«تراجَع لصالح مصر أم تعرَض لضغوط؟».. كيف قرأ المحللون بيان الفريق شفيق؟

كتب محمد عودة ومحمد فتحي
أثار موقف الفريق أحمد شفيق من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة جدلًا واسعًا، خلال الفترة الأخيرة، لا سيما بعد عودته من دولة الإمارات العربية المتحدة، ليطل الفريق شفيق على الساحة السياسية بواحد من أكثر بياناته إثارة للجدل، بسبب ما تضمنه من إعلان واضح بعدم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما فتح الباب واسعًا أمام رؤى سياسية مختلفة، منهم من يرى أن موقفه جاء لصالح استقرار البلد ودعمًا لجهود الدولة لاستكمال مسيرة التطور والإنجاز، مثلما أكد في ختام بيانه، ومنهم من يرى أنه ربما تعرض لضغوط تراجع على أثرها عن الترشح.
موقف يستحق الاحترام
الكاتبة سكينة فؤاد، مستشار رئيس الجمهورية السابق، قالت إن موقف الفريق أحمد شفيق يستحق الاحترام، لأنه مبنى على دراسة للواقع ويقدر ما يمتلئ به من تحديات، ومن أهم الصفات التى يجب أن تتميز بها الشخصية القيادية، الشجاعة فى إعلان ما تستطيعه وما لا تستطيعه.
وأضافت فى تصريحاتها ل«التحرير»: «مصر تمر بمرحلة من أخطر التحديات، والحرب على الإرهاب جزء منها، فدائرة النار والمؤامرات الإقليمية تحيط بمصر، ومنها مجيء تركيا لتأخذ جزيرة من السودان، فعلًا الموقف بالغ الخطورة، يقتضى منا جميعا ومن كل مصري محب لهذه البلد أن يكون جزءًا من المشاركة قدر ما يستطيع، وأنا أثق بأن الفريق شفيق سيشارك بما يستطيع».
وتابعت قائلة: «أتمنى على اللجنة الوطنية للانتخابات أن تعلن عن إجراءات وتحذيرات ضد كل من يحاول التقليل أو الإساءة لقيام عملية ديمقراطية، أساسها انتخابات حرة، يشارك فيها كل من لديه القدرة، بحيث تكون الكلمة الأولى والأخيرة للشعب المصرى، بمعنى أن تكون هناك محاسبة لكل من يحاول أن يسيء لمن يرى فى نفسه صلاحيات الترشح، وأنا أثق بأن الدولة المصرية تريد عملية انتخابية تتوفر فيها شروط الشفافية لبناء الدولة الديمقراطية».
وردًا على سؤال «التحرير» بشأن ما يردده البعض حول تعرض الفريق شفيق لضغوط للانسحاب من الانتخابات الرئاسية المقبلة، قالت: «أنا لا أثق بهذا الكلام، الفريق شفيق شخصية كبيرة لها قيمتها ودورها، ولا يمكن أن يتعرض لضغوط كما يقول هؤلاء، فالضغوط كي لا يترشح أحد إساءة للعملية الديمقراطية».
وأضافت: «أنا أثق بأنه لم يتعرض لضغوط، ولكنها جزء من حرب الشائعات ومحاولات التشويه، وهى جزء من المخاطر التى نتعرض لها الآن، فلا يمكن أن تحدث من الداخل محاولات لتشوية الانتخابات، في ظل السعي نحو استكمال بناء دولة ديمقراطية».
قرار صائب
أما النائب محمد بدراوى، عضو مجلس النواب عن حزب الحركة الوطنية، فقال إن الفريق شفيق مثلما قال فور وصوله إلى مصر، إنه سيدرس الملف من خلال وجوده على أرض وطنه، وأنه سيقوم بعقد لقاءات مستمرة ومن ثم الوصول إلى النتيجة المطلوبة، وهذا ما قام به بالفعل.
وأضاف بدراوى فى تصريحاته ل«التحرير» قائلًا: «قرار الفريق شفيق ورغبته فى الترشح جاء بشكل مبدئى فى الخارج، لكنه فور عودته إلى مصر تراجع عن الترشح، ومن هنا يمكن القول بأنه لا يمكنه اتخاذ قرار وهو خارج الملعب، لكن بعد عودته بدأ فى دراسة الأوضاع، فالتقى بكوادر حزبية وشخصيات عامة واتخد القرار بعد دراسة».
وتابع: «لا يمكننا القول بأن قرار الفريق شفيق اليوم به تعديل، لكنه قرار صائب اتخذه بعد الدراسة، فأنا من هؤلاء الذين التقوا الفريق شفيق منذ 10 أيام، برفقة نائب رئيس الحزب، والأمين العام للحزب، ورأينا أنه منذ عودته من الإمارات يلقى معاملة رائعة تحت رعاية الدولة»، وأضاف: «النهاردة هو فى بيته وبالتالى لا يمكن التصديق بأن الفريق تعرض لضغوط ولكن قراره ناتج عن دراسة الأوضاع، كما أن الإعلان الأول بشأن الترشح كان بشكل مبدئى قبل الدراسة».
وأردف: «أعتقد أن الناس لا بد أن تنظر إلى المسألة على قدرها، فنحن نتحدث عن قيمة وطنية بقامة الفريق شفيق، ولا داعى للمزايدات، لكن كل منا لا بد أن يقوم بواجباته، والفريق شفيق يرأس حزبًا يدعم الدولة ضد الإرهاب من خلال مؤتمرات ولقاءات مسجلة».
أنقذ نفسه بالتنازل
من جانبه، قال الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا إن الفريق شفيق لم يكن جادًا من البداية في تقنين أوضاعه، حتي وإن كان جادًا فلم يكن له حظ من النجاح، لأنه لم ينل منزلة حب لدى الشعب المصري، وذلك لتركه مصر في ظل حكم الجماعات الإرهابية وسافر إلى دولة الإمارات.
وأضاف رفعت أن شفيق أنقذ نفسه بالتنازل، لأنه فقد الكثير من مقومات النجاح، نتيجة هروبه وعدم وقوفه مع مصر وشعبها، فذهب إلى دولة الإمارات ل«الفسح»، ولكنه في النهاية عاد إلى أرض الوطن بطريقة أفقدته ثقة المواطنين فيه.
وكان الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، ورئيس حزب الحركة الوطنية، قد أصدر بيانًا رسميًا، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، اليوم الأحد، أعلن فيه عدم ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية.
وقال شفيق، في بيانه: «شعب مصر العظيم، كنت قد قررت لدى عدوتي إلى أرض الوطن الحبيب أن أعيد تقدير الموقف العام بشأن ما سبق وأعلنه بدولة الإمارات العربية المتحدة، مقدرًا أن غيابي لفترة زادت عن الخمس سنوات ربما أبعدتني عن المتابعة الدقيقة لما يجرى على أرض وطننا من تطورات وإنجازات رغم صعوبة الظروف التى أوجدتها أعمال العنف والإرهاب».
وأضاف: «وبالمتابعة الدقيقة، فقد رأيت أننى لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة القادمة ولذلك، فقد قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2018، داعيًا الله عز وجل أن يكلل جهود الدولة فى استكمال مسيرة التطور والإنجاز لمصرنا الغالية».