لعبت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دورًا في عدد من القرارات الحاسمة في رئاسته، بداية من قرار إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، مايو 2017. كما التقت إيفانكا التي تشغل منصب مستشارة للرئيس في البيت الأبيض، مع محام روسي في برج ترامب خلال حملته الانتخابية. ومع ذلك، لم تواجه إيفانكا، والتي ضغطت على والدها لتعيين بول مانافورت، وهو رجل يواجه الآن تهم غسل الأموال والاحتيال، كمدير لحملته الانتخابية، أي استجواب من قبل المحقق الخاص روبرت مولر. حيث أشارت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إلى تساءل عدد من موظفي البيت الأبيض السابقين، الذين تعرضوا للتحقيق، عن السبب وراء عدم التحقيق مع إيفانكا حتى الآن. اقرأ المزيد: صفقة بين «جاريد كوشنر» ورجل أعمال قطري وراء هجوم «ترامب» على الدوحة حيث قال أحد مستشاري البيت الأبيض السابقين الذي كان على خلاف مع أبناء ترامب، "لقد شاركت في كل شيء، هذا غريب"، وحتى الآن، يروج أعداء إيفانكا ترامب، لفكرة أنها قد تكون "هدفا" للتحقيق الذي أجراه مولر، وبالتالي لم يتم استدعاؤها كشاهد. لكن موظفي وزارة العدل قالوا إن حقيقة أنه لم يتم النظر في أمرها بعد، تشير إلى نهج مولر في تجنب إثارة العديد من القضايا في نفس الوقت، أكثر من كونها إشارة إلى عدم تورطها في الأحداث التي يقوم عليها التحقيق الروسي. وصرحت إليزابيث دي لا فيجا، وهي مدع عام اتحادي سابقة بأن "مولر سيعلم أن محاولة التحقيق مع إيفانكا ستثير غضب والدها دونالد ترامب"، مضيفة أن "فريق مولر قد يرغب في الانتظار حتى اللحظة الأخيرة قبل اتخاذ هذه الخطوة". وأشار مسؤول سابق في وزارة العدل إلى أن التحقيق مع إيفانكا ترامب، سيكون محفوفًا بالمخاطر لسببين، الأول أنه سيعطي الرأي العام انطباعًا بأن التحقيق قد بلغ مرحلة مضايقة أعضاء أسرة الرئيس، مما يمنح ترامب فرصة لانتقاد التحقيق، واتهامه بعدم الحيادية. اقرأ المزيد: أسئلة «مولر» تحاصر الرئيس الأمريكي السبب الثاني، أن القرار سيثير احتمالية أن يغضب الرئيس ويستخدم صلاحياته، في العفو عن المتهمين أو إقالة المحقق الخاص. وترى المجلة الأمريكية، أن فريق مولر يعمل بطريقة آمنة، في الوقت الحالي، فيما يتعلق بالتحقيق مع المقربين من ترامب، حيث تم التحقيق مع صهره جاريد كوشنر مرة واحدة فقط في قضية لقائه مع السفير الروسي خلال الفترة الانتقالية، في غضون ذلك، لم يتم التحقيق مع أي من أفراد العائلة الرئاسية. وقال ماثيو ميلر المتحدث السابق باسم وزارة العدل، إنه "هناك تفسيرين محتملين"، وهو "أنه من الممكن أن يكون تم التحقيق مع أشخاص آخرين كانوا مشاركين في الأحداث نفسها، التي كانت إيفانكا متورطة فيها، أو أنهم يدخرون التحقيق مع أفراد العائلة حتى النهاية". ويبدو أن مولر سيسعى خلال المقابلة المتوقعة مع ترامب، والتي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قائمة تضم الأسئلة المتوقع توجيهها لترامب خلالها، إلى الكشف عن العلاقات والأحداث المتورط فيها أفراد أسرته. حيث تبحث أحد الأسئلة عما عرفه ترامب خلال الفترة الانتقالية، عن جهود كوشنر لإقامة قناة اتصال خلفية مع روسيا، وهو ما يثير احتمالية أخرى، وهي أنه لم يتم التحقيق مع إيفانكا، لأن كوشنر زوجها، قيد التحقيق، حيث ستكون محمية بامتياز عدم الرد على أي أسئلة قد تجرم كوشنر. اقرأ المزيد: لماذا أصبح لقاء «مولر» حقل ألغام لترامب؟ فيما أوضح مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن إيفانكا ترامب كانت بالفعل حاضرة في بعض اللحظات المهمة، التي يدور حولها التحقيق الروسي، لكن لم يكن لها دور. حيث كانت بالقرب من الرئيس خلال عطلة نهاية الأسبوع التي اتخذ خلالها قرار إقالة كومي، لكنهم يقولون إنها كانت تلعب مع أطفالها، وليست تحاول إقناع الرئيس الإطاحة بمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي. ومثل مولر، رفض الجمهوريون الذين يسيطرون على لجان الكونجرس التي تحقق في التدخل الروسي في انتخابات عام 2016، استدعاء إيفانكا ترامب لإجراء مقابلة معها، غير أن المشرعين الديمقراطيين في الكونجرس لم يقبلوا الحجة القائلة بأنها لن تكون ذات فائدة لهم أو لمولر. حيث قال النائب الديمقراطي آدم شيف، عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب إنه "سيكون من المفيد أن يتم استدعاؤها لتقديم شهادتها". وأضاف شيف أنه "إذا كانت هناك معلومات موثوقة تفيد بأن إيفانكا ترامب قد اتصلت بأي من المشاركين في ذلك الاجتماع، في وقت انعقاده فيجب إحضارها للإدلاء بشهادتها".