كتب: صابر العربي ومؤمن عبد اللاه يجري، غدا، حزب الوفد انتخابات على منصب رئاسة الحزب لاختيار رئيس جديد له خلفًا للدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب المنتهية ولايته، الذي لن يخوض سباق الانتخابات لتولي المنصب مجددًا، بعد أن تولى منصب رئيس الحزب لمدة 8 سنوات كاملة. وشهدت الفترات الأخيرة للدورة الثانية لرئاسة الدكتور السيد البدوي للحزب، تراجعًا للحزب، إذ حصل الحزب على الترتيب الثالث في البرلمان ب45 مقعدًا فقط، متقدمًا عليه أحزاب مستقبل وطن والمصريين الأحرار. وعن سير العملية الانتخابية، غدًا، يقول اللواء محمد الحسينى، مقرر اللجنة المشرفة على انتخابات الوفد: إن الاقتراع سيبدأ فى العاشرة صباحا، ويستمر حتى الخامسة مساءً، على أن يبدأ الفرز فى السابعة مساء، مشيرا إلى أن الانتخابات ستراقب بكاميرات على كل اللجان البالغ عددها 24 لجنة، بجانب كاميرتين لمراقبة الفرز. ويتنافس على الانتخابات على منصب رئيس الحزب 5 مرشحين، أبرزهم: المستشار بهاء أبو شقة سكرتير عام حزب الوفد، والمهندس حسام الخولى نائب رئيس حزب الوفد، إضافة إلى الدكتور ياسر حسان مساعد رئيس حزب الوفد. وتنظم اللائحة الداخلية للحزب، المشاركة في الانتخابات الخاصة بالحزب، حيث تنص اللائحة على أن الهيئة الوفدية، البالغ عددها قرابة ال3000 عضو، يتمثلون فى أعضاء اللجان العامة والنوعية والإقليمية، هم فقط من لهم حق التصويت فى الاستحقاقات والانتخابات الداخلية للحزب، ليكون أعضاء الهيئة الوفدية هم الرقم الحقيقى الفاعل فى الحزب. ويعود تاريخ الوفد ل100 عام من الآن، حيث يعود تاريخ إنشاء حزب الوفد لعام 1918، وفي عام 1924 انعقدت أول انتخابات تشريعية في مصر، وكانت المنافسة في تلك الانتخابات بين الأحزاب الرئيسية الموجودة في ذلك الوقت "الوفد" و"الأحرار الدستوريين" و"الحزب الوطني" حزب مصطفى كامل ومحمد فريد، وفاز وقتها "الوفد" بأغلبية البرلمان، مشكلا أول حكومة برلمانية في مصر، برئاسة سعد زغلول بصفته رئيس حزب الوفد، إلا أنه تقدم باستقالته بعد عدة أشهر، إثر محاولات الملك فؤاد والإنجليز لإفشاله. وتولى رئاسة الحزب حتى الآن 6 رؤساء بدءًا بالراحل سعد زغلول، مرورا بمصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين، ونعمان جمعة، ومحمود أباظة، وانتهاء بالدكتور السيد البدوي، الرئيس الحالي. تولى مصطفى النحاس باشا، خلافة سعد زغلول في حزب الوفد عام 1927، وشكّل الوزارة برئاسته، وسعى لمفاوضات مع الإنجليز انتهت وقتها بتوقيع معاهدة 1936، ليخلفه الراحل فؤاد سراج الدين، بعد إعادته نشاط الحزب بحكم محكمة بعد أن تم تجميده عقب ثورة 1952. في عام 2006 شهد الحزب صدامًا كبيرًا بين نعمان جمعة رئيس الحزب، ومحمود أباظة الذي تزعم وقتها تيارا إصلاحيا "مستمر حتى رغم خروج أباظة من الحزب"، وانتهى الصراع بالتمرد على نعمان جمعة، وخروجه من الحزب وانتخاب محمود أباظة رئيسًا عبر جمعية عمومية. واقتحم أنصار نعمان جمعة مقر الحزب الرئيسي بالدقي، مطلقين الأعيرة النارية التي أصابت 9 وفديين، وصحفيين وقتها، وعرف الحدث بحريق الوفد، وصدر قرار إثر ذلك بفصل "جمعة" ومعاونيه من عضوية حزب الوفد. تولى البدوي رئاسة حزب قبيل شهور من ثورة 25 يناير، خلفًا لمحمود أباظة الذي استمرت مدة رئاسته للحزب 4 سنوات. طارق تهامي رئيس لجنة شباب الوفد، قال في تصريحات للتحرير، إن حزب الوفد ليس لديه أي طريق لاستعادة أمجاده سوى المحافظة على تراثه وهويته ومبادئه، وأي مخالفة لهذه المبادئ والتراث والمبادي سوف تجعل من حزب الوفد شركة تدار من قبل أفراد، وسيفقد الحزب علاقته بالشعب المصري والشارع المصري. أضاف التهامي، أن ما يقال عن تطوير الحزب لا يعد هو الأمر الأساسي، ونستطيع أن نقول إن الحزب حافظ على مبادئه وتمسك بهويته، عندما رفض ترشيح رئيس الحزب في الانتخابات الرئاسية بالإجماع، وهوالأمر الذي أعاد جزءًا من شعبية الحزب. أشارالتهامي إلي وجود عدد من الأسباب أدت إلى تراجع حزب الوفد عن القيام بواجباته