في ميلاده ال37.. كيف أصبح كاسياس «قديس» ريال مدريد؟

«عاش مذاق القمة وحسرة الانخفاض إلى الأسفل.. جرب أقصى درجات الألم، وشفي بصرخات الفرحة.. خاض الكثير من الانكسارات حتى أصبح القديس.. فالكبوات أيضًا تصنع أبطالًا خارقين».. تصنع إيكر كاسياس، الذي يحتفل اليوم الأحد، بعيد ميلاده ال37، بعد مسيرة حافلة له بالملاعب الأوروبية والعالمية، حقق خلالها كل البطولات المحلية والأوروبية والقارية والدولية مع الفريق الملكي والماتادور، ليحفر لنفسه مكانة كبيرة لدى الجماهير الإسبانية التي أطلقت عليه لقب القديس نظرا لالتزامه الشديد داخل الملعب وخارجه.
ولد إيكر كاسياس فرنانديز، الشهير بإيكر كاسياس الحارس التاريخي لريال مدريد، في ال20 من مايو عام 1981 بمدينة موستوليس بإسبانيا لأب يدعى خوسيه لويس كاسياس وكان يعمل موظفا مدنيا بوزارة التعليم وأم تدعى ماريا دي كارمن فرنانديز جونزاليس وكانت تعمل كمصففة شعر ولديه أخ يدعى يوناي يصغره بسبع سنوات، واعتاد اللعب في مركز خط الوسط بنادي موستوليس وانتقلوا للعيش ببلدية نافالاكروز بمقاطعة آبلة، وهو متزوج من الصحفية الرياضية سارة كاربونيرو منذ عام 2009 وأنجبا ابنهما مارتن في يناير 2014.
- بدايته الكروية:
بدأ كاسياس مسيرته الكروية وهو في التاسعة من عمره في موسم 1990/1991 بمدرسة الفابريكا (قطاع الناشئين بريال مدريد) التي ظل بها حتى تم استدعائه للفريق الأول في 27 نوفمبر 1997 وهو في السادسة عشر من عمره لمواجهة فريق روزنبرج النرويجي في دوري أبطال أوروبا، وقاد الفريق الملكي وهو في التاسعة عشر من عمره للتتويج بدوري أبطال أوروبا عام 2000 على حساب فالنسيا ليصبح كاسياس أصغر حارس مرمى في تاريخ البطولة يقود فريقه للمباراة النهائية والتتويج بالبطولة.
في موسم 2001/2002 وبسبب تراجع مستواه، فقد كاسياس مركزه الأساسي لصالح سيزار سانشيز الذي أصيب في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باير ليفركوزن ليتولى كاسياس حراسة المرمى بدلا منه ويقود الريال للتتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة التاسعة في تاريخ الملكي والثانية له مع الريال.
كما قاد كاسياس ريال مدريد للتتويج باللقب العاشر لدوري أبطال أوروبا موسم 2013-2014، بعد غياب هذه البطولة عن الفريق الملكي ليصبح أهم حارس في تاريخ ريال مدريد في الخمس عشر سنة الأخيرة.
ألقابه مع الريال:
حرس كاسياس عرين ريال مدريد طوال 16 عامًا منذ عام 1999 حتى عام 2015 في 725 مباراة محلية وقارية، قاد الملكي فيها للتتويج ب18 بطولة، حيث فاز معه ببطولة الدوري 5 مرات مواسم: 2000/2001 و2002/2003 و2006/2007 و2007/2008 و2011/2012 وبكأس إسبانيا موسمي: 2010/2011 و2013/2014 وبكأس السوبر الإسباني 4 مرات أعوام: 2001 و2003 و2008 و2012 وبدوري أبطال أوروبا 3 مرات مواسم: 1999/2000 و2001/2002 و2013/2014 وبكأس السوبر الأوروبي عامي 2002 و2014 وبكأس العالم للأندية 2014 وبكأس الإنتركونتيننتال 2002.
مسيرته الدولية:
انضم كاسياس للمنتخب الإسباني عام 2000 وظل يمثله حتى عام 2014، لعب خلال هذه الفترة 116 مباراة دولية منها 36 مباراة كأس عالم و8 مباريات كأس العالم للقارات و34 مباراة في أمم أوروبا (اليورو)، كما قاد منتخب بلاده للتويج ببطولتي اليورو 2008 و2012 وبكأس العالم 2010.
رحيل كاسياس عن النادي الملكي لم يأت بالطريقة المناسبة، حيث جاء بعد دخوله في مناوشات وصدامات عنيفة، مع المدرب البرتغالي المثير للجدل جوزيه مورينيو في آخر مواسمه مع الريال عام 2013، حيث أجلسه طوال ذلك الموسم احتياطيًا للحارس دييجو لوبيز، قبل أن يأتي كارلو أنشيلوتي مدربًا للفريق ويعتمد عليه فقط في الكأس وبطولة أوروبا، ويستمر لوبيز في الدوري، ليقرر بعدها القديس الرحيل إلى البرتغال للعب مع بورتو في صيف 2014 بعد تكريم ضعيف أشبه بالإهانة من إدارة الريال لأحد أساطير الفريق الكبار.
أما عن مواقفه الطريفة والغريبة فكان هناك الكثير منها، جاء أبرزها عندما التقطته عدسات الكاميرا وهو نائم على مقاعد البدلاء خلال مواجهة الريال أمام إسبانيول في موسم 2012-2013، والتي انتهت بتعادل الفريقين 1-1، وكان ذلك بسبب حزنه على جلوسه على دكة البدلاء وخروجه من حسابات مورينيو، حيث فضل النوم على متابعة المباراة وكأنه يبعث برسالة واضحة للجميع.