عانت الشعوب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مرارة القهر طويلا، عشرات السنين والجميع يتألم من الظلم ويصبر، لكن مجموعة من الشباب رأت أنه للصبر حدود، لم يخشوا بطش الأجهزة الأمنية ووجدوا في أنفسهم الشجاعة الكافية لتحدي الطغاة وإطلاق صرخة الحرية التي إستجابت لها الشعوب وخرجت لتنادي بسقوط «أعضاء نادي الديكتاتوريين العرب»، ثورات تفجرت ومنطقة تغيرت للأبد بلوحة رائعة أطلق عليها العالم إسم «الربيع العربي». المعهد الدولي لأبحاث السلام بالعاصمة النرويجية أوسلو يبدو أنه لا يعتبر نشطاء ثورة 25 ينايرعملاء، وإنما يراهم أبطالا غيروا مستقبل المنطقة وساهموا في كنس تاريخها المظلم، ومن أجل هذا قال مدير المعهد «كريستيان بيرج هاربفيكن» إن ترشيحين من مصر يتقدمان على باقي المتنافسين للحصول على جائزة نوبل للسلام هذا العام هما: إسراء عبد الفتاح مع حركة 6 أبريل، والآخر هو الناشط وائل غنيم. وقد أوضح المدير رغم ذلك في مقابلة هاتفية مع جريدة الواشنطن بوست الأمريكية«أن المعهد يقوم بتقييم المرشحين لكنه لا يساهم في إختيار الفائز». كما أن الإطاحة بالتونسي زين العابدين بن علي أشعلت شرارة الربيع العربي التي إمتدت لمصر لتخلع الديكتاتور مبارك بعد 30 عاما قضاها في حكم البلاد، وهاهم السوريون يطاردون الأسد واليمنيون يهددون سيادة صالح، فيما يستعد الليبيون لتشكيل أول حكومة لمرحلة ما بعد القذافي. «كريستيان بيرج» قال«إن الربيع العربي هو الإتجاه الرئيسي الذي يسيطر على جائزة هذا العام، واللجنة عازمة على أن تكون في تناغم مع التطورات الدولية الراهنة، وحتى إستخدام الجائزة لتؤثر في الأحداث الجارية». وقد ساهمت إسراء عبد الفتاح الناشطة والمدونة المصرية في تأسيس حركة 6 أبريل عبر الفيسبوك في 2008، ووائل غنيم مدير التسويق الإقليمي لجوجل ساعد في إنشاء الموقع الإلكتروني للزعيم المعارض وقتها محمد البرادعي، وساهم جهاز أمن الدولة من خلال إعتقاله ل11 يوما وقت الثورة في تحويله لبطل في نظر ثوار التحرير، هكذا تصف البوست المرشحين المصريين. في مارس الماضي كشف معهد نوبل بأوسلو أن المرشحين لجائزة السلام هذا العام بلغوا رقما قياسيا 241 مرشحا من بينهم 53 منظمة، لكن المعهد لم يكشف وقتها أسماء المرشحين. لجنة نوبل النرويجية المكونة من 5 أعضاء هي التي تختار الفائز، وتعتمد الحفاظ على سرية مداولاتها حتى موعد إعلان القرار في السابع من أكتوبر كل عام، ليتسلم الفائز جائزته بعدها في إحتفال يقام في أوسلو يوم 10 ديسمبر، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى وفاة مؤسس الجائزة رجل الصناعة السويدي«الفريد نوبل» عام 1896، بعد أن أقر في وصيته بمنح هذه الجوائز سنويا في 5 مجالات هي السلام والفيزياء والطب والكيمياء والأدب.