يأتي فصل الربيع مع الحساسية أيضًا، فالأشياء المشتركة التي تحدث في هذا الوقت من السنة هي الحساسية والمشكلات المتعلقة بها، والسبب في ارتفاع نسب الإصابة بالحساسية بشدة في الربيع هو أن كل الأشجار والنباتات تتفتح وتحمل الرياح حبوب اللقاح من الزهور وتنتهي في أنفنا وأعيننا ورئتينا، فتتفاعل الخلايا المناعية في أنسجة الجسم مع حبوب اللقاح وتنتج مادة "الهيستامين"، وهي مادة كيميائية تسبب تسرب السوائل من مجرى الدم وإلى الأنسجة. وإنتاج مادة الهيستامين تتسبب في تورم الأنف وإنتاج المخاط، (اقرأ أيضًا: دليلك لفهم حساسية الأنف وهكذا يمكنك حماية طفلك)، وتسبب احمرار العينين وإفراز الدموع، وفي الرئتين تؤدي إلى تورمهما والصفير وإنتاج المخاط، ومادة الهيستامين أيضا مسئولة عن الحكة التي تحدث في العينين والأنف والحنجرة. وحساسية الصدر، يطلق عليها أيضا حساسية الربو، عبارة عن زيادة في النوبات لمريض الربو خلال فصل معين، فالبعض يصابون بها في الشتاء أيضا، ولكن النسبة الأكبر تعاني من حساسية الربو في الربيع وتشمل أعراض حساسية الربو: - السعال من الربو غالبا ما يكون أسوأ في الليل أو في الصباح الباكر، ما يسبب صعوبة في النوم. - صفير يحدث عندما يتنفس طفلك. - ضيق الصدر، حيث يشعر طفلك كأن شيئا ما يجلس أو يضغط على صدره. - ضيق في التنفس، فبعض الأشخاص الذين يعانون من الربو يقولون إنهم لا يستطيعون التقاط أنفاسهم، فقد تشعر أنك لا تستطيع أن تخرج الهواء من رئتيك. ليس كل الأشخاص الذين يعانون من الربو لديهم هذه الأعراض، وبالمثل وجود هذه الأعراض لا يعني دائما أن طفلك مصاب بالربو، وأفضل طريقة لتشخيص الربو بشكل مؤكد هي استخدام اختبار وظيفة الرئة والتاريخ الطبي (بما في ذلك نوع وتكرار الأعراض)، واختبار بدني عند الطبيب، وقد تختلف أنواع أعراض الربو لدى طفلك وعدد مرات حدوثها ومدى شدتها مع مرور الوقت، ففي بعض الأحيان قد تزعجه الأعراض، وفي أوقات أخرى قد تكون مزعجة بما فيه الكفاية للحد من نشاطه اليومي. كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك يعاني من حساسية الصدر؟ إذا بدأ طفلك في الشعور بضيق أكبر في الصدر أو التنفس أو السعال الليلي يجب عليك التحدث إلى طبيبك حول استخدام جهاز استنشاق وقائي (البخاخة)، أو دواء حساسية لجعل هذا الموسم أكثر سهولة، وتذكري، يمكن وقف هذه الأدوية بعد انتهاء موسم الربيع مع نصيحة الطبيب إذا كان طفلك على ما يرام. كيف يمكن تشخيص إصابة طفلك بالربو؟ يصاب معظم الأطفال بالربو بأعراضهم الأولى قبل 5 سنوات من العمر، ومع ذلك قد يكون من الصعب تشخيص الربو عند الأطفال الصغار (الذين لا تتجاوز أعمارهم ال5 سنوات) حيث يصعب أحيانًا معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من الربو أو حالة أخرى، لأن أعراض الربو تحدث أيضًا مع حالات أخرى، وعادة الأطفال الصغار الذين يصابون بالصداع عندما يصابون بنزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي لا يستمرون في الإصابة بالربو بعد بلوغهم سن 6 سنوات، فقد يصاب الطفل بصعوبة في التنفس لأنه يمتلك مجاري هواء صغيرة تصبح أضيق نطاقاً أثناء نزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي، وتنمو الممرات الهوائية مع نمو الطفل فيكون تشخيص الربو خاطئا حينها. بينما