تشكو كثير من الأمهات من عدم قدرة أطفالهن على ضبط عملية التبول، سواء كان ليلا فقط أو ليلا و نهارًا، وذلك بالرغم من بذل كثير من الجهد والعديد من المحاولات لمساعدة الطفل كي يتمكن من التحكم بنفسه، وهناك أيضا كثير من الأمهات تشكو أن طفلها قد تمكن بالفعل من ضبط عملية التبول ولكنه عاد مرة أخرى إلى التبول في ملابسه، وإليكِ عزيزتي الأم عددا من الأمور التي يجب أن تنتبهي إليها جيدًا، حتى تتمكني من مساعدة طفلك في التخلص من هذه المشكلة: أولا: عليكِ أن تحددي ما إذا كان طفلك يعاني فعلا من التبول اللا إرادي أم لا، فلا يمكنك أن تصفي ابنك بمرضه بالتبول اللا إرادي إلا بعد سن الثالثة، بالفعل عزيزتي هناك أطفال تتمكن من ضبط التبول قبل ذلك بفترة كبيرة، ولكن سن ضبط التبول المعتاد هو الثالثة، ولتحددي أيضا أنه مريض بالتبول اللا إرادي فستلاحظين أنه مستمر في التبول ليلا بعد بلوغه سن الرابعة، وهنا يجب عليكِ استشارة الطبيب حتى يساعدك في معرفة سبب استمرار طفلك في التبول وعدم قدرته على ضبط نفسه، فقد يرجع السبب إلى مشكلات مرضية كالتهابات الكلى أو المثانة أو غيرها، ويتم معالجتها طبيا وبعد ذلك يتمكن الطفل من التحكم في التبول، وقد يكون السبب مجرد استغراق الطفل في اللعب أو ما يقوم به من نشاط ولا ينتبه إلى رغبته في دخول الحمام، أو يستغرق في النوم ليلا، لدرجة أنه لا يستيقظ عندما يحين وقت دخول الحمام فيحدث التبول. وقد يكون سبب عودة طفلك إلى التبول مرة أخرى في ملابسه بعد تمكنه من ضبط نفسه إلى عدة أسباب، منها: الخوف الشديد من شخص ما أو شيء ما كخوفه الشديد من والده أو معاقبته بشدة مفرطة، أو الخوف من معلمته التي تعامل تلاميذ الفصل بشدة دائما، فيؤدي ذلك به إلى تبوله في ملابسه، أو قد يرجع إلى فقده لاهتمام والديه به، إما لقدوم طفل آخر أو مشكلات بين الوالدين أو غيرها من الأسباب التي تفقد الطفل الإحساس بالأمان ويشعر أنه غير مرغوب من الوالدين. ثانيًا: عليكِ عزيزتي أن تنتبهي إلى أن عقاب الطفل عند تبوله في ملابسه ليس حلا على الإطلاق، بل هو طريق مؤكد لزيادة المشكلة وزيادة فقد الطفل لثقته بنفسه، فعند عقاب الطفل يرى أنه يعاقب على شيء هو غير مقتدر على القيام به بعد، ولا يعرف الطريق الذي يمكنه من القيام به ويتخلص من العقاب وينال رضاءك، فلا يجب أيضا إلقاء اللوم عليه وتوبيخه بعبارات تضايقه، وهو الأمر الذي يقوم به الكثير من الأمهات أو الآباء أو حتى الإخوة، ما يؤدي لاهتزاز ثقة الطفل بنفسه ويرى أنه أقل من الآخرين ويشعر بالعجز عن القيام بما يستطيع الآخرون القيام به. ما الحل؟ - بدلا من عقاب طفلك أو لومه أو توبيخه، قومي بمساعدته من خلال زيادة ثقته بنفسه وتوضيح أنه إذا لم يستطع أن يتحكم الآن في تبوله فإنه سيستطيع في وقت لاحق، وأن هناك أطفالا آخرين لم يتمكنوا من ذلك ولكن بالمحاولة نجحوا في ضبط أنفسهم. - لا تظهري لطفلك عدم تقبل مشكلته حتى يتمكن من حلها. - اعرضي عليه دخول الحمام خلال اليوم بشكل دوري، كأن تأخذيه إلى الحمام كل 45 دقيقة أو كل ساعة، وبذلك تقللين من مرات بلّ ملابسه ويبدأ الطفل في التعود على دخول الحمام، وبالتدريج يتمكن من ضبط التبول. - كافئي طفلك على المرات التي يقوم فيها بالتبول في الحمام بدلا من ملابسه عند عرض الحمام عليه، كأن يأخذ قطعة حلوى، أو تشجعينه بكلمات تظهر له أنه يقوم بعمل رائع، مما يساعده على الاستمرار والمحاولة. -ِ يمكنكِ أيضا أن توقظيه ليلا لدخول الحمام باستمرار حتى يتمكن ليلا من الاستيقاظ بنفسه وطلب دخول الحمام. - قللي من تناوله للسوائل قبل الذهاب للنوم بفترة، حتى لا يزيد من مرات التبول، وحتى يستطيع الطفل التحكم في تبوله، ولا يعني التقليل هنا المنع التام للمشروبات أو حرمان الطفل، وإنما التحكم في كمية المشروبات التي تسبب زيادة التبول، مثل المشروبات الغازية. - إذا كان طفلك يبلل نفسه ليلا في موعد محدد فيمكن إيقاظه قبل ذلك الموعد بفترة قصيرة لدخول الحمام، وبالتالي يتجنب أن يبلل الفراش وملابسه ويكتسب ثقة بنفسه، ما يساعده على التحسن وضبط التبول. - تجنبي العقاب البدني العنيف للطفل عند قيامه بتصرف خاطئ، فالطفل قد يخطئ نتيجة لعدم إدراكه أن هذا الفعل خاطئ، وإذا احتاج الأمر إلى عقاب، فلا داعي لاستخدام العقاب البدني، فمن الممكن استخدام أساليب أخرى من العقاب لا تؤذي الطفل، كحرمانه من اللعب لفترة قصيرة، أو غيرها من أشكال العقاب، فالعقاب البدني من أخطر أنواع العقاب ويسبب مشكلات كبيرة للطفل، أهمها فقدانه لثقته بنفسه والتعود على الضرب والقيام بسلوكيات عنيفة ضد الآخرين، وأيضا التبول اللا إرادي. - أبعدي طفلك عن القلق والخوف اللذين يسببان الكثير من المشكلات وعلى رأسها التبول اللا إرادي، فالشخص البالغ عندما يمر بفترة من القلق أو موقف يثير قلقه أو يخيفه يشعر أنه بحاجة للتبول وتزيد عدد مرات دخوله للحمام، وهي أحد الأعراض التي تظهر على الجسم نتيجة للقلق أو الخوف الشديد، كذلك طفلك، فعندما يتعرض للقلق الشديد أو الخوف فإنه سيحتاج لدخول الحمام ولكنه في بعض الأحيان نتيجة لشدة الخوف يفقد السيطرة ويتبول في ملابسه، ويجب عليك في هذه الحالة عدم عقابه أو تعنيفه حتى لا يزداد سوءا، ولكن عليكِ تفهمه ومعرفة ما يسبب له الخوف أو القلق. وأخيرًا ساعدي طفلك على الشعور بالراحة والأمان والحب وبث الثقة في نفسه، فشعور طفلك بالثقة والراحة والتقبل والأمان أهم ما يساعده على التخلص من الكثير من المشكلات في حياته، وليس فقط التبول اللا إرادي.