«الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في طريقه لضمان الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة».. هكذا أكدت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، في مقال نشرته بعنوان "ترامب يربح". أشارت المجلة إلى أنه على الرغم من أزمة التدخل الروسي في الانتخابات، ووصفه الدول الإفريقية ب"الحثالة"، وشعبية ترامب الآخذة في التناقص، والقرارات السياسية الخاطئة، فإن "ترامب" يربح، موضحة أنه في الوقت الذي يسعى فيه العديد من الأمريكيين لمنعه من حصد المزيد من المكاسب، فإنه يجب عليهم أولًا أن يعوا ما هم بصدد مواجهته. في البداية.. ترامب يعتبر واحدًا من أكثر رؤساء الولاياتالمتحدة حظا، حيث تمكن -بطريقة ما- من تحويل وقاحته ومجونه إلى درع واقية، فكم من فضائحه المثيرة للجدل كانت من الممكن أن تدمر أيا من الرؤساء السابقين. وعلى سبيل المثال أعلن المحامي الخاص بترامب، عن دفعه 10 آلاف دولار، من ماله الخاص لممثلة أفلام إباحية سابقة، هددت بكشف علاقتها السابقة مع ترامب. ثانيًا.. بالنظر إلى سجل ترامب في عامه الأول كرئيس للولايات المتحدة، فقد قدم بعض الإنجازات على أرض الواقع، حيث قام بتخفيض الضرائب، واقترب تنظيم داعش من السقوط تمامًا، كما استمر الاقتصاد وسوق الأوراق المالية في الصعود على الرغم من الاضطرابات الأخيرة، وهي الظروف التي تمثل موقفًا جيدًا لأي رئيس يرغب في إعادة انتخابه. وبالنظر إلى كونه مكروهًا، فمن الممكن ألا تتم إعادة انتخاب ترامب بسهولة، ولكن إذا استمر الاقتصاد في التعافي، ووفر المزيد من فرص العمل، فسيضطر العديد من الأمريكيين إلى "عصر الليمون"، وإعادة انتخابه مرة أخرى. الأمر الثالث.. هو أن الديمقراطيين لم ينظموا صفوفهم، فلا يوجد وجه معروف يتحدث نيابة عنهم، وتعتمد سياسة الحزب الديمقراطي على كراهية ترامب وروسيا. وأضافت المجلة: "أن الأمر كله يعتمد على من سيواجه (ترامب) في الانتخابات القادمة، فمن الواضح أن الحزب الديمقراطي سوف يشهد انقساما داخليا حول المرشح المحتمل للحزب، قد يكون أسوأ مما حدث في الانتخابات الأخيرة بين هيلاري كلينتون، وبيرني ساندرز، وهو الخلاف الذي جاء في مصلحة ترامب". وفي وسط كل هذه الظروف، يأمل الديمقراطيون في أن تنجم التحقيقات التي يقودها المحقق الخاص "روبرت مولر"، حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، عن سقوط ترامب وحاشيته.. ترى "بوليتيكو" أن هذا الأمر غير محتمل، فربما سيأخذ مولر خطوة غير مسبوقة في اتهام رئيس أمريكي حالي، بالشهادة الزور وعرقلة العدالة، لكنه قرار من الصعب أن يتخذه مولر الذي يحاول أن يحافظ على مصداقيته. الأمر الأرجح أن مولر وفريقه سيتوصلون لنتيجة مقنعة وغير نهائية بأن "ترامب" ارتكب بعض الجرائم، ليتركوا الأمر للكونجرس لتحديد القرار النهائي. وتبقى فكرة أخيرة قد تكون خيالية، وهي أن يخرج رجل من قلب الحزب الجمهوري لمواجهة ترامب، قد يكون ميت رومني، الذي كان يريد أن يكون وزير خارجيته، أو بوب كوركر والذي اتهم "ترامب" بالجنون. ولكن ترى المجلة الأمريكية أن الجمهوريين قد يتخلون عن كل شىء إلا عن ترامب، لذا على الأرجح سيستمر ترامب في منصبه للسنوات الست المقبلة.