نبحث دومًا في شهر رمضان عن مسلسل كوميدي خفيف نشاهده على الإفطار مع العائلة، ونقضى أوقاتًا نستمتع بها وننسى بها همومنا، والثنائي حسن الرداد وإيمي سمير غانم يقدمان لنا هذه الخلطة السرية بخفة دم وكاريزما في مسلسل «عزمي وأشجان» بعد سلسلة نجاح متكررة كلما اجتمعا معًا، يواصلان فيه تقديم اللون الدرامي الذي يجيدونه جيدًا وهو الكوميديا، حتى لو كان ذلك يعني اقتباس فكرة الفيلم الأمريكي Fun with Dick and Jane للنجم جيم كاري؛ فهل ينجح الثنائي في إضحاك المشاهدين هذا العام؟ عزمي وأشجان ضد Fun with Dick and Jane تدور أحداث "عزمي وأشجان" في إطار كوميدي حول زوجين بنفس اسم المسلسل، كل منهما نصاب والآخر لا يعرف شيئا، لكن حادثة سرقة بنك تجعلهما يعرفان كل شيء عن ماضي الطرف الثاني؛ ف"عزمي" لجأ للجريمة بسبب عملية نصب تعرض لها والده، وأشجان تعلمت التزوير على يد خالها -قام بدوره سمير غانم- ومنذ ذلك الوقت وهما يقومان بعمليات نصب واحتيال. وبعد أن كشف كل من "عزمي وأشجان" أوراقهما لبعض وأنهما نصابان، أقنعت "أشجان" زوجها بضرورة التوبة وحرقا أموالهما الحرام، ولكن بمجرد أن حرقا أموالهما بدأ الدائنون مطالبتهما بسداد ديونهما، وانتهى الأمر بأن باع "عزمي وأشجان" أثاث البيت وانقطعت عنهم الكهرباء وأصبحا يكملان عشاءهما نومًا. يتشابه فيلم Fun with Dick and Jane منذ البداية مع "عزمي وأشجان" في الاسم؛ فكلاهما اختار أن يسمي العمل الفني بأسماء الأبطال؛ "ديك" -قام بدوره جيم كاري، و"جاين" -قامت بدورها تيا ليوني، زوجان يعملان في وظائف عادية، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فبعد أن يعرف "ديك" أنه سيترقى لمنصب نائب الرئيس في شركته، يكتشف أن رئيسه نصاب وأن الشركة أعلنت إفلاسها وأنه أصبح عاطلا، وتبدأ بعدها رحلته للبحث عن وظيفة بشكل كوميدي -كما لنا أن نتوقع من جيم كاري- لكن "ديك" يفشل في إيجاد وظيفة ولا يجد أمامه أي حل لإطعام عائلته سوى اللجوء للسرقة، وتساعده زوجته "جاين" في عمليات السرقة. فكرة متشابهة وتنفيذ مختلف هناك اختلاف أساسي بين "عزمي وأشجان" وFun with Dick and Jane؛ فلا يمكن أن نقارن فيلم ساعتين بمسلسل يمتد لثلاثين حلقة، بالطبع سيقدم المسلسل أحداث أكثر وكوميديا أكثر، فقط لو تغلب على مشكلة بطء الأحداث ومطّها، و"عزمي وأشجان" يتغلبا على هذا المشكلة بارتكاب جريمة كل حلقة، وبفضل حسهم الكوميدي و"الكيميا" التي تجمع بينهما نستمتع بكل حلقة، دون أن نفكر ما الجديد الذي قدموه في هذه الحلقة؛ فحتى الآن صدرت 6 حلقات من المسلسل يمكن اختصارهم كلهم في ساعتين كما في فيلم Fun with Dick and Jane، خاصةً وأننا بالفعل نعرف قصة "عزمي وأشجان" من الفيلم ويمكننا من الآن أن نتوقع أن نهايتهما ستكون التوبة، لماذا إذن لم يقدم المسلسل في هيئة سيت كوم بدلًا من مسلسل كامل؟ جرعات تسلية مكثفة لا يمكننا إنكار أن مسلسل "عزمي وأشجان" يقدم جرعات تسلية واضحة، خاصةً عندما تضم الحلقة ضيف شرف مثل محمد لطفي، كما حدث في الحلقة الخامسة، التي اقتبست فكرتها من فيلم "الكيف" وظهر فيها "لطفي" بدور تاجر مخدرات يطلب من الرداد أن يطبخ له، لكن يحدث سوء فهم فتطبخ إيمي كيك شوكلاتة، بينما لطفي يريدهما أن يطبخا له حشيشا، سوء التفاهم و"القلش" على فيلمي "الكيف" و"شمش الزناتي"، جعل الحلقة أكثر من جيدة، وأضاف لها لمسة أصالة افتقدناها طوال المسلسل بعد اقتباس فكرته من الفيلم الأمريكي Fun with Dick and Jane، بل واقتباس مشاهد بالكامل منه، مثل مشهد قطع الكهرباء، وبيع أثاث المنزل. إيمي والرداد والتقليب في الدفاتر القديمة نعود لسؤال ما الجديد الذي قدمه الثنائي في هذا العمل، صحيح أنهما مسليان حتى الآن، لكن الفكرة مكررة والاعتماد على "الكيميا" التي تجمعهما وكاريزما حسن الرداد لن يدوم، إذا لم تجتمع بكوميديا موقف وسيناريو متماسك، وهو ما لا نراه حتى الآن؛ فالمؤلفان محمد محمدي وأحمد محيي يقدمان كوميديا الإفيهات المشابهة لجلسة مجموعة من الأصدقاء على القهوة، لا شيء يعيب الإفيهات سوى أن الجمهور لن يحتمل ثلاثين حلقة من الإفيهات طوال رمضان. لجوء حسن الرداد وإيمي للخيار الآمن دائمًا بتقديم كوميديا الإيفيهات و"القفشات" لأن الجمهور يحبها لن يستمر طويلًا؛ فالجمهور سيمل حتمًا من تكرار نفس الأداء؛ فإيمي سمير غانم تقدم نفس تعبيرات الوجه التي تقدمها في معظم أعمالها.. السؤال هنا هل سيستمر الثناني في التقليب في دفاترهما القديمة وتقديم أعمال تشبه أعمال سابقة نجحت لهما، أم أنهما سيغيران جلدهما في عمل جديد قادم حتى لو كان ذلك يعني انفصالهما فنيًا؟