«الناس فاكرة إن المطاحن ممكن تطحن أى حاجة مع القمح حتى لو كانت فيران» تعليق ساخر ومستخف، من رئيس هيئة السلع التموينية نعمانى نصر النعمانى على ما نشرته «التحرير» فى عددها الصادر أمس، فى شأن دخول شحنة قمح روسية من ميناء دمياط ملوثة بالحشرات الميتة، إذ قال النعمانى، إن وجود حشرات ميتة فى شحنة القمح «لا يعنى فسادها»، فى وجهة نظره، ولا يقلل من جودة القمح، لكن الخوف الحقيقى من الحشرات الحية التى تتلف الإنتاج الزراعى. على الجانب الآخر، شدد عضو لجنة الحبوب فى وزارة الزراعة والمستشار السابق بهيئة السلع التموينية، الدكتور نادر نور الدين على وصف شحنة القمح بأنها مخالفة للمواصفات، موضحا أن القانون ينص على استيراد الأقماح الخالية من الإصابات الحشرية سواء حية أو ميتة، إضافة إلى أن الشحنة احتوت على محصول قمح الموسم الماضى، وليس محصول هذا العام، على العكس من اشتراطات القانون. نور الدين حذر من تأثير تلك الحشرات على القمح نفسه، وإصابته بالسوس، خصوصا أن الإصابات الحشرية تفرز عديدا من السموم وتلقى بمخلفاتها داخل القمح، كما تفرز فطر الأفلاتوكسين المسبب للهلوسة، أو الإصابة بالسرطان والموت فى حالة زيادة الكمية، لافتا إلى أن أولى حالات تم اكتشافها فى فرنسا لتأثير الأفلاتوكسين، كانت إثر إصابة عدد كبير من المستهلكين بحالات «خرف» فى العام 1940، مضيفا أن تلك السموم لها تأثيرات على الكبد والكلى والجهاز المناعى. النعمانى أوضح أن لجنة أحادية من وزارة الزراعة فحصت 20 ألف طن وتبقى 40 ألفا من القمح فى ميناء دمياط، وتم الإفراج بالفعل عن الشحنة كاملة لتدخل مصر بإفراج «تحت التصنيع» مما يعنى أنها تحتاج إلى عمليات غربلة وغسل وترطيب وتهوية وتجفيف، ليتم غربلتها مجددا. ولفت النعمانى إلى أن اللجنة لم تستكمل فحص الشحنة لانتهاء المهلة التى منحتها لها وزارة الزراعة، لكنه وعد بأن تستكمل اللجنة عملية الفحص فى ما بعد «لأنه ليس هناك ما يقلق فى الشحنة».