جدل كبير وضجة هائلة على مواقع التواصل الاجتماعي، صاحبا الإعلان عن تركيب كاميرات بشارع الميرغني بحي مصر الجديدة، بجانبها تحذير للمواطنين من التبول في الشارع. ومما ساعد على تضخيم تلك الضجة، ما صاحبها من أخبار تتعلق بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه، ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وذلك وفقا للمادة 278 من قانون العقوبات، باعتبار أن التبول في الشارع فعل فاضح مخل بالحياء العام. جدل قانوني حول العقوبة يقول الدكتور أحمد مهران، أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إن ما أثير حول تطبيق عقوبة على من يقوم بالتبول في الشارع، «كلام فارغ»، وذلك لأن الدستور نص على أنه لا جريمة ولا عقوبة بدون نص، ولا يوجد في قانون العقوبات ما ينص على تجريم التبول في الشارع، لأن التبول حق من الحقوق الفسيولوجية الطبيعية للإنسان، مثل التنفس والمأكل، فهي كلها أشياء تندرج ضمن الطبيعة الفسيولوجية لجسم الإنسان، ولذلك لا يجوز تجريمها وإنما من الممكن تنظيمها. ويضيف أستاذ القانون العام، أن من كيَّف التبول في الشارع قانونيا بأنه فعل فاضح، شخص جاهل بأحكام القانون، لأن تعريف الفعل الفاضح هو التعمد والإصرار على الخطأ، أما تلبية الطبيعة البشرية فلا يمكن إدراجها ضمن التعمد والإصرار، حسب قوله، مضيفا أن الإنسان ليس له تدخل أو إرادة في ذلك، خاصة إذا كان كبير السن أو مريضا بأمراض تُضعف السيطرة على التحكم فى البول، مثل مرض السكر. وتابع "مهران" ل"التحرير"، أنه بدلا من وضع لافتات تحذر من التبول في الشارع، يجب على الأحياء بناء حمامات عامة في الشوارع أولا، ثم توعية المواطنين، من ثم فتجريم التبول في الشوارع مع عدم وجود حمامات عامة، جريمة في حق المواطن، وانتهاك للطبيعة البشرية، متابعا "كيف نغلب الطابع الحضاري على الإنساني". وفي المقابل اعتبر طارق نجيدة، المحامي الحقوقي، أن التبول في الشارع «جريمة أخلاقية» ومنصوص عليها في قانون العقوبات، فصل النظافة، وعقوبتها غرامة لا تتجاوز ال50 جنيها، لأنها مخالفة، وليست جنحة فعل فاضح كما تم تداوله بين بعض المواطنين. ويضيف "نجيدة"، أن قانون العقوبات جعل التبول في الشارع مخالفة، حتى مع عدم وجود حمامات كافية في الشوارع، مثل تجريم رمي فضلات في الشارع مع عدم وجود سلات مهملات في الشوارع. في حين كشف المهندس إبراهيم صابر، رئيس حى مصر الجديدة، عن أن هناك تنسيقا كاملا بين الحى ومنظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية، لرفع مستوى النظافة والوعى بالحفاظ على البيئة داخل شوارع مصر الجديدة. وأضاف صابر فى تصريحات صحفية، أن إحدى الجمعيات الأهلية نسقت مع الحى، لتعليق لافتات على أعمدة الإنارة، تهدف لرفع الوعى لدى المواطن، وتحثه على عدم التبول بجوار الأعمدة أو فى الشارع، وكذلك عدم إلقاء المخلفات والحفاظ على النظافة العامة، مشيرا إلى أن اللافتات تحذر المواطنين من أن الشوارع مراقبة بالكاميرات، ويتم رصد المخالفين وتعرضهم للمساءلة. 44 حماما عموميا في القاهرة 44 هو عدد دورات المياه العمومية المفعّلة في محافظة القاهرة وفقا لتصريحات خالد مصطفى المتحدث الإعلامي لمحافظة القاهرة، وذلك من أصل 175 دورة مياه في المحافظة التي يسكنها أكثر من 10 ملايين مواطن، بمتوسط دورة مياه عمومية واحدة لكل حوالي ربع مليون مواطن، وهي جزء من 1288 دورة مياه فقط على امتداد الجمهورية وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وأضاف "مصطفى" في تصريحات صحفية، أن المحافظة أسندت مسؤولية تنظيف وصيانة دورات المياه إلى شركات الإعلانات والتي تستفيد من الحيز في وضع إعلانات، ومقابل ذلك تتولى الإشراف على الحمامات، وذلك بعد رفع الأحياء يدها عن غالبية دورات المياه. وفي عام 2007 وتحت مسمى "الحمام الذكي" تم وضع 36 كابينة حمام إلكتروني في مناطق مختلفة داخل القاهرة، ومع قيام ثورة يناير أصبحت هذه الحمامات مجرد ذكرى من الماضي؛ حيث تعرض عدد منها للنهب والتخريب وتم رفع بعضها بينما بقى بعضها تغطيه الأتربة والشعارات السياسية. أمراض بسبب تلوث دورات المياه عدم وجود أعداد كافية من دورات المياه العمومية ليس المشكلة الوحيدة، لأن عدم نظافتها مشكلة خطيرة ينتج عنها ضرر للمستخدمين، أوضحته الدكتورة هدى أحمد، أستاذة الأمراض الجلدية والتناسلية في جامعة عين شمس، والتي قالت إنه يعرض للإصابة بأمراض جلدية والتهابات، منها الالتهابات الداخلية والفطرية وفي بعض الأحيان السنط الفيروسي، نافية أن يكون مسببا للإصابة بأي أمراض تناسلية مثل الزهري والسيلان. وأضافت أنها من خلال الحالات التي تستقبلها لاحظت وجود إصابات بمرض السنط وذلك نتيجة استخدام دورات المياه الملوثة. وقال الدكتور أيمن صلاح موسى، أستاذ المسالك البولية: "استعمال أي حمام ملوث يؤدي لانتشار عدوى التهابات مجرى البول والحالب، وتتم عن طريق التلامس مع جسم ملوث، والأكثر عرضة للإصابة السيدات والأطفال بحكم طبيعة التبول والحاجة للجلوس، لذلك ينصح باستعمال المطهرات وأكياس بلاستيك تمنع تلامس الجسم مع الحمام".