وقبل التطرق لوظائف هرمون "الأوكسيتوسين"، فهو يعرف ب"هرمون الحب" أيضًا، ويتم تصنيعه في الدماغ، في منطقة ما تحت المهاد، ويتم نقلها وإفرازها بواسطة الغدة النخامية، والتي تقع في قاعدة الدماغ، كما أنه يلعب دورًا في الوظائف التناسلية الأنثوية، من النشاط الجنسي إلى الولادة والرضاعة الطبيعية، وله تأثيرات نفسية على الجسم، بما في ذلك التأثير على السلوك الاجتماعي والعاطفة، وأظهرت الأبحاث أنه قد يفيد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، والقلق، ومتلازمة القولون العصبي، وتتمثل وظائفه في: 1- التعلق الرومانسي في عام 2012 أفاد باحثون أن الأشخاص في المراحل الأولى من التعلق الرومانسي يكون لديهم مستويات أعلى من هرمون الأوكسيتوسين، مقارنة بالأشخاص العزاب، واستمرت هذه المستويات لمدة 6 أشهر على الأقل، كما أن النشاط الجنسي يحفز إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، ويبدو أن له دورا في النشوة والانتصاب، وبالنسبة للنساء فإن دوره في زيادة حركة الرحم قد تساعد الحيوانات المنوية على الوصول إلى وجهتها، وبالتالي سرعة تخصيب البويضة. 2- الرضاعة عندما يدخل هرمون الأوكسيتوسين مجرى الدم، فإنه يؤثر على الرحم وعملية الرضاعة، ولكن عندما يتم إطلاقه إلى أجزاء معينة من الدماغ فإنه يمكن أن يؤثر على السلوك العاطفي والمعرفي والاجتماعي، وتشير أحد الأبحاث إلى أن تأثير الهرمون على الاستجابات العاطفية يسهم في الاسترخاء والثقة والاستقرار النفسي، كما أن هذا الهرمون يقلل من استجابات التوتر، بما في ذلك القلق، وقد شوهدت هذه الآثار في عدد من الحالات. وقد وصف الهرمون بأنه "مكون مهم في النظام الكيميائي العصبي المعقد، حيث يسمح للجسم بالتأقلم مع المواقف شديدة الانفعالات"، وفي عام 2006 كشف الباحثون عن وجود مستويات عالية من هرموني الأوكسيتوسين والكورتيزول بين النساء اللواتي لديهن ثغرات في علاقاتهن الاجتماعية، حيث عانين من علاقات سلبية مع شركائهن، وكن تتلقين العلاج بالهرمونات بعد انقطاع الطمث. 3- الأوكسيتوسين ك«دواء» يستخدم الأوكسيتوسين كعقار طبي تحت اسم العلامة التجارية Pitocin، ويؤخذ تحت إشراف طبي، حيث تستخدم حقن الأوكسيتوسين في بعض الأحيان لبدء انقباضات الولادة أو تقويتها أثناء المخاض، ويساعد على تقليل النزيف بعد الولادة، ولكن آثاره الجانبية تشمل سرعة ضربات القلب ونزيفا خطيرا. ومن ناحية أخرى، نشر بحث عام 2013، يُحذر من أن للأوكسيتوسين تأثيرات عامة وليست محددة، وأن من المستبعد أن يؤثر الأوكسيتوسين بمفرده على "العمليات العقلية المعقدة الخاصة بالإدراك الاجتماعي"، ومع ذلك يبدو أن الأوكسيتوسين يرتبط بالسلوك الاجتماعي، بما في ذلك رعاية الأم، والترابط بين الأزواج، والسلوك الجنسي، والذاكرة الاجتماعية، والثقة. 4- العلاج النفسي اقترح الأطباء أن الأوكسيتوسين قد يكون علاجا محتملا للرهاب الاجتماعي والتوحد والاكتئاب، وذلك لأنه يساعد في تحسين الرفاهية الشخصية، كما يساعد الأشخاص الذين يتفادون التفاعل الاجتماعي، والذين يعانون من الخوف المستمر وعدم القدرة على الثقة بالآخرين، ويقول بعض الباحثين إن الأطفال المصابين بالتوحد يمكن أن يستفيدوا من الأوكسيتوسين، ففي عام 2013 أشارت دراسة صغيرة إلى أن مستويات الأوكسيتوسين في الدماغ تؤثر على كيفية فهم 17 طفلاً لمجموعة من الصور الاجتماعية وغير الاجتماعية، كما يلعب الأوكسيتوسين دورًا في إدارة الغضب. وبعد معرفتك بهذا الهرمون، تأكد أن مشاعرك واختلاطك بالآخرين له سبب علمي، وكل شعور تشعر به ناتج عن إفرازات معينة تحدث بجسدك.