الوطنية، منها التردد في اتخاذ القرار وإعلان المواقف بشكل منفرد قبل أن تعود الهيئة العليا للحزب لتصحيحه، وهو ما أثبت أن حزب الوفد لديه تيارقوي يستطيع أن يعيده للطريق الصحيح. وعن الرئيس القادم للحزب وكيفية تعامله مع الأزمات التى تواجهه قال التهامي، أول مشكلة سوف يعاني منها، تسلمه الحزب وهو مفلس، ولا يوجد به أي رصيد مالي، وهو نتاج سوء الإدارة للأمور علي الرغم من وجود موارد مالية للحزب، كما تم بيع آخرالأصول الصحفية لحزب الوفد بالإسكندرية، وهو آخر مقر مملوك لصحيفة الحزب، إضافة إلى أن الإدارات السابقة قامت بفك الودائع الموجودة في البنوك، ومهمة الرئيس القادم هي إيجاد مصدر مالي للحزب بعيدًا عن الأفراد، ويكون ملكا للحزب نفسه. وشدد التهامي، علي أن تزامن موعد إجراء انتخابات الحزب مع الانتخابات الرئاسية أثر على الحزب، وحملات الدعاية للمرشحين. وتابع طالبنا مرارًا وتكرارًا بتأجيل انتخابات الحزب إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، لكن جاء الرفض من رئيس الحزب، وكان هناك إصرار كبير جدًا وغير مفهوم لإجراء الانتخابات في نفس التوقيت لوجود غرض في نفس رئيس الحزب. وكان 25 عضوًا بالهيئة العليا لحزب الوفد، قد أصدروا بيانا، يطالبون فيه بتأجيل انتخابات رئاسة الحزب المقررعقدها يوم 30 مارس الجارى، نظرا لتزامنها مع انتخابات رئاسة الجمهورية. وقال البيان، إن إجراء انتخابات رئاسة الحزب فى هذا التوقيت يعد تناقضًا وتعارضًا مع قرارهم السابق فى 20 يناير الماضى بعدم الدفع بمرشح رئاسى ودعم ترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسى. وصف أعضاء الهيئة العليا اختيار هذا اليوم، بأنه يمثل ضررا جسيما بالمصالح الوطنية العليا للدولة المصرية. كما طالب البيان بإرجاء تعديلات لائحة النظام الأساسي إلى ما بعد انتخاب رئيس الحزب، تنفيذا لقرار الهيئة العليا يوم 6 فبراير الماضى. حسام علام، رئيس حكومة الوفد الموازية السابق، قال إن الطريقة الأمثل لاستعادة حزب الوفد إلي رونقه وقوته من جديد هو أن تكون الدولة لديها الرغبة في أن يكون لدينا أحزاب قوية. مصطفي الطويل، الرئيس الشرفي لحزب الوفد الأسبق، قال إن استعادة حزب الوفد دوره الوطني السابق، وعودة الأمجاد يترتب على الرئيس الجديد للحزب ومدي التمسك بأصالة الحزب والمجهود، الذي سيتم بذله لعودة الحزب إلى مساره الحقيقي. أضاف الطويل، أن الرئيس السابق للحزب بذل ما استطاع من الجهد، لكنه لم يكن موفقا في إدارته الحزب، وقام بإبعاد الوفديين القدماء، وتم إقصاؤهم من الحزب، وهذه غلطة كبيرة منه. وعن الانتخابات القادمة للحزب قال الطويل، إن جميع المرشحين قامات كبيرة، وعلي قدر من الكفاءة، لكني أفضل بهاء أبو شقة، على اعتبار أنه رجل قديم، وينتمى إلى عائلة وفدية قديمة، إضافة إلى أنه رجل قضاء، وله بصمات منيرة في هذا العمل، وأبلا بلاء حسنا، ويعد من أعلام المحامين كما يحظى المستشار بهاء أبو شقة المرشح لرئاسة حزب الوفد بتأييد شيوخ حزب الوفد متمثلين في الرئيس الشرفى للحزب أحمد عودة والمستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفى لحزب الوفد، والقطب الوفدى أحمد عزب العرب الرئيس الشرفى لحزب الوفد للمستشار بهاء أبو شقة لرئاسة حزب الوفد. وتابع الطويل، انضم أبو شقة للحزب منذ 20 عامًا، وقدم الكثير للحزب، وتم اختياره سكرتيا عاما للحزب، وهو أهم منصب في الحزب، ويكفي أن مجلس النواب اختاره رئيسا للجنة التشريعية، أما فيما يخص المرشحين الآخرين فجميعهم من الشباب، وأمامهم الكثير من الفرص في المستقبل. وتجرى انتخابات رئاسة حزب الوفد غدا 30 مارس الحالي، بين 5 مرشحين هم المستشار بهاء أبو شقة، سكرتير عام حزب الوفد، والمهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، والدكتور ياسر حسان، مساعد رئيس حزب الوفد، وعلاء شوالى، عضو الهيئة الوفدية، وحفيد الزعيم الراحل سعد زغلول، وسيد طه فايز، أحد شباب الحزب، حيث قام عدد من المرشحين لرئاسة حزب الوفد بعرض برامجهم الانتخابية.