منذ وصول دونالد ترامب لسدة الرئاسة، وصهره جاريد كوشنر يقوم بوظيفة رجل الظل، رغم إخفاقاته المتكررة مع الأمناء العاملين المتعاقبين في البيت الأبيض. ويرتبط جاريد كوشنر مستشار البيت الأبيض، بعلاقات وثيقة لشخصيات واسعة النفوذ مثل هنري كيسينجر، والقطب الإعلامي الملياردير روبرت مردوخ، فضلاً عن تعاملاته التجارية الدولية، الأمر الذي جعله محط أنظار العديد من الدول. لكن يبدو أن افتقاره للعمل السياسي، دفع بعض الدول لاستغلال هذا الأمر، والاستفادة من تعاملاته التجارية الدولية، وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وأضافت "الصحيفة" أن مسؤولون في الإمارات والصين واسرائيل والمكسيك ناقشوا بشكل خاص كيف يمكن لدولهم، التعامل مع جاريد كوشنر، والاستفادة من ترتيباته التجارية، وانعدام خبرته في مجال السياسة الخارجية؟". "هناك مخاوف في البيت الأبيض من إمكانية استغلال كوشنر أو خداعه فى محادثاته مع المسؤولين الأجانب، الأمر الذي جعل صهر ترامب "صيدًا يسهل التعامل معه" في عيون الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفقًا لبعض الممثلين الإداريين الحاليين والسابقين في الولاياتالمتحدة الذين تحدثوا بناء على تقارير استخباراتية بشأن هذه المسألة". ويعد هذا الأمر سببًا في عدم حصوله على تصريح أمني دائم، حيث قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية: إن "التصريح الأمني المؤقت لكوشنر تم خفضه الأسبوع الماضي - الأمر الذي من شأنه أن يقيد الوصول المنتظم إلى معلومات سرية للغاية". وقال مسئولون حاليون وسابقون في البيت الأبيض، طلبوا عدم ذكر أسمائهم: إن "قضية المسؤولين الأجانب الذين يتحدثون عن اجتماعاتهم مع كوشنر، وتصوراتهم حول مواطن ضعفه، هي قضية أثيرت في جلسات الاستخبارات اليومية التي قام بها ماكماستر". وأضافوا أنه داخل البيت الأبيض، كان ينظر منذ البداية إلى نقص خبرة كوشنر الحكومية، والديون التي عليه في أعماله كنقاط مُحتملة للنفوذ يمكن للحكومات الأجنبية استخدامها للتأثير عليه. يذكر أن كوشنر عمل في مجال تطوير العقارات، واستثمر 7 مليارات دولار في الاستثمارات العقارية بمدينة نيويورك، وتصدر العناوين الأولى للصحف العقارية والاستثمارية في عام 2007، عندما كان يبلغ من العمر 26 عامًا بعد قيامه بشراء أغلى مبنى عقاري في تاريخ الولاياتالمتحدة بمبلغ 1.8 مليار دولار، وحقق صفقات عقارية كبيرة في ولاية ميرلاند، وفي كل أنحاء نيويورك ونيوجيرسي ومنطقة بالتيمور. وفي عام 2011، أصبح جاريد شريكًا في صندوق فرناندو العقاري بنسبة 50%، وفي مايو 2015، حصل على حصة أغلبية في مبنى تايم سكوير بمبلغ 295 مليون دولار، وقد أدين والده تشارلز عام 2004 بتهمة التهرب من دفع الضرائب. ولم تتوقف قدرات صهر ترامب عند نجاحاته العقارية، إذ بدأ في سن الخامسة والعشرين بالاهتمام بالصحافة والإعلام، واشترى جريدة "نيويورك أوبزرفر" مقابل 10 ملايين دولار، وهو المال الذي حصل عليه كربح من صفقات عقارية أبرمها خلال سنوات دراسته الجامعية.