كانت القضية الأبرز هذا الأسبوع في كثير من المواقع الأجنبية، هي "بيت الرعب" الذي تم اكتشافه بمقاطعة "بيريس" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث رصد موقع "الديلي ميل" البريطاني رحلة العذاب والمعاناة ل13 طفلا تعرضوا للموت والتجويع على يد الأب والأم! تسكن العائلة المكونة من 13 طفلا والأب ديفيد توربين، 57 عاما، والأم "لويز آنا توربين"، 49 عاما، في منزل مزود بحديقة صغيرة يميزها تمثال لشخصيتي ميني وميكي ماوس الكارتونية، ومجموعة من الأثاث الحديدي الذي أصابه الصدأ وبعض الحفاضات والمواسير المعدنية، مما جعل البعض يطلق على المنزل اسم "بيت الرعب". وتقول "ليتيشيا جوميز"، أحد الجيران، وتبلغ من العمر 45 عاما، إنه بالرغم من سكنها خلف بيت "توربين"، فإنها لم تلاحظ قط أي وجود لأطفال، موضحة: "لم أشاهد أي وجود لأطفال ولم أسمع لهم أي صوت من قبل"، مضيفة أنهم لا يعتنون بالحديقة وتعتبر منزلهم مكانا سيئا وقذرا طوال الوقت. أما "أندريا فالديز"، أحد الجيران أيضا"، فقالت إنها رأت بعض الأطفال سابقا ولكن كانوا بحالة تشبه مصاصي الدماء، حيث كانت وجوههم شاحبة ويخرجون فقط في المساء". اختلفت آراء الجيران في التفاصيل، لكن جميعم اتفقوا على وجود أمر خاطئ وإحساس مريب حول المنزل، حيث أضاف بعضهم أنهم رأوا أطفالا تبحث في صناديق القمامة عن الطعام، وأضاف آخرون أن العائلة ظهرت في مرات سابقة وكأنها سعيدة. أما عن واقعة اكتشاف القضية والقبض على الأب والأم، فتعود إلى نجاح إحدى الفتيات، وعمرها 17 عاما، في الهرب من "بيت الرعب" عن طريق فتحة النافذة، واتصلت بالشرطة لإنقاذ أخواتها، وظهرت الفتاة بحالة جسدية ضعيفة للغاية، لدرجة أن الشرطة قدرت عمرها بنحو 10 سنوات فقط، وعند اقتحام الشرطة للمنزل وجدت 3 أولاد بأعمار متفاوتة بين 2 إلى 29 عامًا، مقيدين بالأسرَّة داخل غرفة مظلمة كريهة الرائحة، إضافة إلى الفتيات العشر. الأطفال الضحايا منهم 6 أطفال و7 مراهقين، ظهروا في حالة رثة كما يبدو أنهم كانوا في الأسرة لمدة طويلة، وحسب تصريح صحفي للسلطات في مقاطعة "بيريس" فإن الفتاة الشجاعة استطاعت الهرب، وباستخدام هاتف محمول قديم بالمنزل اتصلت بالشرطة لتنقذهم، كما زودت الشرطة بصور تبين الحالة المعيشية الصعبة التي تواجهها مع إخوتها. وبعد إجراء التحاليل والفحوصات اللازمة، أكدت الشرطة أن جميع الأبناء منسوبون للأم والأب المقبوض عليهم، ووجهت لهم 10 تهم، منها تعذيب قصر وتعريض حياتهم للخطر. الجدير بالذكر أن الكثير من الخيوط بدأت تظهر بعد الحديث مع شقيق "لويز"، الذي قال إنها كانت عصبية دائما وغير سعيدة في حياتها مع زوجها في الفترة الأخيرة، مضيفًا أنه حزين جدا لحال أولاد أخته، وينفطر قلبه ينفطر عليهم ألما وحسرة، وتابع: "حياتنا كانت جيدة ولم تعش أختي أي تجارب مثلما حدث، وكذلك زوجها، حيث أتى من منزل ثري، وعندما كنا صغارا كان أبي واعظا بالكنيسة، وليس هذا هو الأسلوب الذي نشأنا عليه". أما عن أخت "لويز"، "إليزابيت جين فلوريس"، 41 عاما، فقالت لموقع "الديلي ميل" إنها كانت دائما ممنوعة من زيارة أبناء أختها، وهو الأمر الذي كان مدعاة للقلق خاصة طيلة 19 عاما، ورغم أنها كانت دائما على اتصال تليفوني بأختها؛ فإنها كانت تمنعها من الحديث مع أبناء أختها، بل وصل الأمر لعدم قبول طلبات الصداقة على موقع "فيسبوك". وحصل موقع "سي إن إن" على تصريحات من الجدة "بتي توربين" عن حال الأطفال، فقالت إنهم كانوا دائما يلبسون زيا موحدًا ويقفون في صف واحد وفقا لأعمارهم، ثم يتم تفقدهم من الأمام والخلف من قبل الأب والأم، وأكدت السلطات أيضا أن الأب والأم كانت لهم ميول دينية، إلا أنه غير معلوم إذا كان هذا أحد أسباب العنف الأسري أم لا. وأخيرا تم وضع الأطفال تحت الرعاية الصحية والنفسية لحين معرفة مصيرهم.