أم على تلك الحلوى اللذيذة المصنوعة من رقائق عجين واللبن والمكسرات، من يتناولها لأول مرة يدمنها ولا يكف عن تحضيرها، فهل هناك أجمل من هذا المزيج عندما تأكله ساخنا أو باردا حسب رغبتك، ليس هذا فقط بل يمكنك تحضيره بالمنزل بدلا من شرائه، تكلفتها بسيطة وطعمها عظيم، أما عن تسميتها فقد تعتقد أن الفضل يرجع لامرأة تسمى أم علي صنعت تلك الحلوى الشهيرة، لكن المفاجأة أنه وراء تلك الحلوى البسيطة قصة كبيرة بطلتها شخصية تاريخية مشهورة.. إنها شجرة الدر. - انتقام أم علي من شجرة الدر لم تكن شجرة الدر جارية عادية طوال حياتها، لم يلحظ أحد ذلك سوى الملك نجم الدين الذي أظهر إعجابه بها واشتراها، حيث إنها تميزت بالذكاء الحاد، والفطنة، والجمال كما أنها نالت الإعجاب بفنها، إذ كانت متعلمة، تجيد القراءة، والخط، والغناء، وتحول الإعجاب إلى زواج بالفعل.. ويهمك أن تعرف حدوتة القطايف.. يتنافس الطهاة على تحضيرها لنيل رضا السلطان. كان لشجرة الدر دور عظيم حينما توفي زوجها الملك الصالح نجم الدين، حيث أخفت خبر وفاته نتيجة اقتراب الحملة الصليبية من مصر، ومن هنا ظهرت صفات أخرى لها كالذكاء والحنكة السياسية، حيث حافظت على قوة الجيش واندفاعه الذي خرج لمواجهة جيوش لويس التاسع الذي أمر بشن حملة لتصفية المصريين، وأدارت الحرب وسيطرت عليها سيطرة كاملة، كما أن الكنافة حلوى الملوك الحائرة بين مصر والشام. كان لشجرة الدر طموح كبير في حكم مصر، ولكي تصبح زمام الأمور بين يديها تزوجت من الأمير عز الدين أيبك الذي أطلق عليه اسم الملك المعز للتخلص من اعتراض العباسيين لها، لكن هذا الرجل كان متزوجا ولديه ولد أطلق عليه المنصور علي، وكان شرط شجرة الدر للزواج منه أن يطلق زوجته الأولى، وبالفعل قام بذلك، ولكن في نهاية الأمر سحب صلاحياتها وتزوج عليها أيضا. انتقمت شجرة الدر من زوجها بدعوته إلى منزلها وعندما دخل الحمام ضربه مجموعة من الخادمين لديها حتى مات، ومن هنا تبدأ حكاية أم علي، الزوجة الأولى للمعز، التي أرادت الانتقام لزوجها، حيث حرضت ابنها «علي» لقتل شجرة الدر، وفي رواية أخرى تقول إنها حرضت الجاريات على ضرب شجرة الدر بالقباقيب. - حلوى الانتقام وسر التسمية بعد أن أمرت أم علي الجواري بقتل شجرة الدر ضربا بالقباقيب، طلبت من الطباخ إعداد حلوى كانت معروفة في ذلك الوقت ويتناولها الناس للتحلية بعد أكل الشواء، كانت هذه الحلوى معروفة في مصر والشام وتركيا لتوزعها احتفالا بقتل شجرة الدر، ومن هنا سميت تلك الحلوى بأم علي.
