بعد الكشف عن تورط حزب الله اللبناني "الذراع الإيراني" في علاقات مشبوهة مع جبهة البوليساريو الشعبية ضد المغرب، خرجت الأخيرة لتعلن استعدادها إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع المملكة من أجل احتواء الأزمة وإنهاء الصراع المستمر منذ 43 عامًا. ورغم أن المغرب، أكد في وقت سابق، أنه لا مفاوضات مع جبهة البوليساريو، وذلك بعد الكشف عن العلاقة المشبوهة مع ذراع إيران، إلا أن الأخيرة أبدت استعدادها الدخول في مفاوضات مباشرة. البشير مصطفى السيد، وزير الداخلية في البوليساريو قال: إن "الجبهة تريد التوصل إلى حل سلمي لقضية الصحراء الغربية يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير وفقًا للقانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الصحراوية"، وفقًا ل"سبوتنيك". ورغم أن القيادي في البوليساريو، أبدى ترحابا لإنهاء النزاع حول الصحراء الغربية، إلا أنه زعم بأن المغرب ينوي الهروب من طاولة المفاوضات، لاعتقاده بأن الجبهة تدعم الإرهاب. اقرأ أيضًا: تحسبًا لمواجهات مع «البوليساريو».. هل ينسحب المغرب من التحالف العربي؟ وسرعان ما تجاوبت الحكومة المغربية مع تصريحات القيادي في البوليساريو، حيث قال: إن "ما تروجه الجبهة بشأن إجراء مفاوضات مباشرة هو محاولة يائسة للتغطية عن انتكاساتها، خاصة بعد القرار الأممي الأخير". كان هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، قد أعلن استئناف جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في يناير الماضي بعد سبع سنوات من الجمود، حيث إن آخر جلسة مفاوضات "غير مباشرة" بين الطرفين، كانت عقدت بمانهاست الأمريكية في يونيو 2011. لكن مصدرا حكوميا أكد أنه ليست هناك أي مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو حول قضية الصحراء المغربية، حسب القدس العربي. اقرأ أيضًا: المغرب يقطع علاقاته مع إيران بسبب دعمها لجبهة البوليساريو تصريحات المسؤولين في المغرب تؤكد عدم تراجعها عن موقفها بشأن انتزاع الصحراء الغربية من قبضة الجبهة الشعبية "البوليساريو" والتي تعتبرها المملكة إرهابية. واليوم يبدو أن الصراع أشد من مرحلة ما بعد انسحاب الاستعمار الإسباني من الصحراء، نظرا لأن المغرب الذي يسيطر على 80% من أراضي الصحراء الغربية، يرفض الاستفتاء ويقترح حكما ذاتيًا، أما جبهة البوليساريو التي تتخذ نحو 20% من الصحراء مناطق لها ترفض ذلك المقترح. السؤال الأبرز هنا.. هل تمتلك البوليساريو إمكانيات عسكرية تؤهلها لخوض حربا ضد المغرب؟ المعلومات القليلة المتوفرة، تؤكد أن البوليساريو لا تملك سوى عتاد عسكري سوفييتي الأصل، يعود إلى الحقبة التي كان يدعم فيها القذافي الجبهة، حسب موقع "مغرس" المغربي. اقرأ أيضًا: البوليساريو تتحدى المغرب: ليس لديكم أي دليل على الدعم الإيراني وحسب مصادر موريتانية وجزائرية، فإن أسلحة الجبهة تتكون أساسا من "دبابات تي 54 وتي 62، دمرت القوات المسلحة الملكية العشرات منها، وناقلات الجنود المدرعة من نوع بي إم بي 1 BMP1، وراجمات صواريخ جراد BM21، وبطاريات دفاع جوي من نوع SAM6 و SA8 GECKO، ثم مدافع متنوعة غالبيتها من نوع D30 عيار 130 ملم. خبراء عسكريون أكدوا أن هذا العتاد لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يصد جيشًا يمتلك سلاح جو متطورا ومدفعيات ثقيلة بعيدة المدى. فيما يقول مراقبون: إن "الخطر الوحيد الذي قد يشكله البوليساريو سيكون من خلال عرباته الرباعية الدفع السريعة الحركة التي قد تستخدم في عمليات كر وفر سريعة أو عمليات انتحارية". وتنازعت جبهة البوليساريو والمغرب على إقليم الصحراء، منذ عام 1975، حين انتهى الاحتلال الإسباني للمنطقة، وتحول الخلاف إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
