قال الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إنه «يجب احترام كل إنسان حتى لو خالفني في العقيدة، هذا ما تعلمناه من كتاب الله وسنة رسوله». جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب برئاسة الدكتور أسامة العبد، لمناقشة طلبي الإحاطة المقدمين من النائبين الدكتور عمر حمروش، وأحمد عبد اللطيف الطحاوي، بشأن إهانة الرموز الدينية والتاريخية والوطنية في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة. وشارك في الاجتماع الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة عضو الهيئة الوطنية للصحافة، والدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية علوم الدين، وجابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف. من جانبه، قال النائب أحمد الطحاوي، إن «أهل الدين فوق رأسنا جميعا، وعندنا أرى قارئ للقرآن أقبل يده سريعًا، أساءني جدًا إهانة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وهو رجل يعد مفتاح خير للأمة الإسلامية في القرن العشرين وحتى الآن، وإهانته جاءت من أشخاص لا قيمة لهم، والشيخ الشعراوى ليس منزها عن الخطأ مثل الأنبياء والمرسلين، لكنني أرى أن التجاوز في حق الأموات خاصة إذا كانوا من الرموز الدينية لا يليق». وتابع: «أقول لمن تعرض لمولانا الشيخ سيذكره التاريخ بأسوأ شيء، وأتمنى من اللجنة الدينية اتخاذ ما يمنع هذه الإهانات، منتقدًا الهجوم عليه من بعض الصحفيين، كما انتقد أحد النواب الذين هاجموه أيضًا»، مطالبًا الهيئة الوطنية للصحافة بمنع المهاترات التي تسىء للرموز الدينية والوطنية. وأضاف الدكتور أسامة العبد، أننا «نتحدث عن ضوابط عامة، ولذلك أشكر النائب الطحاوي على عدم ذكر الأسماء، وأنا شخصيًا أتعلم من الشيخ الشعراوي يوميًا ونريد ضوابط». أما الدكتور عمر حمروش، عضو اللجنة، فقد تساءل عن دور المجلس الأعلى للإعلام الموحد في ضبط التعرض للعلماء. من ناحيته، قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية علوم الدين، إنه «يجب الوقوف صفا واحدا بجوار الرموز الدينية والوطنية ليس الشيخ الشعراوي فقط، بل الزعيم مصطفي كامل، والزعيم أحمد عرابي، ماذا بقي لنا؟ فمن أمن العقوبة أساء الأدب». وتابع: «يجب عدم الاكتفاء بالموعظة، فالله دعا لقطع الأيدي والأرجل لمن أراد أن يفسد في المجتمع، ولذلك نثمن هذه الجهود ونتمنى تدخلا تشريعيا، وأن تتدخل الهيئة الوطنية للصحافة، ونحن لسنا ضد حرية الرأي، بل مع الحرية التي لا تعتدي علي الآخرين». بينما قال الدكتور محمود علم الدين، إن الموضوع شديد الأهمية والخطورة، لأنه مرتبط بتاريخ مصر، الذي يتعرض لتشويه منظم باستغلال وسائل الإعلام، في ظل أن وسائل الإعلام أصبحت المصدر الرئيسي للمعرفة، إذ أصبح التليفزيون المعلم الأول للأطفال والناشئة، لذلك ما يقدم فيه لا بد أن يحترم المنطق والحقيقة، ولا بد أن نحترم مناقشة الرموز الدينية في أفكارهم، وهذا يتم بالحجة، وليس بالخوض في الحياة الخاصة. وتابع: "هناك انتهاكات يومية بواسطة وسائل الإعلام في حق العديد من الرموز الدينية والوطنية". واستطرد: «في تركيا تمت إهانة الرئيس أتاتورك فأغلق موقع الفيسبوك، وكذلك في تايلاند»، لافتا إلى أن أخلاقيات الإعلام تعتمد علي مدونات السلوك التي هي مجموعة من المبادئ الأخلاقية، التي تحدد للصحفيين والإعلاميين الأخلاقيات، ومنها احترام الكرامة الإنسانية للأحياء والأموات وعدم اختراق الخصوصية. وطالب علم الدين، أن تكون لكل مؤسسة صحفية مدونة سلوك داخلية تسير عليها، وأن نركز على المكون الأخلاقي في تدريب الصحفيين، وإذا كان المكون المعرفي والمهاري رائعا، بينما الأخلاقي ضائع فهو كارثة. وشدد عضو الهيئة الوطنية للصحافة، على ضرورة البحث في مدونات السلوك الحالية لنقابة الإعلاميين وكذلك الصحفيين ومعالجة ما بها من مشاكل، لأن الجانب الأخلاقي عام في تشكيل الصحفي والإعلامي. من جانبه، قال الدكتور أسامة العبد، إن الإعلام المصري ما زال بخير، إلا أن البعض يخرج عن النص. واتفق معهم الدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، قائلًا: «كوزارة ثقافة ليس منوطا بنا الأمر لكننا نتفق مع ضرورة رصد الإساءة للرموز الدينية والوطنية، لأنها ضمن حروب الجيل الرابع، وتهدف لتدمير مصر».