الأطفال الذين يصابون بأزيز متكرر مع نزلات البرد أو عدوى الجهاز التنفسي، معرضين للإصابة بالربو بشكل كبير في الحالات التالية: - إذا كان أحد الوالدين أو كليهما يعاني من الربو. - إذا كان لدى الطفل علامات الحساسية. - إذا كان لدى الطفل ردود فعل تحسسية ضد حبوب اللقاح أو غيرها من المواد المسببة للحساسية المحمولة جوا. - إذا كنت تسمعين صوت الصفير أو أزيز أثناء تنفس طفلك حتى عندما لا يكون مصابًا بالبرد أو أي عدوى أخرى. وأكثر الطرق المؤكدة لتشخيص الإصابة بالربو هي اختبار وظيفة الرئة والتاريخ الطبي والفحص البدني، كما ذكرنا سابقًا، ومع ذلك من الصعب القيام باختبارات وظائف الرئة في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وبالتالي يجب على الأطباء الاعتماد على التاريخ الطبي للأطفال والعلامات والأعراض والاختبارات الجسدية لإجراء التشخيص، وقد يستخدم الأطباء أيضًا تجربة لمدة 4 إلى 6 أسابيع لأدوية الربو لمعرفة مدى استجابة الطفل. كيف تعالجين حساسية الصدر عند طفلك؟ الخطوة الأولى: متابعة مع الطبيب الربو مرض مزمن يجب اللجوء فيه إلى الطبيب ووضع خطة متابعة حسب حالة طفلك، وستصف الخطة علاجات طفلك اليومية مثل الأدوية التي يجب تناولها ومتى يتم تناولها، وتشرح أيضًا متى تتصلين بطبيبك أو تذهبين به إلى الطوارئ حسب شدة النوبة. الخطوة الثانية: تجنب محفزات الربو يمكن أن تؤدي العديد من الأشياء الشائعة (تسمى محفزات الربو) إلى تفاقم أعراض الربو، وبمجرد معرفة ما هي هذه الأشياء يمكنك اتخاذ خطوات للتحكم في الكثير منها وتجنبها. الخطوة الثالثة: الأدوية هناك أمور كثيرة عند تحديد أدوية الربو الأفضل لطفلك، فيجب أن يتحقق الطبيب لمعرفة مدى نجاح الدواء بالنسبة لطفلك ثم يقوم بضبط الجرعة حسب الحاجة، ويمكن أن تؤخذ أدوية الربو في شكل حبوب ولكن يتم أخذ معظمها باستخدام جهاز الاستنشاق (البخاخة)، حيث يسمح للدواء بالانتقال مباشرة إلى رئتي طفلك، ولا تستخدم جميع أجهزة الاستنشاق بنفس الطريقة، لذلك اطلبى من طبيبك أو الصيدلي أن يريك الطريقة الصحيحة لاستخدام البخاخة، والأدوية التي تستخدم لعلاج الربو: - الكورتيكوستيرويدات المستنشقة: هي الدواء المفضل للتحكم على المدى الطويل في الربو، وهي الخيار الأكثر فعالية للتخفيف على المدى الطويل من الالتهاب والتورم الذي يجعل رئتي طفلك حساسة تجاه بعض المواد المستنشقة، وتقليل الالتهاب يساعد على منع التفاعل الذي يسبب أعراض الربو، فمعظم الناس الذين يتناولون هذه الأدوية يوميا يجدون أنها تقلل إلى حد كبير من شدة الأعراض وعدد مرات حدوثها. وعادة ما تكون الكورتيكوستيرويدات المستنشقة آمنة عندما تؤخذ على النحو المنصوص عليه، وتختلف هذه الأدوية عن المنشطات غير المشروعة التي اتخذها بعض الرياضيين، ولكن مثل العديد من الأدوية الأخرى يمكن أن يكون للكورتيكوستيرويدات المستنشقة آثار جانبية، ويتفق معظم الأطباء على أن فوائدها ومنع نوبات الربو تفوق بكثير مخاطر الآثار الجانبية، مثل عدوى بالفم تسمى القلاع، ويمكنك استخدام فاصل على بخاخة طفلك لتجنب مرض القلاع فيساعد على منع الدواء من الهبوط في الفم أو على الجزء الخلفي من الحلق، وإذا لم يستخدم طفلك فاصلا يمكنه شطف فمه بالماء بعد استخدام البخاخة مباشرة لتقليل خطر الإصابة بالفطريات، ولكن