فتحت واقعة الفتاة رانيا فهمي، ابنة محافظة قنا، التى حصلت على أول حكم قضائي ضد متحرش بالسجن ل3 سنوات، النار على وقائع التحرش بمحافظات الصعيد، وسط تخوفات من الفتيات اللاتي يتم التحرش بهن، من تحرير محاضر ضد المتحرشين، وذلك بداعي العادات والتقاليد والقبلية. رفض الفتيات قالت إيمان محمد، 20 عاما، طالبة بكلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي بمحافظة قنا، إنها تتعرض للتحرش اللفظي ومحاولات للتحرش الجسدي والجنسي بشكل يومي لدى مرورها في شوارع مدن ومراكز محافظة قنا، حيث إنها تحاول الابتعاد عن الشوارع المكتظة بالشباب والمقاهي والكافتيريات. وتضيف الطالبة بكلية الإعلام، أن محاولات التحرش الجنسي، لا تتوقف بشبه يومي لدى التحرش بالفتيات أثناء مرورهن في الشوارع والأزقة بالمدن والمراكز المختلفة، قائلة: "مفيش حد بيحمي حد في الشوارع أثناء التحرش". وتابعت الفتاة العشرينية، أن تعرضها وتعرض العشرات من الفتيات بشكل يومي لمحاولات التحرش لا يؤدي إلى قيامهن بتحرير محاضر تحرش لدى قوات الأمن، وذلك خوفا من العادات والتقاليد والقبلية التى تعيشها الفتيات، قائلةً: "العيلة شايفة محاضر التحرش من العيب". فيما أشارت علياء السيد، طالبة بجامعة جنوب الوادي بقنا، إلى أنه لا يمكن لأي فتاة التقدم بمحضر يفيد التحرش الجنسي بها أثناء مرورها في شوارع المحافظة، منوهة أنه في حالة تقدم الفتاة بتلك المحضر، سوف يؤدي إلى حالة من سيل الدماء بين العائلات في المحافظة، فضلا عن أنها سوف تشوبها سمعة سيئة وسط العائلات والقبائل بمحافظات الصعيد. وبررت السيد، رفض تحرير محاضر تفيد التحرش الجنسي بالفتيات، لكون العادات والتقاليد التى يتمسك بها أهالى الصعيد، فضلا عن الخلافات والمشاجرات التى قد تنشأ بين العائلات والقبائل بسبب تلك الوقائع، التى قد تؤدي إلى سقوط ضحايا مضيفة: "التحرش يعني المساس بالشرف والمساس بالشرف يعني الدم". من جانبها، أكدت الدكتورة هناء حامد، أستاذ بجامعة جنوب الوادي بقنا، أن هناك تحفظا من المجتمع القنائي والصعيدي عامةً على وقائع التحرش، حيث إن الفتاة تتعرض لضغوط كبرى في حالة محاولتها تحرير محاضر ضد المتحرشين، لافتا إلى أن وقائع محاضر وقضايا التحرش تعتبر وقائع نادرة بمحافظات الصعيد بأكملها، التى كان آخرها وأبرزها واقعة رانيا فهمي، التى حررت محضر تحرش، وحصلت علي حكم قضائي بسجن المتحرش 3 سنوات. وقائع تحرش.. انتهت بالصلح وحسب مصدر أمني بمديرية أمن قنا، فإن أولي وقائع تحرير محاضر التحرش بمحافظة قنا، كانت للسيدة حنان عماد، المقيمة بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، التى هي أول سيدة بصعيد مصر تحرر محضرًا ضد متحرش، لتكسر بهذا قيود العادات والتقاليد والأعراف، وتحطم الخوف الكائن، وذلك في عام 2014، لكن القضية انتهت بالتصالح بين السيدة والشاب المتحرش بها في أحد شوارع نجع حمادي. وذكرت حنان في تصريحات هاتفية ل"التحرير"، أنها تعرضت لضغوطات عائلية من أسرتها، بضرورة التنازل عن القضية، بعدما تدخل كبار العائلة، فضلا عن تخوفها من السمعة السيئة التى كانت سوف تطول أبناءها فقررت التنازل عن القضية. ويضيف المصدر الأمني، ل"التحرير"، أن الواقعة الثانية كانت في شهر يناير من عام 2017 الماضي، حينما تقدمت موظفة بمجلس مدينة أبو تشت، شمال قنا، ببلاغ تتهم فيه اللواء بسام عزام بالتحرش الجنسي بها أثناء تأدية عملها، لكن القضية انتهت بحفظ التحقيقات بعد التصالح بينهما. بلاغات لا تذكر من جانبها، أفادت مروة عبد الرحيم، محامية مكتب شكاوى المرأة بالمجلس القومي للمرأة بقنا، أن الشكاوى والبلاغات الخاصة بالتعرض للانتهاك والتحرش الجنسي بالفتيات بمحافظة قنا، المسجلة في المجلس القومي قد لا تذكر ولا تعد على أصابع اليد. وذكر عبد الرحيم، أن أى حالة تصل إلى المجلس القومي للمرأة، ترفض الاستكمال في القضية، وترفض من الأساس تحرير محضر ضد المتحرش، ويحاول المجلس القومي إقناعها بتحرير محضر وإيفاد محام بجانبها في القضية، لكنها ترفض بسبب القبلية والعادات والتقاليد والخوف من عائلاتهم. وألمحت، أنه في الأعياد والمناسبات العامة، يحاول المجلس القومي رصد حالات التحرش، بالتنسيق مع أجهزة الأمن، لكن الفتيات يرفضن تحرير محاضر، لافتًا إلى أن بلاغات التحرش من الفتيات، التى يتم تحريرها بالمجلس القومي للمرأة وأجهزة الأمن لا تذكر من الأساس. المجلس القومي للمرأة أما الدكتورة هدي السعدي، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة قنا، فقالت إن المجلس يحاول عقد جلسات نقاشية وورش عمل وندوات في مختلف أنحاء محافظة قنا، وذلك للتوعية بخطورة التحرش الجنسي للفتيات، والتعرض للمتحرشين، وضرورة الإبلاغ عن تلك الوقائع، وذلك من أجل القضاء عليها نهائيا. وأكدت مقررة فرع المجلس القومي قائلة: "الفتيات بترفض تحرير أى محاضر تحرش خوفا من القبلية وعائلاتها، العادات في الصعيد تمنع أى فتاة من تحرير محضر تحرش، لأن ده يعتبر سبة في حقها وأخلاقها وبنحاول نغير ده بالندوات والتوعية". أمن قنا: بلاغات تحرش خلال 10 سنوات وفي السياق ذاته، أكد اللواء علاء العياط، مدير أمن قنا، أن السجلات داخل الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا، تشير إلى وجود 6 بلاغات فقط باتهام فتيات لذكور بالتحرش بهن خلال سيرهن بالشوارع بمحافظة قنا، وذلك منذ عام 2008 وحتى عام 2018 بواقع 10 سنوات، لافتا إلى أن جميعها انتهت بالتصالح والتنازل عن القضايا داخل النيابة العامة.