلغاء اللقاء الذي كان مقررا إقامته يوم السبت المقبل الموافق 9 يونيو في القدسالمحتلة، بعدما ثارت الجماهير العربية والإسلامية ومساندو القضية الفلسطينية في العالم بمن فيهم جمعيات في برشلونة نفسها التي تضم الفريق الذي ينتمي إليه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وبحسب مصادر أرجنتينية فإن المباراة ألغيت بسبب الوضع السياسي الحالي بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال. ضغوط ناجحة ويبدو أن الضغوط السياسية التي مارسها الطرف الفلسطيني تجاه الجانب الأرجنتيني، والمطالبات الدبلوماسية، سواء في الخارجية الفلسطينية أو الكنيست الإسرائيلي من قبل الأعضاء العرب فيه، قد أتت بثمارها، وألغيت المباراة. اقرأ أيضًا: «رزان النجار».. ملاك الرحمة التي اغتالتها رصاصات الاحتلال الغادر فمنذ أن أُعلِن عن الترتيب لإقامة مباراة ودية بين منتخبي الأرجنتين وإسرائيل ضمن الاستعدادات الأولى لنهائيات كأس العالم 2018، أُثيرت احتجاجات على الصعيدين؛ الفلسطيني والدولي، والتي دفعت الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، لإلغاء المباراة. وشارك العشرات من المتظاهرين من المنظمات المؤيدة للفلسطينيين أمس الثلاثاء، على مقربة من المعسكر التدريبي في العاصمة الأرجنتينية بالإضافة إلى أماكن أخرى عديدة ضد خوض المباراة أمام إسرائيل. ورفع المتظاهرون قمصان المنتخب وهي ملطخة بالدماء، وطلبوا من اللاعبين، خصوصًا ليونيل ميسي، عدم اللعب في إسرائيل وألا يكونوا جزءا من المباراة التي تحمل طابعا سياسيا لا سيما في أعقاب الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل رغم تنافيه مع القانون الدولي. وطالبت الجماهير العربية والاتحاد الفلسطيني منتخب الأرجنتين بتجنب اللعب أمام المنتخب الإسرائيلي في القدسالمحتلة، كما طالب رئيس الاتحاد الفلسطيني وأطفال فلسطين النجم الأول لبرشلونة وعميد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي بعدم اللعب في اللقاء. اقرأ أيضًا: بعد «مذبحة غزة».. إيران في قفص الاتهام وطهران تتوعد الاحتلال كما جاء قرار إلغاء المباراة الذي يعتبر خيبة أمل كبيرة لإسرائيل، في أعقاب رسالة وجهها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى الاتحاد الأرجنتيني، والتي أعرب الأول من خلالها عن رفضه إقامة مباراة المنتخبين الإسرائيلي والأرجنتيني في القدس. وأصدرت جمعية مقاطعة إسرائيل في برشلونة بيانًا طالبت من خلاله المنتخب الأرجنتيني ونجم برشلونة بعدم اللعب في القدس لكون اللقاء ستستغله إسرائيل دعائيا في سبيل فرض الأمر الواقع في القدسالمحتلة والتي تعلنها عاصمة لها رغم رفض أغلب بلدان العالم بحسب "إرم نيوز". اقرأ أيضًا: الأسلحة الشعبية.. إبداعات فلسطينية في مرمى نيران الاحتلال وبعد التشكيك في نيات المنتخب الأرجنتيني بشأن إلغائه المباراة وصدور تقارير عن أن بعض اللاعبين خضعوا لضغوط فلسطينية، جاء تأكيد الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بأن اللقاء لن يتم لأن المنتخب لن يصل إلى إسرائيل، ليتحول حلم وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف، لالتقاط سيلفي مع نجم المنتخب الأرجنتيني، ليونيل ميسي، إلى كابوس. واتهم مقربون من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الوزيرة ميري ريغيف، بأن لها دورا في إلغاء المباراة بعد إصرارها على