نعم إنه موسم حصاد الجنود المنشقين والأساتذة الأكاديميين فى سوريا، وتنفيذا لرغبة الأسد فى إراقة مزيد من دماء السوريين، قامت قواته صباح أمس (الثلاثاء)، تدعمها الدبابات والمروحيات باقتحام بلدة الرستن قرب حمص بعد قتال مع منشقين من الجيش، وذلك بعد أن قصفتها ليلا بالرشاشات الثقيلة فى أعقاب حصار دام ليومين، كما شهدت بلدة تلبيسة بمحافظة حمص إطلاق نار كثيف مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى. وبعد أن تذوق الأسد «ابن أبيه» طعم دماء السوريين الأحرار من ناشطين وفنانين ومثقفين وعسكريين وحتى الأطفال، يبدو أنه قرر تجربة طعم دماء الأكاديميين، فافترست قواته، أول من أمس، 15 شخصا من بينهم اثنان من الأساتذة الجامعيين المعارضين للنظام، هما: د.محمد على عقيل نائب عميد كلية الهندسة بجامعة البعث، والعميد الركن نائل الدخيل مدير كلية الكيمياء العسكرية فى المدينة. القبضة الأمنية الغاشمة لم تمنع استمرار المظاهرات التى تطالب برحيل النظام، ويشارك فيها تلاميذ المدارس الذين فقدوا رفاقهم أو آباءهم بنيران الأمن والشبيحة، بينما تحولت مدارسهم إلى مراكز اعتقال وتعذيب، لكن احتجاجات السوريين السلمية شهدت أكثر من تطور نوعى، فبدأت طالبات المدارس الثانوية المشاركة فى المظاهرات كما حدث بداريا، كما بدأ بعض المتظاهرين برفع لافتات تطالب بفرض حظر جوى على البلاد، لكن آخرين شمال مدينة حمص كانوا أكثر جرأة وبدؤوا بشن غارات بأسلوب حرب العصابات على حواجز الطرق التى يحرسها مسلحون موالون للأسد. أما الإعلام السورى الرسمى فما زال على عهده بإنكار وجود احتجاجات شعبية فى البلاد، والحديث عن مؤامرة تنفذها «عصابات مسلحة» قتلت المئات من رجال الأمن، وهو ما اتفق مع كلمة وزير الخارجية السورى وليد المعلم، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال اجتماعها السنوى بنيويورك، حيث طالب بوقف التدخل الخارجى الذى قال إنه وراء المظاهرات المناهضة للحكومة، وأن بلاده تصدت تاريخيا للعديد من المحاولات الهادفة إلى انحرافها عن المسار الوطنى الذى اختارته ولتحجيم دورها فى المنطقة. وإلى اليمن حيث لا تزال الأوضاع مشتعلة مع استمرار الاشتباكات، فى أعقاب عودة الرئيس اليمنى إلى البلاد، كان هناك تصعيد جديد، حيث نجا وزير الدفاع اليمنى محمد ناصر أحمد، أمس (الثلاثاء)، من هجوم انتحارى بسيارة مفخخة فى عدن كبرى مدن جنوب اليمن، وذكر مسؤول أنه تم تفجير العربة الملغومة عن بُعد وأصيب 7 جنود كانوا يستقلون العربة الأولى فى القافلة وكان الوزير فى العربة الثانية.