اتهمت وسائل الإعلام الرسمية السورية، إسرائيل بإطلاق صواريخ على هدف قرب دمشق يوم الثلاثاء، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، وهى خطوة دفعت إسرائيل لإعلان حالة التأهب القصوى. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه بعد رصد نشاط غير معتاد للقوات الإيرانية في سوريا، أصدر تعليمات للسلطات المدنية في مرتفعات الجولان بتجهيز المخابئ ونشر دفاعات جديدة وتعبئة بعض قوات الاحتياط، حسب رويترز. وقال مسؤولون إن الجنرال جادي أيزنكوت، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، ألغى مشاركة مزمعة في مؤتمر أمني دولي واجتمع مع وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان وقادة آخرين للأمن الوطني. ولاقى موقف ترامب من الاتفاق النووي ترحيبا من إسرائيل، لكنه أثار المخاوف من احتمال اندلاع حرب في المنطقة. وخلال ساعتين من إعلان البيت الأبيض، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن انفجارات وقعت في منطقة الكسوة جنوبي دمشق، وأضافت أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصاروخين إسرائيليين ودمرتهما. وقال قائد في التحالف الإقليمي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد لرويترز، إن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت قاعدة للجيش في الكسوة دون أن يتسبب ذلك في سقوط قتلى أو جرحى. وعندما سألت عن تلك التصريحات قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي «لا نرد على أي تقارير خارجية». اقرأ أيضا: «العرب وإسرائيل Vs أوروبا وطهران».. كيف تعامل العالم مع انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي؟ وتساعد إيران وجماعة حزب الله اللبنانية الأسد في الصراع الذي تشهده سوريا منذ أكثر من سبع سنوات، وتشن إسرائيل من حين لآخر ضربات جوية ضدهما للحيلولة دون تشكيل جبهة لبنانية سورية على حدودها الشمالية، وأدت ضربة في التاسع من أبريل إلى مقتل سبعة عسكريين إيرانيين في قاعدة جوية سورية، وألقت إيران باللائمة على إسرائيل وتعهدت بالرد. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الأمر الذي صدر يوم الثلاثاء بتجهيز المخابئ في مرتفعات الجولان لم يسبق له مثيل خلال الحرب الأهلية السورية، وأضافت وسائل الإعلام المحلية أن إسرائيل نشرت منظومة الدفاع الجوي القصيرة المدى (القبة الحديدية) في مرتفعات الجولان، مما يشير إلى أن الهجوم المتوقع قد يكون بصواريخ أرض أرض أو بقذائف المورتر. وألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة في التلفزيون، أشاد فيها بسياسة ترامب تجاه إيران وأشار إلى التوترات بشأن سوريا، وقال «لأشهر الآن تنقل إيران أسلحة مدمرة لقواتها في سوريا بهدف ضرب إسرائيل، وسنرد بقوة على أي هجوم على أراضينا». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان على تويتر إنه تحدث مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس وإنه أطلعه على التطورات في المنطقة. اقرأ أيضا: نواب إيرانيون يحرقون علم الولاياتالمتحدة: الموت لأمريكا سياسي سوري: الجيش أفشل محاولة إسرائيلية لتقديم دعم عاجل للإرهابيين من جانبه، وصف القيادي في اتحاد القوى السورية، الدكتور أحمد السعيد، القصف الإسرائيلي في ريف دمشق، بأنه كان دعما سريعا وعاجلا للتنظيمات الإرهابية، ولكن الجيش العربي السوري أفشل هذا الدعم. وقال السعيد، في تصريحات خاصة ل"سبوتنيك"، إن إسرائيل عودتنا، خلال سنوات الحرب الماضية ضد الإرهاب، على محاولاتها الدائمة لمساعدة الإرهابيين كلما كان تقدم الجيش العربي السوري ضدهم ملحوظا، بهدف عرقلة هذا التقدم، وعدم السماح لجيشنا بتحقيق أي انتصارات. وأضاف القيادي في اتحاد القوى السورية، أن الحديث عن استهداف إسرائيل لموقع عسكري إيراني، أو موقع سوري، أو غيرها، هو محاولة لتحريف الجريمة وتأويلها، فالجميع في سوريا يقاتلون ضد الإرهاب، وتوجيه السلاح ضد أي طرف يتعاون مع الدولة السورية، هو في حد ذاته دعم مباشر للتنظيمات الإرهابية في سوريا. وشدد السعيد على ضرورة أن يكون هناك رد من جانب سوريا، لتعلم إسرائيل أنها لا يمكنها أن تستمر في اعتداءاتها دون رادع، ولكن هذا الرد يجب أن يكون مرتبا لكي تتمكن سوريا من الحصول على تأييد دولي في المحافل الأممية، خاصة أن هذا الانتهاك ليس الأول من نوعه، فخلال شهر أبريل الماضي وحده، اعتدت إسرائيل مرتين على سوريا. ولفت السياسي السوري إلى أن من يقولون إن إسرائيل تستفز إيران داخل سوريا، معهم كل الحق، فإسرائيل تنتظر من إيران ردا على هذه الاعتداءات، وهي في الأساس تتوقع انتقاما من إيران لجنودها الذين قتلوا في الاعتداء الإسرائيلي على مطار التيفور العسكري، ولكن يجب أن يدركوا أيضا أن كل هذه الأمور تأتي في إطار الأزمة الأم، وهي خدمة الإرهاب في سوريا. وأعلنت وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء أن وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربى السوري تصدت لعدوان إسرائيلي بصاروخين، وتمكنت من تدميرهما في منطقة الكسوة بريف دمشق، حسب مصدر عسكري للوكالة. بدوره أفاد مصدر طبي في درعا باستشهاد المواطن هشام حمدي مزعل الديري وزوجته من أهالي الشيخ مسكين، إثر الانفجار الناجم عن التصدي لصواريخ العدوان الإسرائيلي قرب منطقة الكسوة على أوتستراد دمشق درعا. وكانت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدت في ال9 من أبريل لعدوان إسرائيلي بصواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية على مطار التيفور بريف حمص الشرقي تلاه في ال14 من الشهر ذاته التصدى لعدوان ثلاثي شنته الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا على عدد من المواقع السورية. وحسب الوكالة السورية، فإن العدوان الإسرائيلى الجديد، جاء بالتزامن مع اقتراب تطهير محيط دمشق من أي وجود إرهابي، حيث يواصل الجيش عملياته العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة الحجر الأسود.