يجب ألا يبتلع المياه حيث إن هذه الفطريات قد تتسبب في الإصابة بقرحة المعدة. ويمكن أن يبطئ الكورتيكوستيرويدات المستنشقة نمو الأطفال من جميع الأعمار، وعادة ما يكون تباطؤ النمو واضحًا في الأشهر الأولى من العلاج، ولكن يعتقد العديد من الخبراء أن فوائد الكورتيكوستيرويدات المستنشقة للأطفال الذين يحتاجونهم للسيطرة على الربو تفوق بكثير مخاطر تباطؤ النمو. - كرومليون: يتم أخذ هذا الدواء باستخدام البخاخة، فعندما تقوم بالتنفس يرسل البخاخ رذاذًا خفيفًا من الدواء إلى رئتيك، فيساعد على منع التهاب الشعب الهوائية. - مقوٍّ للمناعة Omalizumab (مكافحة المناعة IgE): يتم إعطاء هذا الدواء على شكل جرعة حقن مرة أو مرتين في الشهر، حيث يساعد على منع الجسم من التفاعل مع مسببات الربو، مثل حبوب اللقاح والغبار، ويمكن استخدام مضاد IgE إذا لم تعمل أدوية الربو الأخرى بشكل جيد، ولكن قد يحدث رد فعل تحسسي نادر لكنه قد يهدد الحياة ويسمى الحساسية المفرطة عندما يتم إعطاء الحقنة، لذلك إذا كان طفلك يأخذ هذا الدواء اعملي مع طبيبك للتأكد من أنك تفهمين علامات وأعراض الحساسية المفرطة وما الإجراءات التي يجب عليك اتخاذها. - استنشاق منشط beta2 طويل المفعول: هذه الأدوية تفتح الشعب الهوائية، وقد يتم إضافتها إلى الكورتيكوستيرويدات المستنشقة لتحسين السيطرة على الربو، ولا ينبغي أبدا استخدام منشطات beta2 طويلة الاستنشاق من تلقاء نفسك للتحكم في الربو على المدى الطويل، فيجب أن تستخدم مع الكورتيكوستيرويدات المستنشقة. - معدّلات الليكوترين: تؤخذ هذه الأدوية عن طريق الفم، فهي تساعد في منع التفاعل المتسلسل الذي يزيد من التهاب المسالك الهوائية. - الثيوفيلين: يؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم ويساعد على فتح الشعب الهوائية. إذا وصف طبيبك دواء تحكم طويل المدى فيجب أخذه كل يوم للسيطرة على الربو، ومن المرجح أن تعود أعراض الربو أو تزداد سوءًا إذا توقف طفلك عن تناول الدواء. كيف يمكنك وقاية طفلك من حساسية الربو؟ قد يكون بعض الآباء مترددين في استخدام الدواء لمشكلة هم قادرون على منع حدوثها من البداية، فالوقاية مهمة ولكن لا تحاول تعقب حساسية طفلك ما لم تكن حقا مستمرة ومزعجة، ولكن يجب أن تتجنب أكثر المصادر شيوعا للحساسية لدى الأطفال (والبالغين) وهي: الأطعمة المسببة للحساسية، الحيوانات الأليفة، حبوب اللقاح، الغبار والأتربة، والمهيجات البيئية (دخان السجائر، العطور). إذا كنت تظنين أن طفلك يعاني من ازدياد نوبات الربو بسبب حبوب اللقاح فإليك الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل التعرض لها: - البقاء في الداخل في الأيام العاصفة المليئة بالرياح خلال فصل الربيع. - تنتشر حبوب اللقاح بكثرة من الساعة 4 فجرا وحتى 10 صباحا، لذلك تجنبي خروج طفلك في هذا التوقيت. - لا تسمحى لطفلك أن يلعب في الحقول مع الزهور والأعشاب الطويلة. - أبقى جميع النوافذ والأبواب مغلقة خلال موسم الحساسية الخاصة بطفلك. - اغسلي الملابس بعناية وأكثر من المعتاد خلال فصل الربيع، حيث تتعلق بها حبوب اللقاح من الجو. - لا تقومى بنشر الغسيل الخاص بطفلك في الخارج حتى لا يلتقط حبوب اللقاح. - إبقاء نوافذ السيارة مغلقة أثناء القيادة. - الاهتمام باستحمام طفلك جيدا.
