تتميز قرى مركز سمسطا بمحافظة بني سويف بإنتاج النباتات الطبية على مستوى الجمهورية، بل نجحت في غزو الأسواق العالمية. ما أنا تطأ قدماك قرية كفر بني علي -أشهر قرى زراعة النباتات الطبية- تشتم روائحا ذكية من كل مكان، إذ يعمل الأهالي بتلك المهنة منذ عشرات السنين، وتحول تلك القرى إلى مصانع لتجفيف وتجهيز النباتات. يقول محمد سليم، صاحب مصنع لتجفيف النباتات بكفر بني علي، إن بني سويف تتصدر قائمة المحافظات الأكثر إنتاجا للنباتات العطرية تليها المنيا والفيوم، لافتا إلى شهرة قريتي منشاة أبو مليح وكفر بني علي بزراعة النباتات العطرية، وتصدير منتجاتهم إلى ألمانيا، أمريكا، ودول الاتحاد الأوروبي. وعن مراحل التصنيع، يوضح "سليم"، في تصريحات ل "التحرير"، أنه بعد "حش" النباتات من الأرض، يتم نقلها إلى المصنع حيث مرحلة "الغربلة" لاستخراج الشوائب، ثم تعبئتها داخل عبوات، مدون عليها "صنع في مصر"، لافتا إلى حرص وفود بعض الدول على زيارة مصانع القرية كل عام مثل اليابانوألمانيا. يضيف محمود جمعة، عامل، إنه يعمل - و5 عمال ومشرف- على ماكينة التجفيف، ويتقاضى 100 جنيه في الوردية "12 ساعة"، مشيرا إلى وجود أكثر من 9 مصانع بالقرية وتعمل على تخفيف النباتات وتجهيزها وتصديرها للخارج. وتطرق علي إبراهيم، فلاح، إلى أبرز المشكلات التي تواجه العاملين بذلك القطاع، وفي مقدمتها ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية، ولجوءهم إلى السوق السوداء، وعدم وفرة مياه الري، بالإضافة إلى عدم فتح أسواق جديدة لتسويق المنتجات. من جانبه، أوضح المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أنه بحث مع المستثمرين في مجال النباتات الطبية والعطرية مشروع المدينة الصناعية الزراعية العمرانية التي تعتزم المحافظة إقامتها على مساحة 69 ألف فدان لتضم أول مجمع صناعي متكامل لإنتاج الدواء من النباتات الطبية والعطرية، وصناعة مستحضرات التجميل والمنتجات العطرية والصناعات الزراعية الغذائية المتنوعة. وأشار "حبيب"، في تصريحات صحفية، إلى أن المحافظة تستحوذ على نسبة كبيرة من تصدير النباتات في صورة مادة خام فقط دون الاستفادة من سلاسل القيمة المضافة المبنية على هذه الصناعة، مشددا على أنه بتحويل النباتات إلى منتجات نهائية، ستوفر نحو 250 ألف فرصة عمل.