في مثل هذا اليوم عام 1983 وتحديداً في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ولد طفلاً صغيراً كان على موعد مع التألق وكتابة اسمه بأحرف من ذهب فى كتاب تاريخ الكرة المصرية والأفريقية. هذا الطفل هو عماد محمد عبد النبي الشهير ب" متعب " ، اهتمت عائلته به بعد ما أظهر منذ الصغر موهبة وقدرات خاصة فى لعب كرة القدم ، ومن ثم انضم الى نادى بلبيس الرياضى ، واستمر فيه حتى وصل عمره إلى 13 عاماً لينتقل بعدها للنادى الأهلى ليصبح من اللحظة الأولى لدخوله القلعة الحمراء لاعباً واعداً ، تنبأ له الكثيرون بأن يصبح واحداً من أهم المهاجمين في النادى الكبير. وتدرج متعب فى صفوف فرق الناشئين بالأهلى ، وأصبح الجميع يتابعه باهتمام بالغ ، ويتنبأ له بمستقبل مبهر، وتزامن ذلك مع تكوين منتخب الشباب الذى كان يقوده المعلم حسن شحاتة - الأب الروحي للاعب - رغم المعروف أن شحاتة واحد من أساطير كرة القدم فى نادى الزمالك لكن قناعات المعلم وثقته فى اللاعب ساهمت فى زيادة تألقه. ابن مدينة بلبيس كان عند حسن ظن المعلم وثقته فيه لذا لم يكن غريباً أن يستغل موهبته هو وزملائه فى منتخب الشباب شريف إكرامى والراحل محمد عبدالوهاب وأحمد فتحى وحسنى عبدربه وعمرو زكى فى قيادة منتخب مصر للشباب للفوز ببطولة الأمم الإفريقية ببوركينا فاسو 2003 ويحصل المهاجم المتعب علي لقب هداف البطولة ومنتخب مصر لتبدأ الانطلاقة الصاروخية للاعب. وفى مونديال الشباب في الإمارات تألق متعب وقاد زملاءه للتأهل الى دور ال16 بعدما أحرز هدف الفوز فى لقاء انجلترا على الطريقة المارادونية لتتأهل مصر أفضل ثالث برصيد 4 نقاط بعد التعادل مع كولومبيا وتواجه الأرجنتين وتخسر 1-2 . ومع تولى مانويل جوزيه مسئولية تدريب الأهلي عام 2004 قرر تصعيد عماد متعب والاعتماد عليه كمهاجم اساسي للفريق وتحدث المفاجأة ويحصل عماد متعب على لقب هداف الدوري موسم 2004/2005، برصيد 15 هدفاً في أول مواسمه مع الفريق الأول ليصبح أصغر لاعب يحصد اللقب. ويستمر متعب في التألق خلال بداياته مع الفريق الأول بالأهلي بعدما كون مثلث الرعب مع محمد أبو تريكة ومحمد بركات، بفضل التفاهم والانسجام التام الذي نشأ بينهم وقدرتهم على قيادة الفريق لتحقيق الانتصارات المتتالية ليتوج الأهلى بالعديد من البطولات. متعب تميز بالأداء الرشيق داخل منطقة الجزاء واجادته التصويب الدقيق على المرمى بكلتا القدمين، وضربات الرأس برغم قصر قامته ليصبح مهاجم الصندوق الأول فى الأهلى ومصر لفترة طويلة ويساهم بقدراته التهديفية مع زملائه في الفوز ببطولتي أفريقيا للأندية أبطال الدوري لعامين متتاليين. وعلى الصعيد الدولي أحرز متعب العديد من الأهداف مع منتخب مصر الأول وجاءت البداية في المباريات الودية منذ تم تصعيده عن طريق حسن شحاته المدير الفني للمنتخب الأول ليصبح أحد لاعبي الجيل الذهبي الذي حصد أمم أفريقيا من 2006 إلى 2010 . واشتهر متعب بلقب هداف الوقت القاتل " +90 " بعد احرازه معظم الاْهداف الحاسمة والتاريخية في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع ومنها هدف التتويج بالكونفدرالية وهدف منتخب مصر فى الجزائر بتصفيات مونديال 2010 وغيرها من الأهداف المؤثرة. وتتوالى الأهداف والإنجازات ويحظى اللاعب بشعبية جارفة مع جماهير الأهلي لكن سرعان ما جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن مع تقدم اللاعب فى العمر وتحديداً فى موسم 2014 - 2015 الذي شهد تراجع مستوى اللاعب ومع ذلك كانت له لحظات فارقة يتوهج خلالها ويتألق عندما أحرز هدف الفوز فى مرمى سيوى سبورت الإيفوارى ليتوج الأهلى لأول مرة فى تاريخه وتاريخ الكرة المصرية ببطولة الكونفدرالية. وتوترت علاقة متعب بالمدرب الإسباني جاريدو عندما رفض مهاجم الأهلى تسديد ضربة ترجيح فى لقاء الأهلى والمغرب التطوانى ويشتبك اللاعب مع مدربه بعد خروج الأهلى من البطولة الكونفدرالية ويدخل بعدها متعب فى منعطف جديد يتعلق بجلوسه على دكة البدلاء لفترات طويلة في المواسم التالية مع فتحى مبروك وبيسيرو ومارتن يول وأخيراً حسام البدري ليحصل على فرصة جديدة بعد انتقاله الي نادي التعاون السعودي في يناير الماضي بعد بلوغه عامه الخامس والثلاثين أملاً فى عدم كتابة كلمة النهاية لمشواره الكروي الحافل بالإنجازات والأهداف المؤثرة . لعب متعب مع الأهلي 291 مباراة أحرز خلالها 113 هدفاً فى مختلف البطولات المحلية والأفريقية والعالمية بينما على الصعيد الدولي لعب 72 مباراة احرز خلالها 29 هدفاً . وفى تجربة احترافه الأولى فى نادى اتحاد جدة لعب متعب 21 مباراة في مختلف البطولات السعودية للمحترفين، وقدم عروضًا مميزة ومارس هوايته فى إحراز الأهداف حيث سجل 13 هدفاً خلال مسيرته مع "العميد" بواقع 10 أهداف في الدوري وهدفين في كأس ولي العهد وهدف في دوري أبطال آسيا بينما لم يسجل أى أهداف فى تجربته الثانية فى الدورى السعودى حيث لعب مع فريق التعاون 5 مباريات حتى الآن.