تشهد العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالصين، حالة من الشد والجذب خلال الفترة الماضية، بسبب العلاقات التجارية، وتقارب الأخيرة مع كوريا الشمالية. لكن يبدو أن التوتر أخذ منحى آخر، بعد أن ألقت السلطات الأمريكية القبض على عميل سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية لمحاولته بيع معلومات للصين. شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية ذكرت أنه أُلقي القبض على جيري تشون شينغ لي الإثنين الماضي، لاحتفاظه بشكل غير قانوني بمعلومات من المحتمل أن تكون قد ساعدت الصين على إعدام أو سجن مخبرين أمريكيين. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي في مذكرة القبض على "لي" البالغ من العمر 53 عامًا: إن "المتهم حاز معلومات فائقة السرية، والتي سيتسبب الكشف عنها في خطر داهم للأمن القومي الأمريكي". وأضافت المذكرة أن "لي" الذي أُلغي تصريحه الأمني في 2007 بعد مغادرته "سي آي إيه"، احتفظ بشكل غير مشروع بوثائق تضم "أسماء حقيقية، وأرقام هواتف عملاء سريين للوكالة في الصين". كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أول من أشارت إلى أن "لي" لعب دورًا رئيسيا في الكشف عن المخبرين الأمريكيين في الصين والذين بدأوا بالاختفاء في 2010. ونقلت الصحيفة عن مصادر، قولها: إن "أحد المخبرين الأمريكيين في الصين قُتل بالرصاص في فناء أحد المباني الحكومية، أمام زملائه في العمل، كتهديد واضح لأي "خائنين آخرين". وأوضحت "نيويورك تايمز" أن "لي" الذي بدأ العمل في الوكالة منذ 1994، غادر وظيفته بسبب عدم رضاه عن التقدم الوظيفي في الوكالة، وفقًا لمصادر مطلعة. وأضافت أن نحو 18 إلى 20 من مصادر وكالة الاستخبارات الأمريكية في الصين سُجنوا أو قتلوا بشكل منهجي، في الفترة بين 2010 حتى 2012، وهو ما وصفه مسئولون بأكبر فشل استخباراتي على مدى عقود. بينما أفاد مركز التحقيقات الفيدرالي، أن تحقيقاته التي بدأت في 2012، تضمنت استدراج "لي" للعودة للولايات المتحدة، وتفتيش الغرف الفندقية التي أقام فيها في هاواي وفيرجينيا. ومع الكشف عن عدد من الأدلة، تم استجواب "لي" أكثر من مرة في 2013، ولم يذكر خلال التحقيقات احتفاظه بهذه الوثائق السرية، ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم اتهامه بالتسبب في وفاة المخبرين أم لا.