تشهد العلاقات الأمريكية التركية توترًا نتيجة سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان تجاه المعارضة، والقمع وعدم احترام حقوق الإنسان، بخلاف العمليات المسلحة التي يشنها الجيش التركي ضد جماعات موالية لواشنطن في سوريا. ونتيجة لذلك، أصدر أعضاء بمجلس النواب الأمريكي، مشروع قانون الدفاع السنوي بقيمة 717 مليار دولار، تشمل جهود التنافس مع روسيا والصين، وإجراء لوقف مبيعات الأسلحة مؤقتًا إلى تركيا. ومن المقرر أن تناقش لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأسبوع المقبل، مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني السنوي، الذي يحدد مستوى الإنفاق الدفاعي ويضع السياسات التي تتحكم في كيفية استخدام التمويل، حسب "بي بي سي". وسيطلب مشروع القانون من وزارة الدفاع، تزويد الكونجرس بتقرير عن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوتركيا، الأمر الذي يوقف بيع أي معدات دفاعية لحين اكتمال التقرير. اقرأ أيضًا: «الحكم الطائش وتهديد مصالح أمريكا».. ترامب يعاقب أردوغان ويستخدم مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني لمجموعة واسعة من الإجراءات السياسية، علاوة على تحديد كل شيء من مستويات الأجور العسكرية إلى تحديث وشراء السفن والطائرات. في المقابل، توعد وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، الولاياتالمتحدة بالرد الفوري حال سنت الولاياتالمتحدة قانونًا بوقف مبيعات السلاح لها. ووصف تشاووش أوغلو، الاقتراح في مشروع القانون بالخاطئ وغير المنطقي، مؤكدا أنه لا يليق بالحلفاء في حلف شمال الأطلسي، مهددا بالقول: "إذا فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات علينا أو اتخذت مثل هذه الخطوة قطعا سترد تركيا"، حسب "سي إن إن تورك". وتعتزم تركيا شراء أكثر من 100 مقاتلة إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، كما تجري محادثات مع واشنطن بشأن شراء صواريخ باتريوت. اقرأ أيضًا: «إس 400» الروسية تضع العلاقات التركية الأمريكية على حافة الهاوية كانت تركيا وقعت اتفاقًا مع روسيا في ديسمبر الماضي لشراء بطاريات صواريخ إس-400 سطح جو ضمن خطط أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية وسط تهديدات من المقاتلين الأكراد والمتشددين الإسلاميين في الداخل، وصراعات على حدودها في سوريا والعراق. خطورة شراء تركيا منظومة دفاعية جديدة من روسيا، أججت الخلافات بين الولاياتالمتحدة من ناحية، وحلفاء الناتو من ناحية أخرى، مما دفعهم إلى تحذير أنقرة من عواقب غير محددة. وأبدى وزير الخارجية التركي رفضه للتدخل الغربي في شؤون أنقرة، مؤكدًا أن علاقة تركيا واتفاقاتها مع روسيا ليست بديلا لعلاقاتها مع الغرب، متهما الولاياتالمتحدة بمحاولة السيطرة على تحركات تركيا. وقال: "تركيا ليست دولة تسير بأوامركم.. إنها دولة مستقلة، فالحديث معنا وإملاء ما يمكن أو لا يمكن شراؤه توجه غير صحيح ولا يتناسب مع تحالفنا". لكن سرعان ما رد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية، على تصريحات نظيره التركي، قائلَا: إن "الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء قرار أنقرة شراء بطاريات صواريخ إس-400 الروسية". اقرأ أيضًا: تركيا تصفع واشنطن مجددًا.. وتتعاقد على منظومة «بانتسير- إس1» الروسية وطالب بومبيو الإدارة التركية بالعدول عن قرار شراء المنظومة الروسية، مقابل توريد طائرات إف -35، وأنظمة باتريوت الدفاعية، إلا أن الأخير رفض، واعتبر أن الخطوة الأمريكية هي تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة. ورغم الضغوط التي تمارسها واشنطن ضد تركيا، لإثنائها عن شراء منظومة "إس 400" الروسية، والتهديد بوقف تسليمها طائرات إف 35 جوينت سترايك، فإن أنقرة قررت تجاهل الولاياتالمتحدة. حيث أعلنت روسيا استعدادها لبيع منظومة الدفاع الجوي الحديث Pantsir-S1 إلى تركيا، في تحدٍ واضح للإدارة الأمريكية. رئيس الدائرة الفيدرالية الروسية للتعاون التقني والفني الروسي، دميتري شوجاييف، أكد أن روسيا مستعدة لبيع هذه المنظومة لتركيا من أجل حماية منظومة S-400 التي ستحصل عليها أنقرة، حسب روسيا اليوم. يمكن القول، إن عواقب التنازلات الاستراتيجية التركية لموسكو، قد يعرضها إلى عقوبات من قبل أمريكا، قد تؤثر بشكل سلبي على مشاركة أنقرة في برنامج "إف-35".