عندما تتواجد في مكان ما وتشعر فجأة بالنعاس الذي لا تستطيع مقاومته، ويحدث ذلك بشكل متكرر في أي وقت أو أي مكان، حيث تشعر أن أعصابك ليست على ما يرام وجسدك أصبح في حالة استرخاء، فانتبه لأنك قد تكون مصابًا بمرض الخدار، وهو اضطراب عصبي يؤثر على التحكم في النوم واليقظة، وذلك حسبما ذكر موقع WebMD الطبي. في دورة النوم النموذجية، ندخل في البداية إلى المراحل المبكرة من النوم، ثم مراحل نوم أعمق، وفي النهاية بعد حوالي 90 دقيقة من النوم، تحدث حركة النوم السريعة، وهي إحدى مراحل النوم الخمس التي نمر بها كل ليلة، وفي هذه المرحلة تحدث تحركات سريعة وعشوائية للعين، يرافقها شلل أو (خدر) في عضلات الجسم. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الخدار، يحدث النوم بشكل شبه فوري في دورة النوم، ويبدأ أعراض هذا المرض عادةً بين سن 15 و25 عامًا، ولكن يمكن أن يصبح واضحًا في أي عمر، وفي كثير من الحالات لا يتم تشخيص الخدار، وبالتالي يظل الشخص بدون أي علاج. وعلى الرغم من أن أسباب الخدار غير معروف، ولكن أحرز العلماء تقدمًا نحو تحديد الجينات المرتبطة بقوة مع هذا الاضطراب، حيث أشاروا إلى أن هناك جينات تتحكم في إنتاج مواد كيميائية في الدماغ قد تشير إلى النوم والاستيقاظ، مضيفين أن الخدار قد يكون ناجمًا عن نقص في إنتاج الدماغ لمادة كيميائية تسمى Hypocretin، وهي المسؤولة عن تنظيم اليقظة في الإنسان. بالإضافة إلى ذلك اكتشف الباحثون حالات شذوذ في أجزاء مختلفة من الدماغ تشارك في تنظيم نوم حركة العين السريعة، هذه الظواهر تساهم على ما يبدو في تطوير الأعراض، وفقا للخبراء، ومن المرجح أن الخدار ينطوي على عوامل متعددة تتفاعل لتسبب اضطرابات عصبية واضطرابات النوم، ومن أعراضه: 1- النعاس المفرط أثناء النهار: يتعارض هذا النعاس مع النشاط اليومي للإنسان، سواء كان هذا الشخص حصل على القدر الكافي من النوم ليلًا أو لا، ويعاني هنا المريض من نقص الطاقة والتركيز والمزاج الكئيب، بالإضافة إلى فقدان الذاكرة. 2- مرض الجمدة: من الأمراض النادرة في العالم، حيث يسبب ضعف العضلات مصحوبًا بالوعي الكامل في حالات الانفعال الشديد، مثل الضحك، أو البكاء، أو الخوف، ويصيب مرض الجمدة ما يقرب من 70٪ من الأشخاص المصابين بالنوم القهري، وينجم عن التدمير المناعي الذاتي للخلايا العصبية التي تُنتج مادة أوركسين، التي تنظم الإثارة واليقظة. 3- شلل النوم: يشمل هذا العرض عدم القدرة المؤقتة على الحركة أو الكلام أثناء النوم أو الاستيقاظ فورًا، وتدوم من بضع ثوان إلى عدة دقائق، وبعدها يستعيد الأشخاص بسرعة قدرتهم الكاملة على التحرك والتحدث. العلاج: على الرغم من عدم وجود علاج لمرض الخدار، ولكن الأعراض السابق ذكرها يمكن السيطرة عليها في معظم الأشخاص الذين يتلقون العلاج من تعاطي المخدرات، كما يتم التعامل مع النعاس المفرط أثناء النهار بالعقاقير المضادة للاكتئاب، وفي الآونة الأخيرة ظهر دواء جديد معتمد يساعد المصابين بالخدار على الحصول على نوم أفضل في الليل، ما يسمح لهم بأن يكونوا أقل نعاسًا خلال اليوم. وبعد التعرف على هذا المرض إذا وجدت أحد المقربين منك مصابًا به، انصحه بتجنب تناول الكافيين، والوجبات الثقيلة، بالإضافة إلى تنظيم مواعيد النوم، والتركيز على ممارسة التمارين الرياضية.