كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تقريرها اليوم، الخميس، عن تغير لهجة ترامب العنيفة تجاه كوريا الشمالية، قائلة: "إنه على استعداد للتحدث مع زعيم البلاد نفسه". ويعد موقف الرئيس ترامب غريب نوعا ما، حيث لفتت الشبكة الأمريكية إلى تصريحات الرئيس الأمريكي قبل ثلاثة أشهر، إذ قال لوزير الخارجية ريكس تيلرسون إنه: "يضيع وقته من خلال اقتراح إجراء محادثات مع كوريا الشمالية". أما الآن، وبعد أشهر من التصريحات النارية والاستهزاء بالرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون، يعرض الرئيس الأمريكي فتح الحوار والتفاوض، بل إنه يقول إنه على استعداد للتحدث إلى زعيم كوريا الشمالية نفسه. ويأتي تغيير النهج الأمريكي في الوقت الذي بدأت فيه المحادثات بين كوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية، الأمر الذي قد يكون أساس تغيير سياسة البلاد العدائية. بدوره قال هاري كازيانيس، مدير الدراسات الدفاعية بمركز "ذا ناشونال إنترست" بواشنطن: "إنه أمر مربك للغاية"، وتساءل "هل نحن نسير على طريق إجراء المحادثات أم طريق الحرب؟". وأوضح كازيانيس، أن الولاياتالمتحدة ليست الوحيدة التي يبدو موقفها غير واضح، إلا أن موقف "كيم" أيضا يعد موضع تساؤل، فمن جهة، يمكن أن يسعى رئيس كوريا الشمالية أيضا إلى تخفيف التوترات بين البلدين، لكن في الوقت نفسه يبدو وكأنه يسعى إلى استخدام واشنطن ضد سيول أو كسب مزيد من الوقت لإقامة ترسانة صواريخ باليستية عابرة للقارات تصل إلى الشواطئ الأمريكية. أما من ناحية واشنطن، فيصر مسؤلو إدارة ترامب على أنه لا يوجد تغيير فى السياسة الأمريكية، إذ قال أحد مسؤولي الإدارة "لقد دأبنا دائما على إجراء محادثات مع كوريا الشمالية طالما أنها ذات مصداقية وجدية". وأشارت الشبكة الأمريكية إلى تصريحات ترامب الأسبوع الماضي، والتي سخر فيها من "كيم" ومن حجم الأزرار النووية، إلا أن الموقف تحول بعد ذلك، إذ قال الرئيس إنه "مستعد تماما لإجراء محادثات مع كيم عبر الهاتف". وبعد أن تحدث ترامب مع رئيس كوريا الجنوبية مون جيه - إن، أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن "واشنطن مستعدة لإجراء محادثات مع بيونج يانج فى الوقت والظروف المناسبة". وعلقت الشبكة الأمريكية، على هذا الوضع قائلة: إن "هناك تفسيرات مختلفة لهذه السياسات المتضاربة"، موضحة أن المحادثات التي بدأت بين الكوريتين هذا الأسبوع، ساعد في تغيير النهج الأمريكي، لأنه إذا استمر ترامب في خطابه العنيف فإنه سيخاطر بالتخلي عن حليف رئيسي. كما أن هجمات ترامب على "كيم" يمكن أن تكون لصالح رئيس كوريا الشمالية، لأن العديد من الخبراء يرون أن "كيم" يرغب في الوقيعة بين سيولوواشنطن. ومع ذلك، لا يزال معظم المراقبين يرون أن حتى أشد العقوبات لن تجبر "كيم" على التخلي عن ترسانته النووية، ما يعني أن دورة الألعاب الأوليمبية قد تكون مجرد "هدنة" بدلا من تخفيف الأزمة الأساسية.