نستخدم أحيانًا الكثير من المنتجات والمواد دون الدراية بما تحتويه، ومدى تأثيرها على صحتنا، وبناء على ذلك، ففي الآونة الأخيرة انتشرت منتجات تحتوي على مواد معطرة بشكل كبير مثل المنظفات، ومعطرات الجو، ومجففات الأثاث، ومزيلات العرق، وغيرها. وتقول آن ستاينيمان، أستاذ الهندسة المدنية في جامعة ملبورن بأستراليا، إن "صعوبة التنفس، ونوبات الربو، والصداع النصفي، والدوخة، والطفح الجلدي، والازدحام، والنوبات المرضية، والغثيان، ومجموعة من المشاكل الجسدية الأخرى" سببها تلك المواد الكيميائية، وذلك وفقًا لموقع "men's health". كما أظهرت دراسات عديدة أن الفثالات - وهي فئة من المواد الكيميائية التي غالبًا ما تستخدم في الصابون المعطر والشامبو - يمكن أن يكون لها بعض التأثيرات المؤلمة. وأوضحت هيثر باتيسول، أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة ولاية كارولينا الشمالية: "لقد ارتبطت هذه المركبات بشذوذات في تطور الجهاز التناسلي الذكري ونشك في وجود آثار تنموية عصبية لها، إضافة إلى مواد معطرة أخرى تسبب فقدان الطاقة، وعدم القدرة على الانتصاب، أو مشاكل في بناء أو الحفاظ على العضلات". والأمر الأكثر إثارة للرعب هو أنه في عام 2014، أصدر برنامج علم السموم الوطني في الولاياتالمتحدةالأمريكية، تقريرا عن مادة الستايرين، وهي مادة كيميائية موجودة في مجموعة من السلع الاستهلاكية، بما في ذلك العناية الشخصية والمنتجات المنزلية المعطرة، وقال إنه وجد "أدلة دامغة" على أن ستايرين يمكن أن تسبب السرطان للإنسان، وقد ربط البحث، الذي أجري على الحيوانات، تلك المادة بسرطان الثدي، والمعدة، وسرطان الكبد. وقال روبن دودسون، الباحث العلمي في مؤسسة أبحاث البيئة الصامتة، في معهد سايلنت سبرينج: "من المهم معرفة الستايرين، لكن هناك مئات من المواد الكيميائية التي تدخل في تصنيع العطور، قد تكون مسرطنة أيضا"، مضيفًا" "نحن لا نعرف عن الآخرين، لأنهم لم يتم اختبارهم، كما لا تختبر إدارة الأغذية والعقاقير ووكالة حماية البيئة هذه المنتجات للأمان". ومع ذلك، هناك طرق لمعرفة ما المكونات المستخدمة في المنتجات المعطرة الخاصة بك. ففي عام 2010، بعد حملة قامت بها هيئات مراقبة المستهلك، بدأت مجموعة تجارية تعرف باسم الرابطة الدولية للعطور بنشر "قائمة شفافية" من جميع المكونات التي يمكن أن يدرجها المنتجون في منتجاتهم المعطرة تحت شروط شاملة. وبما أننا لا نعرف الكثير عن المواد الكيميائية المستخدمة في منتجاتنا، والتي تهدد صحتنا وسلامتنا، فيجب توعية الآخرين بخطورة تلك المواد وتقديم طلبات للشركان المصنعة لإظهار التفاصيل بكل شفافية.