عقد المباراة في القدس بدلا من التخطيط الأصلي وعقدها في حيفا، وقال هؤلاء إن الوزيرة عقّدت الأمور وخلطت السياسة بالرياضة، مما أدى إلى إلغاء المباراة في النهاية، بحسب "المصدر". ميسي والإلغاء وكشفت تلك المصادر أن اللاعبين ليونيل ميسي وخافيير ماسكيرانو ساهما بشكل مباشر في عدم خوض المباراة الودية أمام منتخب إسرائيل، بعدما طالبا المسؤولين بعدم المخاطرة في ظل الضغوطات الفلسطينية التي دعت إلى إلغائها. سبق إلغاء المباراة طلب لاعبي منتخب الأرجنتين، عدم مقابلة أي مسؤول إسرائيلي أو مصافحتهم خلال زيارتهم للبلاد. اقرأ أيضًا: أسبوع الدم والنار في غزة.. الاحتلال يهدد بإحراق القطاع وانتفاضة في الطريق اقتنع منتخب الأرجنتين بأن المسؤولين الإسرائيليين يسعون لالتقاط الصّور مع أعضاء المنتخب الأرجنتيني واستغلالها، لاحقًا، سياسيا، وقرّر، بعد ذلك، ألا يصافح اللاعبون أي مسؤول إسرائيلي، بما في ذلك رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو. وكان مسؤولون إسرائيليّون، وعلى رأسهم نتنياهو، قد طلبوا من منتخب الأرجنتين الاجتماع مع ميسي وبعض لاعبي الفريق في مقر إقامة نتنياهو بالقدس، أو حتى في ملعب "تيدي"، قبل بدء المباراة، بحسب "عرب 48". صفعة لنتنياهو من جانبه، أثنى رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب، على قرار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بعد إلغاء المباراة، معتبرًا أنَّها صفعة على وجه نتنياهو. وأكد الرجوب أنَّه سيتم التوجه لبعثة الأرجنتين في فلسطين لتقديم الشكر لها، مثنيا على دور جماهير ولاعبي الأرجنتين، وكذلك برلمانيون وسياسيون أرجنتينيون لوقوفهم مع الجانب الفلسطيني لمنع إقامة المباراة. رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أكد أنَّ إلغاء المباراة صفعة لحكومة إسرائيل، مشيرًا إلى سعي الحكومة الإسرائيلية كي تقام المباراة في القدس بموعدها، إلا أنَّ المنتخب الأرجنتيني وميسي بصفته أيقونة رياضية صفعوا نتنياهو برفضهم إقامة المباراة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". محاولة أخيرة وما زالت جهات إسرائيلية تحاول إنقاذ الموقف وتتواصل في هذه الساعات مع جهات أرجنتينية في محاولة أخيرة، لإثناء المنتخب الأرجنتيني عن قرار الإلغاء. وكان نتنياهو قد حاول التدخل من أجل إنقاذ مباراة منتخب بلاده أمام الأرجنتين التى ألغيت، ولكن محاولاته لم تفلح، بحسب صحيفة "أوليه" الأرجنتينة. وبالنسبة لإسرائيل، إلغاء وصول المنتخب الأرجنتيني للقدس يعني هزيمة لصورة إسرائيل في العالم، وانتصارًا للقضية الفلسطينية، لهذا السبب سارع نتنياهو، إلى مهاتفة الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري طالبا منه التدخل من أجل إنقاذ المباراة والضغط على المنتخب أن يصل إلى القدس، إلا أن الأخير أوضح أن المستوى السياسي لا يتدخل فى قرار اللاعبين. مؤكدا أن اللاعبين هم من اتخذوا القرار ولن يغيروا موقفهم. وتحدثت تقارير أرجنتينية أن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم عرض على المنتخب الإسرائيلي إجراء المباراة الودية في برشلونة، لكن الأمر ليس مؤكدا إلى الآن. وسبق للمنتخب الأرجنتيني اللعب أمام المنتحب الإسرائيلي، عام 1998، وزار آنذاك لاعبو المنتخب مدينة القدس، خاصة الأماكن المسيحية فيها، وهو ما كان مفترضا للاعبي المنتخب الحالي، خاصة ليونيل ميسي.