كثيرا ما رأينا عددا من الروبوتات التي تبدو قريبة للواقع بشكل مخيف في الأفلام، لكن هل ستشعرون بالرعب فعلاً إن علمتم بأن هذه الروبوتات موجودة بالفعل في عالمنا اليوم؟ انطلق المصور ماكس أجيليرا-هلويج لزيارة أبرز مصنّعي الروبوتات في العالم خلال السنوات الأخيرة الماضية، وفي كتابه "Humanoid" يكتشف المصور الطرق المتنوعة التي يبحث فيها العلماء تطوير الروبوتات وتقريب أوجه شبهها بنا، فبعضها مصمم للتحدث كالبشر وأخرى للتفكير مثلهم، بل إن بعضها صمم ليكون نسخة طبق الأصل عن أشخاص معينين. وتختلف أسباب تصميم هذه الروبوتات من مختبر لآخر، فبعضها مصمم لأغراض ترفيهية، بينما صممت أخرى لتسهم في حل مشكلات يواجهها البشر، وذلك حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية. وفي روبوت "CB2" الرضيع، تمكن العلماء من مركز "Asada" باليابان من دراسة كيفية تطور المراحل التعليمية لدى الروبوت بتعليمه الحبو، لكن البيانات المجمعة أسهمت بالكشف عن كيفية تعلم البشر هذا السلوك أكثر من تعلّم الذكاء الاصطناعي له. كما طوّرت مختبرات "Asada" روبوتا يشبه جنينا بعمر 35 أسبوعا ليحاكوا المشكلات الطبية التي قد تواجه الأجنة في حالات الولادة المبكرة. وقد طور العلماء بالمختبر ذاته نسخة محدثة من الطفل الروبوتي سموها "Affetto"، ليملك تعابير وجه واقعية للتفاعل مع مقدمي الرعاية، وقد لاحظ المصور تفاعل الروبوت معه، ووصف العاطفة المصاحبة لهذا الروبوت بأنها تشبه تجربة مشاهدة التليفزيون، بأن ما تراه أمرٌ غير حقيقي، لكنك تتوقف عن التفكير للحظة وتعيش في عالم خيالي. ومن الأمور الغريبة التي شهدها ماكس تمثّلت برئتين روبوتيتين صممتا لمحاكاة عملية النطق لدى البشر، هاتان العلبتان تخلقان ضغط هواء لهز أحبال صوتية ميكانيكية. كما صمّم روبوت آخر ليشبه تماما امرأة يابانية، وقد شارك بفيلم "Sayonara" الياباني، وقال المصور إن المرأة أبدت اهتماما كبيرا بنسختها، وقال إنها عاملت الروبوت كأنها شقيقتها، وقد ذكرت له بأنها تشعر بالحزن عند ابتعادها عنها لفترات طويلة.